د.محمد حرب: في رحلته لأوربا .. مشاهدات واستنتاجات

دمحمد حرب في رحلته لأوربا مشاهدات واستنتاجات د محمد حرب - في أوروبا 30 مليون مسلم كلهم في دول الاتحاد الأوروبي ويمثلون قوة حقيقة للإسلام - الالتزام بالإسلام يحقق الأمن الاجتماعي للمجتمعات الأوربية ويحفظ المسلمين من الانحراف - مضادة الدين جرت علي أوروبا الخراب ورجال الدين يلحدون والكنائس تغلق الأ بواب -..

د.محمد حرب: في رحلته لأوربا .. مشاهدات واستنتاجات

د. محمد حرب :
– في أوروبا 30 مليون مسلم، كلهم في دول الاتحاد الأوروبي، ويمثلون قوة حقيقة للإسلام .
– الالتزام بالإسلام يحقق الأمن الاجتماعي للمجتمعات الأوربية ويحفظ المسلمين من الانحراف .
– مضادة الدين جرت علي أوروبا الخراب، ورجال الدين يلحدون، والكنائس تغلق الأ بواب .
– التعليم الإسلامي في أوروبا هدفه الحفاظ علي هوية أبناء المسلمين من غول الحضارة الغربية .
– تقرير الحالة الدينية الأمريكي يصف جماعة السليمانية بأنهم أخطر جماعة في العالم التركي .
– المسلمون في أوروبا بحاجة إلي المناهج المعاصرة السهلة والبعيدة عن التعقيد والتقعير .
– تركت جامعة روتردام الإسلامية حين علمت بتعاملها مع إسرائيل ، وحذرت الأزهر فأوقف التعامل معها
– الاستشراق الجديد من أبناء مسلمي أوروبا يهدف إلي تقديم صورة صحيحة عن الإسلام لأوروبا والعالم .
– العمل الإسلامي في أوروبا يحتاج إلي عدم التعامل مع الجهات المشبوهة أو المعروفة بعدائها للإسلام والمسلمين.
size=3>
ــــــــــ

الدكتور محمد حرب هو رائد الدراسات العثمانية في العالم العربي ؛ فهو أول مصري يحصل علي الدكتوراه في الدراسات العثمانية من تركيا ، وهو الذي ترجم إلي العربية مذكرات السلطان عبد الحميد ، وله مؤلفات عديدة في التاريخ العثماني ، منها مؤلفه : العثمانيون في التاريخ والحضارة، وله مدرسة من تلامذته في الدراسات التركية والعثمانية . كما أنه أول من كتب عن العالم التركي تحت الحصار الشيوعي قبل انهيار الشيوعية ، وأسس مركزا لدراسات العالم التركي ومنطقة البلقان، وكتب عدة دراسات عن المسلمين في البلقان
وفي الفترة الأخيرة سافر لأوروبا لتأسيس جامعة إسلامية في روتردام، لكنه فزع حين وجد رئيسها ومؤسسها سليمان ضمرة – التركي الأصل والهولندي الجنسية – يتعامل مع إسرائيل، فقرر أن يترك الجامعة ويؤسس جامعة جديدة اسمها جامعة أوروبا الإسلامية .
وفي أثناء سياحته الأوروبية استلهم فكرة تأسيس استشراق أوروبي جديد من أبناء المسلمين في أوروبا؛ ليكون بديلا عن الاستشراق القديم ؛ حتى يمكن تجلية صورة الإسلام الحقيقية لأوروبا والعالم . تفصيلات هذه القضايا وغيرها تجدها في هذا الحوار المفصل .

