روسيا تعلن تدمير منظومات صواريخ “هاربون” في أوديسا وعملية خاصة للاستخبارات الأوكرانية في خيرسون

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، تدمير منظومات صاروخية أميركية مضادة للسفن من طراز “هاربون” في مقاطعة أوديسا جنوب أوكرانيا، في حين كشفت كييف عن “عملية خاصة” نفذتها الاستخبارات العسكرية الأوكرانية جنوب البلاد.

كما أعلنت موسكو استعدادها لإجراء اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات وصفته بـ”أقوى صاروخ نووي بعيد المدى في العالم”.

ونقلت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء عن ديمتري روغوزين رئيس مؤسسة الفضاء الروسية “روس كوسموس” أن الصاروخ الباليستي العابر للقارات “سارمات” (يلقب بـ”الشيطان”) يجري تحضيره لاختبارات جديدة.

وأضاف روغوزين أن “أقوى صاروخ نووي بعيد المدى في العالم يجري إعداده لاختبارات جديدة وللإنتاج المتسلسل”.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في يونيو/حزيران الماضي أن صاروخ “سارمات” سيدخل الخدمة في القوات المسلحة الروسية نهاية العام الجاري.

كما سبق أن صرح رئيس مؤسسة “روس كوسموس” بأن المؤسسة بدأت إنتاج صواريخ “سارمات” العابرة للقارات، وسيبدأ إدخالها للخدمة بحلول نهاية العام الجاري.

يذكر أن أول إطلاق للصاروخ “سارمات” تم في قاعدة بليسيتسك الفضائية بمنطقة أرخانغيلسك في 20 أبريل/نيسان الماضي.

عملية خاصة

في غضون ذلك، أعلنت كييف “تحرير” 5 أوكرانيين احتجزتهم القوات الروسية في منطقة خيرسون جنوب أوكرانيا خلال “عملية خاصة” نفذتها استخباراتها العسكرية.

وأوضح بيان للاستخبارات العسكرية أن العملية نفذتها قواتها، مشيرا إلى أن الأشخاص الخمسة هم جندي وشرطي سابق و3 مدنيين.

ومنذ عدة أسابيع يقود الجيش الأوكراني ما سماه هجوما مضادا في خيرسون التي سيطر عليها الجيش الروسي منذ الأيام الأولى للحرب.

قصف في خيرسون

وفي السياق، أعلنت أوكرانيا أيضا أنها قصفت أمس مواقع للقوات الروسية في خيرسون المتاخمة لشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014، فيما اتهمتها موسكو باستهداف منازل.

وأشار مسؤولون عسكريون أوكرانيون إلى أن الضربة أدت لمقتل 52 جنديا روسيا وتدمير مستودع للذخيرة في نوفا كاخوفكا التي تبعد حوالي 70 كيلومترا عن مدينة خيرسون البالغ عدد سكانها 290 ألف نسمة.

في المقابل، ندد فلاديمير ليونتييف رئيس الإدارة العسكرية المدنية -التي أنشأتها القوات الروسية في هذه المنطقة- عبر تليغرام بما سماهما “عملا إرهابيا” و”مأساة مروعة”، مؤكدا “عدم وجود هدف عسكري” في منطقة القصف.

مستودع ذخيرة

وفي تطور آخر في خيرسون، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية أوليكسي أريستوفيتش إن قوات بلاده استهدفت مستودعا للذخيرة في منطقة نوفا كاخوفكا، مشيرا إلى أنه كان يحتوي على أكثر من 40 شاحنة وقود قرب ذخائر مخزنة.

في المقابل، أعلنت الإدارة التابعة لروسيا في المقاطعة أن قوات كييف قصفت مستودعات أسمدة في نوفا كاخوفكا بصواريخ “هيمارس” الأميركية، وقالت وكالة تاس الروسية إن 6 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 40 في القصف.

ونقلت الوكالة عن رئيس الإدارة العسكرية المدنية فلاديمير ليونتييف أن القصف دمر مستشفى ومباني سكنية ومدرسة.

وفي ميكولايف جنوبا أيضا، أفاد مراسل الجزيرة بوقوع سلسلة انفجارات فجر اليوم الثلاثاء، مشيرا إلى أن قصفا متبادلا بين القوات الأوكرانية والروسية ظل متواصلا طوال الليل على أطراف المدينة.

وفي مقاطعة أوديسا جنوب أوكرانيا أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير منظومات صاروخية أميركية مضادة للسفن من طراز “هاربون”، كما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف عن تكبيد القوات الأوكرانية خسائر كبيرة في العتاد.

تطورات في الشرق

وفي الشرق الأوكراني، شهدت الساعات الأخيرة تطورات ميدانية تركزت في إقليم دونباس، فقد أفاد مراسل الجزيرة بأن 8 بلدات على المحور الشمالي الغربي لمدينة سلوفيانسك تعرضت لقصف جوي ومدفعي روسي عنيف، فيما أكدت قيادة الأركان الأوكرانية صد محاولات للتقدم الروسي نحو عدة بلدات في المحور نفسه.

وذكرت قيادة الأركان الأوكرانية أن القوات الروسية تنفذ قصفا ممنهجا على طول خط المواجهة في محور مدينة باخموت بهدف تحسين وضعها التكتيكي.

وفي ليسيتشانسك، قال حاكم مقاطعة لوغانسك الأوكراني إن هناك تراجعا نسبيا في محاولات التقدم الروسي رغم استمرار القصف الروسي العنيف على البلدات والقرى الواقعة غربي المدينة.

مساعدات أميركية

وعلى صعيد آخر، أعلنت الحكومة الأميركية اليوم الثلاثاء تقديم مليار و700 مليون دولار لأوكرانيا لدفع رواتب العاملين في قطاع الرعاية الصحية.

وأفاد بيان للوكالة الأميركية للتنمية الدولية بأن هذه الموارد الإضافية ستعمل على تخفيف العجز الحاد في موازنة أوكرانيا بسبب الحرب وضمان قدرتها على الاستمرار في العمل والاستجابة للاحتياجات الملحة.

وأشارت الوكالة إلى أنها قدمت حتى الآن 4 مليارات دولار كدعم مباشر لموازنة الحكومة الأوكرانية، مما ساعد في الحفاظ على تدفق الغاز والكهرباء إلى المستشفيات والمدارس والبنى التحتية الحيوية الأخرى، ودعم توفير الإمدادات الإنسانية للأوكرانيين، والاستمرار في دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية.

وأكد البيان أن الوكالة تعمل عن كثب مع شركائها لإيصال المساعدات الإنسانية لأوكرانيا، وتكثيف المساعدات الإنمائية للرد على الهجمات الإلكترونية والتهديدات التي تستهدف قطاع الطاقة، وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، وتلبية الاحتياجات الصحية الأساسية وغيرها.