يديعوت أحرونوت

بقلم: ناحوم برنياع

عمل الرئيس ريفلين على نحو سليم حين عرض على نتنياهو وغانتس نوعا من الانذار: إما ان تتوصلا حتى منتصف هذه الليلة الى اتفاق وإما ينتقل تشكيل الحكومة الى الكنيست. لنتنياهو لا يوجد 61 موصيا، ولا لغانتس ايضا: الحقيقة هي أن غانتس في هذه اللحظة لا يوصي حتى بنفسه. اذا فوت الاثنان هذا الموعد ايضا فانهما سيواصلا اللعبة في ظروف اقل جودة، امام ضغوط من النواب، من الرأي العام الفزع من الكورونا، قصير النفس، الذي يتملكه القرف، وأمام الالتماسات لمحكمة العدل العليا.
ما يريده غانتس يفهمه الجميع؛ اما ما يريده نتنياهو فليس واضحا. فهل، مثلما في كل المفاوضات التي ادارها على مدى السنين، ينتابه في اللحظة الاخيرة رهاب التوقيع؟ هل يحاول تحسين مواقع في الهوامش، يرتب لنفسه صورة انتصار؟ هل الضغوط داخل الليكود وتهديدات بينيت تخيفه؟ اما ربما، مثلما يشتبه به الكثيرون في أزرق أبيض، غير معني بالاتفاق وكل رغبته هي كسب الوقت لشراء فارين – ثلاثة أم لضمان توليه رئاسة الوزراء في الحكومة الانتقالية حتى الجولة الرابعة او حتى القرن القادم.
ليس للكورونا اي نصيب في هذه القصة. كما ليس هناك اي نصيب في القصة للجنة تعيين القضاة، التي تحولت فجأة لتصبح الحائط الايديولوجي الذي تحطمت عليه المفاوضات. ليس حقا. فالاتفاق الذي تحقق ولكنه لم يوقع – منح وزير العدل من أزرق أبيض سيطرة على جدول أعمال اللجنة. نتنياهو ندم: وهو يطالب الآن بسيطرة مشتركة. غانتس يقول: هذا لن يكون. فهذه حماية للجهاز القضائي، وانقاذ للديمقراطية.
كلاهما يزيفان خصاما. كرسي واحد فقط سيخلى في المحكمة العليا في السنة القريبة القادمة: كرسي نائب الرئيسة حنان ملتسار. وهذا سيحصل في نيسان القادم. عندما كانت آييلت شكيد وزيرة للعدل اعتمدت على تحالفها مع رئيس رابطة المحامين ايفي نافيه. وعبر هذا الترتيب المشين أدخلت الى الجهاز القضائي روحها وروحه. هذه القصة لن تتكرر. أزمة لجنة تعيين القضاة ضخمها الرجلان فقط كي يثيرا الانطباع لدينا نحن الصحفيين، وعبرنا الناخبين. ليس لها معنى كبير.
غانتس يصر لانه مل أن يكون خرقة بالية في نظر ناخبيه وفي نظر زملائه السابقين. ليس له اي ثقة في أنه اذا قال نعم لن تطل ازمة جديدة: انعدام ثقته بنوايا نتنياهو تعمقت فقط على مدى المفاوضات. مشكوك أن يكون بقي معنا لتهديد غانتس بأن يجيز قوانين تمنع نتنياهو من التنافس في الجولة القادمة. هذه الفرصة فوتها. سيكون صعبا جدا عليه اقناع الجمهور بأن نتنياهو مرفوض بأن يتولى رئاسة الوزراء بعد أن وافق على أن يكون تحت قيادة نتنياهو كرئيس للوزراء، وكذا اجازة قانون يسمح لنتنياهو بأن يتولى منصب نائيس رئيس الورزاء. سيكون من الصعب عليه اكثر اقناع محكمة العدل العليا بذلك. سيلعب أزرق أبيض قليلا بتهديد تشكيل حكومة اقلية بدعم من القائمة المشتركة. مشكوك أن يكون بذلك 61 صوتا؛ مشكوك أن يأخذ احد ما هذا على محمل الجد. وهذه الفرصة ايضا فوتها.
إذن ماذا ستكون النهاية، سيسأل القارئ. لست نبيا. ظننت في بداية الطريق، قبل سنة واكثر، بأن الدولة تحتاج الى حكومة وحدة كي ترأب الصدوع؛ أما اليوم فيخيل لي أنها تحتاجها لغرض المنع: منع جولة رابعة، تطحن دقيقا الثقة بالمؤسسات الديمقراطية. ليس حكومة وحدة – حكومة منع.
في 24 شباط، عشية الانتخابات الاخيرة، التقيت في حديث خلفية مع رئيس ميرتس نيتسان هوروبيتس. في ذاك اليوم كان بلغ 55: يوم احتفالي. في منتصف اللقاء رن هاتفه النقال. وعلى الخط كانت اورلي ليفي ابقسيس رقم 2 في قائمة العمل غيشر – ميرتس. تمنت له عيد ميلاد سعيد. فشكرها هوروبيتس بحرارة. روى لي عن صداقة شجاعة نسجت بينه وبين بيرتس وليفي ابقسيس. حماسته كانت حقيقية. لم أتجرأ على تخريبها. اما كيف انتهى هذا فالكل يعرف.
بيان ليفي أبقسيس امس عن انضمامها الى كتلة اليمين هو علامة طريق في السياسة الاسرائيلية. لقد انتهك السياسيون الوعود واجتازوا الخطوط. وقد انتهكت الوعود، اجتازت الخطوط من اقصاها الى اقصاها وفعلت هذا دون أن يكون ناخبون خلفها. لقد سرقت الراكبة بالمجان السيارة. لا تقولوا من الان فصاعدا كلنترية، قولوا ابقسيسية؛ ليفي ابقسيسية.