خلال السنتين الماضيتين سافرتَ لأوروبا ، وعايشت تأملات واستنتاجات المجتمع الأوروبي وكان لك وجهات نظر وانطباعات حول أحوال المسلمين هناك ، فماذا تريد أن تدلي به في هذا السياق ؟size=3>
في أوروبا حوالي 30 مليون مسلم – وهو عدد ضخم جدا – وكلهم داخل الاتحاد الأوروبي ، وأوربا – كما شاهدنها – غير مناكفة للإسلام , فالمسلمون يتمتعون هناك بكامل حريتهم الدينية ، وأوروبا ديموقراطية بكل ما تحمله الكلمة من معان ؛ فهناك يتيحون الفرصة للدعوة الإسلامية، كما يتيحون الدعوة للبوذية ولكل الأفكار . ولكن هنا يتبلور سؤال مهم : لماذا تشجع أوروبا الإسلام ولا تقف ضده ؟ 
السبب بسيط جدا ؛ فأوروبا تعلم أن المفاسد الاجتماعية فيها ضخمة جدا وكبيرة , كما أن نسبة الإلحاد تتزايد باستمرار، حتى إنها تصل في دولة مثل السويد إلي نسبة 80 % ، وبالنسبة لهولندا التي عشت فيها فإن أكثر الشعب الهولندي مستقيم في حياته العملية ، لكنه من الناحية الأخلاقية ضعيف؛ فالمخدرات في كل مكان , فأذا استفضنا أكثر في الحديث عن هولندا نجد أنها أكثر دول أوروبا ديموقراطية ، وليست ضد أي تيار مهما كان . وأية جماعة دينية في أوروبا مهما كانت – بوذية أو إسلامية أو مسيحية – تتمتع بحماية الدولة وتأخذ مساعدات منها لتيسير أمورها ، ولكن لماذا ؟
هذا له أسباب أمنية خاصة ؛ فالمسلمون – من المهاجرين أو العمال الذين توجهوا إلي أوربا من أجل البحث عن الرزق منذ أوائل الخمسينيات حني الآن – كونوا أجيالا ثلاثة , والشبان الآن هم الجيل الثالث ، وماتزال الهجرة في تزايد -خاصة من المغرب العربي – وحينما يأتي المسلمون لمجتمع غريب عنهم ينغمسون في الجريمة ؛ ففي سجون هولندا 30 % من المسلمين , والمسلمون هناك فقدوا هويتهم ، ولا يعرفون من الإسلام إلا الاسم , وهولندا يهمها أن يعرف المسلمون الإسلام لتقل الجرائم ولتحقيق الأمن الاجتماعي .

ولكن هل هناك أسباب أخرى – بالإضافة لتحقيق الأمن الاجتماعي – تجعل أوروبا لا تعادي الإسلام هناك ؟ size=3>
عندما سألت أحد أصدقائي الهولنديين المسؤولين عن سر الحرية لمختلف الاتجاهات!! قال : أولا نحن ضد مبدأ الضغط علي أي جماعة دينية أيا كانت بوذية أو إسلامية؛ فبتعبيرهم الخاص : الضغط يولد العمل تحت الأرض ، والعمل تحت الأرض يمكن السيطرة عليه ، ولكنه سيكلف الدولة الكثير ؛ لذا فهم يجعلون الجماعات تتحرك بحرية , فلا تكون هناك مشكلة ، ولا يكون هناك فعل ورد الفعل . ولكنهم – مقابل منح الحرية – يشترطون عدم الإضرار بالمجتمع أو الدولة ليتحقق الأمن الاجتماعي .

ما هي أكثر الجماعات الإسلامية في أوروبا قدرة علي تفهم هذه المطالب ، وتحقيق التكيف مع المجتمع الأوروبي ؟size=3>
هناك الحركة السليمانية وهي موجودة بقوة في ألمانيا , وفي مدينة كولونيا دعاني المسلمون لألقي خطبة في افتتاح مركز لتحفيظ القرآن الكريم، ووجدت أن السليمانيين حركتهم علمية ولا يتدخلون في السياسة مطلقا , فهم وجدوا أن الإسلام والقرآن لا يعرفه المسلمون الأوروبيون ولذا كان همهم الأول تعليم اللغة العربية لتكون وسيلة لحفظ القرآن الكريم ومدخلا لدراسة العلوم الإسلامية ، فمثلا الطالب في كلية الطب يجعلونه يدرس الطب بصورة طبيعية ، ولكن يوفرون له الوقت الكافي والظروف الاجتماعيةالمناسبة لكي يدرس الإسلام بعد الظهر ، فيصبح الطالب قويا ومتمكنا في العلوم الإسلامية .
وعندما ذهبت لألقي كلمتي وجلست وجدت إلي جواري سيدة ورجلا ذا لحية ، وعندما سألته : من أنت قال : أنا رئيس الكنيسة البروتستانتية، وعندما سألت المرأة عن صفتها قالت : إنها ممثلة الكنيسة الكاثوليكية!! فتعجبت وسألت : لماذا حآؤوا إلي هنا وهي حفلة خاصة بالمسلمين؟ فقالوا : نحن قد عرفنا أخيرا أن مضادة الأديان لم تجر علينا في أوروبا إلا الخراب ، والكنائس الآن إما أنها تغلق أبوابها ، أو يتم بيعها .
وحكوا لي عن قصة الراهب الذي استمر سنين طويلة يعظ الناس ولكنه فجأة تحول إلي المذهب الإنساني Humanisms ، وهذا يعني أنه أصبح ملحدا ، وعندما سألوه عن تحوله المفاجئ أجابهم أنه قد مل ، وهذا يعني أن الإقبال علي الدين في أوروبا ضعيف ، ولذلك ينبغي تكاتف الأديان لاستمرار الإيمان ، على حد قولهم.
وعندما وجدت الحكومة الألمانية أن جماعة السلميانية جماعة علمية، أهدتهم قصرا ليكون مركزا إسلاميا .
وفي هولندا عندما يجند المسلم الهولندي يقولون له : بدلا من أن تكون في خدمة الجيش كن في خدمة جماعتك ، وسنعطيك راتبا كمجند عسكري وأنت تخدم جماعتك !

