خطبة عن وفاة الرسول
١٤:٢٧ ، ٢٩ يناير ٢٠١٩
}
الخطبة
هي نوع من أنواع الأدب النثري وتنقسم إلى مقدّمة ومحور الخطبة والخاتمة، وهذا الفن الأدبي يحمل فكرة معينة، ويسردها الكاتب من دون أن يتقيد بقافية معينة، أو نسق معين في الكلام، فالمهم هو ترتيب الأفكار والترابط بينها، كما أن الخطبة يجب أن تكون بلغة سهلة وبسيطة وقريبة إلى فئة الأشخاص التي ستوجه إليهم لتتحقق الفائدة المرجوة منها.
‘);
}
خطبة عن وفاة الرسول
المقدمة
الرسول الكريم سيد بني آدم أرسله الله للبشرية لينقذها من الجهل الذي كانت تتخبّط به، وليخرجها من وجوه العبودية المختلفة التي كانت تسيطر عليها، فاختاره الله عزَّ وجل وهو الصادق الأمين بين أهله ومن عرفه، ليكون حامل لواء الرّسالة الإسلامية إلى كلّ العالم، والرسول الكريم كباقي البشر كتب الله عز وجل له الولادة في تاريخ معيّن وكتب عليه أيضًا المرض والتعب والوفاة في تاريخ محدد، ليثبت عز وجل للبشرية أن محمدًا الرسول بشر مثلهم تمامًا.
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
محور الخطبة
وفاة النبي عليه الصلاة والسلام لا تعني توقف الدين، فكما قال أبو بكر رضي الله عنه للمسلمين عند وفاة الحبيب وهو الأقرب إليه، أنّه من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ليوقظهم مما كانوا فيه، وليجنبهم الزّلل بعد وفاته عليه الصلاة والسلام، وحتّى عند وفاته عليه الصلاة والسلام وصَّى أصحابه بهذا الدين وأهم ما وصّى به كان النساء، لتدرك البشرية أن الدين الإسلامي فعلًا أنصف المرأة وليس كما يدَّعي الكثير.
ووفاة النّبي عليه الصلاة والسلام لم تكن نهايةً لهذا الدين، بل على العكس كانت بدايةً لنشر الدين في أماكن كثيرة على أيدي الخلفاء الذين عاصروا النّبي الحبيب وتعلّموا الدين على يديه وأحبوه وأحبوا الدين وكانوا على استعداد لبذل كل ما بوسعهم في سبيل رفعته وسموِّه.
وفيما يخص سنته وأحاديثه، فبعد وفاته عليه السلام نقلها أصحابه ممن حفظها وتواتروها أحدهم تلو الآخر لتكون بمثابة نور ودليل للمسلمين بعد القرآن الكريم ليجدوا فيه أيضًا إجابات للأسئلة التي تحيرهم والتي لم يوضحها القرآن بعمق وتحتاج إلى شرح.
وفي الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشر للهجرة انقطع الوحي من السماء إلى الأرض بوفاة الرسول الكريم وختم الله الرسالات السماوية ليكون الإسلام دين البشرية حتى يوم الدين.
والدين ما زال محفوظًا في كتاب الله العظيم، فمهما حصل لن يترك الله دينه ولا كتابه، ولكن على المؤمنين الحذر من المكائد والدّسائس التي بدأت تدخل على حياة المسلمين منذ اللحظة الأولى من وفاته صلى الله عليه وسلم، فالفتن لم تكن موجودةً في زمن النبي؛ لأنّ رأيه وكلمته كانت الفيصل في كل قضية ولكن بعد وفاته بدأت الفئات والأحزاب بالظهور، وبدأ الناس بتلفيق الأخبار والقصص على النبي، ووصلت بهم الأمور إلى تلفيق الأحاديث ونسبها للرسول عليه الصلاة والسلام ولذلك على المؤمن أن يكون حذرًا قبل أن يأخذ أي حديث.
الخاتمة
كان بمقدوره عز وّجل أن يمنح الرسول الكريم صفة الخلود ويبقيه إلى أن يرث الأرض، وألّا يسمح بكل هذه الخلافات والحروب التي يتخبط بها المسلمون تحت أفكارهم المغلوطة، ولكنه عز وجل أراد أن يثبت أن النبي محمد بشر كباقي البشر يولد ويموت، وأيضًا حتى يختبر المسلمين وثباتهم على الدين بعد وفاته.