خواطر عن فراق الأم

‘);
}

فراقُ الأمّ فراق الرّوح للجسد

منذ وفاتك يا أمي توقفت الحياة ومنذ أن توارى وجهك المنير في التراب يا أمي توارت روحي معه، فصرت أسير في هذه الدنيا على غير هدى، وقد ازداد هذا العالم وحشة وظلامًا.

لم أعد أشعر بذاتي أو بما حولي، افتقدت طعم الأشياء وروحها، فكل الأيام متشابهة، وكل الأشياء بلا نكهة تميزها. لقد أدركت حقّ الإدراك أنّني كنت أسير بفضل رضاك ودعائك، والآن كل شيء يسير ببطء شديد وصعوبة كبيرة، أشعر أن كل شيء صار عسيرًا علي، ولم أعد أستطيع أن أتكلم كثيرًا أو أقابل الكثير من الناس.

ولقد أصبحت مشاعري باردة كبرودة الثلاجة التي احتوت جثتك، وصار مقعدك الذي كنتِ تجلسين عليه لقراءة القرآن جليسي، ها هو البيت كما تركته يا أمي لكنني أشعر بأنه بيت آخر أكثر ظلامًا من القبر.