ما طبيعة نظم التعليم الإسلامية في أوروبا ؟ وهل تتنازعها تيارات معينة كما يزعم البعض ؟ size=3>
في هولندا ـ مثلا ـ كل جماعة تقوم بتربية نفسها ، ولا تخشى سوي شيء واحد هو غول المدنية الغربية , وتحاول الحفاظ علي هوية أولا دها الإسلامية . وهناك لا يوجد نظام تعليمي بالمعني المتعارف عليه ، والتعليم الديني الإسلامي هو المدارس العادية للدولة، بعد انتهاء اليوم الدراسي فيكون هناك ساعة أو ساعتان للدروس الدينية – لمن يريد الحضور – وهي مسألة اختيارية. وفي مدارس المغاربة يقومون بتحفيظ القرآن الكريم في الجامع .
أما الأتراك – وهم أكثر وجودا وتنظيما من العرب – فيقيمون مدارس دينية لها صبغة اجتهادية , وما يشيعه البعض من وجود تعليم معتدل وتعليم يمثله ابن لادن فهو أمر عار تماما عن الصحة . والمسلمون هناك لا يعرفون شيئا عن ابن لادن أو غيره؛ لأنه لا يوجد غلو أصلا فالحرية موجودة في هولندا بشكل واسع ؛ فلماذا يكون الغلو ؟ وبمجرد أن يتم تكوين جمعية إسلامية توافق الدولة عليها , والقانون ينص علي دعم أي جمعية مهما كانت . لذا لا يوجد تعليم متطرف ، وهذا الادعاء كلا م سياسي لا يعرفه المسلمون هناك 0

نود أن نعرف أكثر عن جماعة السليمانية النشطة في أوروبا ، من هم بالضبط ؟size=3>
هؤلا ء هم أتباع سليمان حلمي طوناخان، وهذا الرجل كان في مدرسة القضاء الشرعي ، وقت أن ألغت حكومة أتاتورك نظام التعليم الديني وجعلته تعليما عاما علمانيا، وعندما تخرج لم يجد مكانا يعمل فيه .
وعندما طرح علي زملا ئه فكرة تكوين رابطة أو جمعية، أبدي زملا ؤه تخوفا من الحكومة التركية، فبدأ هو يركز علي الدعوة وقال: بما أن التعليم الديني انتهي في تركيا فلماذا لا نعمل تعليما أهليا موازيا ؛ لتعليم الناس الأسلام كيلا ينسوه .
وكان منهجه يقوم علي أربع ركائز هي : تعليم اللغة العربية ، وتحفيظ القرآن الكريم ، ودراسة الحديث والعلوم الشرعية والفقه ، ويعطي منهجا مركزا يتم إنجازه في مدة لا تزيد علي سنتين فقط ، ويأخذ الطالب مواد صعبة من الكتب العربية القديمة ـ وكله باللغة العربية ـ وهو المتصوف الوحيد في العالم التركي الذي ينكر قضية وحدة الوجود ، فتصوفه تصوف سني لا بدعي . والسليمانيون في تركيا يتمتعون بثقة الفلاحين الأتراك؛ بسبب إخلاصهم.
ورغم أن هذه الجماعة مسالمة جدًا الحيط، ألا أن المخابرات الأمريكية في تقريرها عن الحالة الدينية في تركيا وصفتها بأنها أخطر جماعة في تركيا والعالم التركي.. لماذا ؟ لأن الناس بمختلف الفئات منجذبين أليها بعكس النورسيين .

