‘);
}

رمضان شهر القرآن

يُعدّ شهر رمضان من أكثر شهور السنة بركةً ورحمةً؛ فقد اختصّه الله -تعالى- بفضائل عظيمةٍ؛ إذ أُنزل القرآن الكريم فيه، قال -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)،[١] وكان نزوله في العشر الأواخر من رمضان، في ليلةٍ مباركةٍ هي ليلة القدر، كما قال الله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)،[٢] و قال أيضاً: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ)؛[٣][٤] حيث نزل القرآن الكريم كاملاً من اللوح المحفوظ في السماء السابعة إلى بيت العزّة في السماء الدنيا، في ليلة القدر، كما قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ*لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ*تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا)،[٥] ثمّ نزل مُفرّقاً على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وقِيل إنّ نزول القرآن بدأ ليلة القدر، مع الإشارة إلى أنّ القرآن كلّه يُسمّى قرآناً، وكذلك الآية الواحدة منه، وقِيل أيضاً إنّ نزول القرآن بدأ في شهر رمضان؛ ولذلك كانت للقرآن خصوصيّةٌ فيه.[٦]

وكان القرآن يُعرَض على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- القرآن من قِبل جبريل -عليه السلام- في رمضان، كما أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه، عن عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها-، أنّها قالت: (أنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُهُ بالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً)،[٧] ولذلك اعتُبر شهر رمضان شهر القرآن، قال سفيان الثوريّ في رمضان: “إنّما هو إطعام الطعام، وقراءة القرآن، فينبغي على المسلم أن يتأسّى برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وأن يُدارس القرآن مَن هو أحفظ له منه في هذا الشهر المبارك”؛ فالقرآن الكريم يُعدّ سبباً من أسباب زيادة الإيمان، كما وُصف شهر رمضان بأنّه شهر القرآن، ممّا يدلّ على فضل القرآن فيه، وفضل استغلاله بتلاوة آيات الله، وفَهْمها، وتدبُّرها، وتطبيق ما نصّت عليه من أوامرٍ، والابتعاد عمّا نهت عنه.[٦]