زمن السلطان عبدالحميد

استلم السلطان عبد الحميد بن عبدالعزيز آل كمون الحكم سنة 1219 خلفا لأبيه عبدالعزيز، الذي أصابه مرض عضال في آخر حياته، كانت السنة التي استلم فيها السلطان عبد الحميد سنة سوداء على قومه، فقد ابتلى الله الأمة بغلاء في الأسعار وزلازل وفيضانات؛ واجتاح العالم وباء لم يكن معروفا في سلفهم، ولم يُشهد له مثيل اسمه […]

زمن السلطان عبدالحميد

[wpcc-script type=”0a26975870371138484b0b1c-text/javascript”]

استلم السلطان عبد الحميد بن عبدالعزيز آل كمون الحكم سنة 1219 خلفا لأبيه عبدالعزيز، الذي أصابه مرض عضال في آخر حياته، كانت السنة التي استلم فيها السلطان عبد الحميد سنة سوداء على قومه، فقد ابتلى الله الأمة بغلاء في الأسعار وزلازل وفيضانات؛ واجتاح العالم وباء لم يكن معروفا في سلفهم، ولم يُشهد له مثيل اسمه فكرونة، يقال إنه جاء من بلد الواق واق، فتك هذا الوباء بخلق كثير فكان يحصد مئات الأشخاص في اليوم الواحد منذ ظهوره، قرر السلطان عبد الحميد، وضع نظام وقائي شامل وفرضه على كل شبر في مملكته، أمرهم باستعمال القفازات والمحاليل الطبية، وجعلها متاحة للجميع في كل الأماكن العامة والخيم المغلقة، منع السلطان أيضا التجمعات والولائم والأعراس، وغرّم كل مخالف لأوامره، جعل الذهاب إلى البحر وحضور عرس في قاعة الأفراح جريمة نكراء، وحظر الجمعة والجماعة في المساجد، وأمر عسسه وعسكره بتطبيق أوامره بحذافيرها.
ثم شكل لجنة لمراقبة مستوى الوباء في الهواء ونصبت اللجنة شباكا لاصطياد المصابين والمخالفين والمشتبه فيهم، وضربهم في الخلاط ضربا مبرحا، ثم تبين أن أشكالا حديدية ضخمة كان سكان المملكة يستخدمونها لزيارة الممالك الأخرى تشبه طائر العنقاء لها جناحان عملاقان ومحركان نفّاثان، هي من تنقل هذا الوباء من مملكة إلى أخرى، فأمر السلطان بخياطة مظلة كبيرة الحجم توضع فوق سماء المملكة حتى لا يستطيع أي من تلك الطيور الحديدية المرور بسماء السلطان، أو الوقوف على أرضه، ثم نصب قضبانا على محيط المملكة، وغطاها بشيء من العريش ومنع دخول أي كائن إلا بإذنه – قصف الله عمر الممالك غير الحكيمة – ثم قرر السلطان بحنكته وحكمته أن يسمح لبعض القاطنين في مملكته العالقين خارجها بالدخول عبر ثقب في تلك المظلة، على نظرية – واحد واحد متقرفوناش- ثم قرر وقف استقبالهم، ثم قرر استقبالهم ثم توقف ثم قرر… وما يزال يقرقف حتى الساعة.
كان أبو مهاجر الكتابجي أحد العالقين خارج مملكة السلطان، وقد يئس من متابعة قراراته الحكيمة المتخبطة على صفحات التواصل الاجتماعي، وبينما هو يسير بين صفحات الفيسبوك، إذ به يجد حكيما فقال له يا حكيم لقد علمت ما فعلت الفكرونة بعقول الناس وأجسادهم، وقد تأذى منها السلطان بن كمون أيّما أذية، فأدركني رعاك الله ببعض الأعشاب أسقيها جلالة السلطان، حتى يزول عنه وهم الوباء، ويستبدل الله فكرونته بفكر يطور به مملكته، قال الحكيم: يا بني! السلاطين نوعان؛ نوع حر كالصقر، وهو لا يحتاج أي عقار، ونوع مفبرك كالحمام وهذا أيضا لا يحتاج أي عقار، إنما ثلاث حبات قمح صلب. فابحث عن أصل سلطانك.

٭ كاتب جزائري

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!