وهل هناك علاقة يادكتور بين السليمانيين في تركيا وبينهم في أوروبا ؟ size=3>
طبعا.. وهي علاقة وثيقة، فالمسلمون الأتراك في أوروبا يريدون إسلاما علميا والسليمانيون يقدمون لهم ما يريد ون، وكمثال في مدينة روتردام بهولندا كان هناك كنيسة كبيرة مهجورة عرض السليمانيون شراءها ـ وهذه الكنيسة لا تستطيع البلدية أن تهدمها، كما أن تنظيفها يكلف البلدية الكثيرـ فعرض السليمانيون شراءها واشتروها وحولوها ألي مسجد، وقسموها من الداخل ألي أدوار : دور للطلبة الذين يأتون من مدن بعيدة في الإجازات يوم السبت والأحد لكي يستمعوا للدروس الدينية ، وهذا الدور فيه مكان للنوم، وآخر للأكل ومطعم، ولا يتكلف الطالب فيه مليما واحدا.
ودور آخر للبنات والنساء.. وهنا ظهرت مشكلة الصليب، فقال السليمانيون: بما أن المجتمع الهولندي مجتمع محترم يعطينا كل ما نريده , فنحن احتراما لهم لن ننزع الصليب لكي لا نجرح مشاعرهم!!!! وعندما جاءت البلدية ـ بعد المدة المقررة قانونا لمعاينة المبني ـ وجدت الصليب مازال موجودا، فقال لهم رئيس البلدية: أنا أعرف أن الأسلام شعاره الهلال وليس الصليب فقال المسلمون: نحن لا نريد نزع الصليب احتراما للهولنديين فقال لهم رئيس البلدية : أنا أعرف أنكم لا تملكون النقود اللازمة لأزالة الصليب، وقام هو بإزالته علي نفقة البلدية ووضع أهلة بدلا منه، ولم يتضايق الهولنديون من هذا .

هل يمكننا القول إن المسلمين في أوروبا يمثلون جزءا أساسيا في تحديد مستقبل الإسلام في هذا القرن ؟size=3>
أنا أعتقد هذا؛ لأن حركة المدارس والجامعات مستمرة ، والسليمانيون لهم مدارسهم ومهتمون ببناء المسلمين في أوروبا علميا ودينيا، وهم في ذلك يختلفون عن النورسيين أتباع بديع الزمان النورسي؛ لأن مطالب مسلمي أوروبا تجاوزت ماكان يطرحه النورسي، فحاجاتهم ليست أثارة المسائل النظرية وأنما هم بحاجة لما ينفعهم عمليا, وماكان يطرحه النورسي في أوائل القرن لمواجهةالوضعية الأوروبية وقت هجمتها كان ملائما، والمسلمون في تركيا استخدموا أفكار النورسي لمواجهة آلا كتساج المادي والعلماني، لكن اليوم آلاستغراق في المسائل النظرية لإثبات وجود الله ووحدانيته لم تعد مناسبة لا في تركيا، ولا في أوروبا , أنا كمثقف أجد صعوبة كبيرة في فهم النورسيين، ومثلا قول الله تعالي ( قل هو الله أحد , الله الصمد , لم يلد ولم يولد ,ولم يكن له كفوا أحد ) أعتقد أنها تعادل كتاب سعيد النورسي عن التوحيد والذي يبلغ خمسمئة صفحة .

بالنسبة لجامعة روتردام الإسلامية.. نريد أن نعرف كيف كانت صلتك بها ؟size=3>
منذ فترة طويلة جاءني رجل قدم نفسه إلي علي أنه مسلم أوروبي، وهذا الرجل يدعي سليمان ضمرا، والتقينا مرتين، وفي المرة الثالثة طلب مني مساعدته في إقامة مشروع جامعة إسلامية لتعليم المسلمين دينهم، وطلب مده بأساتذة متطوعيين بالمجان، وهنا تحركت لمساعدته، وجاءني بقرار مكتوب يقول: إنني نائب رئيس الجامعة وأستاذ التاريخ الإسلامي، ولكني اعتبرت ذلك نوعا من التشجيع فقط، وعندما ذهبت الي هناك وجدت هذا الرجل غير محبوب من المسلمين هناك، وبدأ الشك يساورني، وعدت ألي مصر وقطعت الصلة به، لكنه أحس بذلك، واتصل بي وسأل عن سبب غضبي منه؟ وقال: إنه لا يزال يعتمد علي، فذهبت إلي هناك مرة أخرى، وذهلت حين وجدت المستشرق موللر رئيس مجلس الكنائس الهولندية يدرس مادة مقارنة الأديان ، ويريدون أن يأتوا بأستاذ اسمه (الأوراني) لكي يدرس مادة الفرق ، وهو منحرف الاعتقاد!!, ومن الطبيعي أن ينتصر لفرقته هو، وقد نبهته كتابيا، وقلت له: ما الداعي ألي تعاملك مع هذا المنحرف في عمل أكاديمي؟
وظل الشك يراودني في ضمرةهذا , حتى جاءني فاكس بطريق الخطأعبارة عن أول تعامل لضمرة مع أسرائيل, وهذه مسألة تزعجني جدا, واكتشفت أن مؤتمرا مشتركا بين جامعة روتردام الأسلامية ومؤسسة البيت المفتوح الإسرائيلية، واستقال 40 طالبا بسبب دخول اليهود الجامعة الإسلامية , ومرة ثانية جاءتني ورقة مكتوبة باللغة العربية، ومكتوب علي الطرف الأيمن لها بالعبري ، وهو ماأزعجني جدا، فاستشرت الدكتور محمد سليم العوا فيما يجب أن أفعله؟ فقال لي : اكتب لكل من تعرفهم لتبرئ نفسك من التعامل معه , وكتبت لاتحاد الجامعات الأسلامية تقريرا شاملا عن الموضوع , وفي نفس الوقت كتب الدكتور سيد الشاهد مستشار وزير الأوقاف تقريرا إلي وزير الأوقاف يوضح فيه صلة ضمرة بإسرائيل، واتخذ وزير الأوقاف قرارا فوريا بحذف ضمره وجامعة روتردام من سجل الأوقاف ، ومنع ضمره من الاشتراك في أي مؤتمر للوزارة بعد ذلك ، وعندما أقامت وزارة الأوقاف مؤتمرا وأراد ضمرة أن يدخله تم منعه .
وحاول ضمرة أن يغري بعض الأساتذة المصريين ببقائهم في الجامعة كالدكتور عبد الحليم عويس ، واتصل بآخرين لمساعدته، لكنهم حين عرفوا تعامله مع أسرائيل توقفوا عن مساعدته .

والآن ما هو دور الأزهر؟ هل تم توقيع بروتوكول للتعاون المشترك بين جامعة الأزهر وجامعة روتردام الإسلامية ؟ size=3>
لا . لم يحدث .. وقد كنت خائفا علي الأزهر، وفوجئت أن ضمرة أصدر بيانا قال فيه: إنه تم التصديق علي اتفاقية التعاون المشترك بين جامعة روتردام الإسلامية وبين أقدم جامعة في العالم وهي الأزهر، وأن الاتفاقية دخلت حيز التنفيذ بحيث تعترف جامعة الأزهر الشريف بالشهادات التي يحصل عليها طلبة الجامعة، وتقوم جامعة الأزهر الشريف بإرسال اربعة أساتذة للتدريس بجامعة روتردام..
واتصلت برئيس الجامعة د. أحمد عمر هاشم وقلت له: إن ضمرة رئيس جامعة روتردام يتعامل مع اليهود، وأرسلت له كل الأوراق . وكان موقف د. أحمد عمر هاشم مشرفا ، ويسجل له بأحرف من ذهب، فقال: لقد اتخذنا خطوات مبدئية، ولكننا لم نوقع ولن نوقع بعد هذا الكلام .

علمنا أن هناك جامعة جديدة اسمها جامعة أوروبا الاسلامية فما هي قصة تلك الجامعة ؟size=3>
جامعة أوروبا الأسلامية أنا دعوت المسلمين هناك بعمل الجامعة الجديدة في أمستردام ؛ لأنه حين تكون الجامعة الجديدة خالصة لوجه الله ستجد من يساعدها ويتطوع لأجلها، وعملت تخطيطا للجامعة الجديدة فيه كل أنواع الخدمات للمسلمين وللمجتمع الهولندي ، بمعني كيف يخدم المسلمون بأخلاص مجتمعهم الهولندي ويعملوا دراسات إسلامية قوية , فمثلا عملت لهم مركزا لإعداد الشباب المسلم،وكلية للدراسات الشرعية، وكلية للدراسات الشرقية والاستشراق إذا تمت الموافقة عليه فسوف تنفذ في عام 2004 .

نرجو توضيح فكرتكم عما تطلقون عليه الاستشراق الجديد ؟ size=3>
ربنا ألهمني هذه الفكرة .. فأنتم تعلمون أن الاستشراق الأوروبي بدأ محاربا للإسلام والاستشراق بدأ أصلا لمحاولة فهم الدولة العثمانية والقضاء عليها من الداخل، والاستشراق في أوروبا بدأ من الكنيسة , وكنائس أوروبا كلها بدأت تدرس العثمانيين ، وبالتالي لا بد أن يكتبوا أن الإسلام هو الذي حث علي الجهاد والعثمانيون مجاهدون، ولفهم هذا قام الاستشراق وتأسس ومن ساعة ماقاموا حتي الآن، والاستشراق ضد الإسلام تماما، والجيل الموجود في أوروبا من المسلمين أغلبهم شباب ، فقلت لهم : لازم تدخلوا مدارس الاستشراق حتى نؤسس الكلية الجديدة للاستشراق , فالمسلمون في أوربا من الجيل الجديد لدبهم كل أدوات البحث العلمي، ولديهم اللغات الأوروبية، ولديهم المكتبات الغنية جدا.
إذن ينقصكم شئ واحد هو دراسة العلوم الشرعية، فأذا توفرت لكم كلية تدرس العلوم الشرعية وتدرس لكم اللغات الشرقية ـ التي نسيتموهاـ فهنا ستعملون استشراقا جديدا عن العالم الإسلامي، وهنا يستطيع هذا الجيل من المستشرقين المسلمين أن يقدموا الإسلام بمفهومه الصحيح لأوروبا وللعالم وقلت لهم أذاعملتم هذه الدراسات سوف نقوم بترجمتها وبالتالي يكون عملنا ضروريا.

لكن من الواضح أن المسألة تدار بقرارات فردية ومبادرات اشخاص دون أن تكون هناك جهات رسمية أو حكومية، فأين دور هذه الجهات ؟size=3>
الحقيقة السفير المصري في هولندا قال: أنا مستعد أن أقدم كل التسهيلات الضرورية واللا زمة لأي دراسات أسلامية في هولندا، وأبدي استعداده للكتابة للأزهر للمساعدة، وقلت له: أنا راجل وطني ، وأبي لم يكن يقرأ أو يكتب ، ولكن علمني كره اليهود، ولغاية ماكبرت لم أكن أعرف أنا باكره اليهود ليه، وزوجتي وأولا دي مثلي يكرهون اليهود0 فأنا من الناحية الأكاديمية رائد الدراسات العثمانية في الوطن العربي ، وأفخر أنني أول من حصل علي دكتوراه في التاريخ العثماني من قلب تركيا، ولي فكري ولا يوجد دارس للدولة العثمانية إلا وبالضرورة يشعر بخطر ؛ فالدولة العثمانية كانت تحارب العالم الغربي للدفاع عن الإسلام،
وأنا أفرق بين ماهو ثقافي وسياسي، ففي السياسة قد يتخذ البعض مواقف تؤيدني لكن يبقي الوعي أن الناحية الثقافية هي الأبقى 0

ولكن ما هو موقفكم وملاحظاتكم علي العمل الإسلامي الأكاديمي في أوروبا ؟ size=3>
أولا : العمل الإسلامي الأكاديمي في أوروبا يحتاج لتقديم أساتذة موثوق فيهم، ولا خلاف علي نزاهتهم العلمية والأخلاقية ولاخلاف أيضا علي متانتهم العقيدية .
ثانيا : عدم تقديم أساتذة علمانيين ـ خاصة لتدريس العلوم الشرعية ـ أو أساتذة معروفين بأنهم يخالفون عقيدة أهل السنة والجماعة .
ثالثا : عدم تغليب المصالح الخاصة لبعض الأساتذة علي حساب مصلحة تعليم المسلمين في أوروبا .
رابعا : عدم التعامل مع جهات مشبوهة معروفة بعدائها للإسلام والمسلمين مثل أسرائيل، أو التعامل مع أشخاص معروف عنهم هذا العداء كعتاة المستشرقين ومجرميهم.

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!