زهرة الفاوانيا الصينية ” الاسطورة الصينية “

[wpcc-script async src=”https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js” type=”445c4fea8f0c0a716c395f63-text/javascript”] [wpcc-script type=”445c4fea8f0c0a716c395f63-text/javascript”]

تأتي أوقات المناسبات وتأتي حيرة التفكير في الطريقة التي نهادي بها وما هي الهدية التي ستختارها، ولكن بعد كل هذه الحيرة فإننا نلجأ إلي عنصر مهم في الهدايا التي سنهادي بها ألا وهي الزهور التي قد نكتفي بشرائها لنهادي بها أحبائنا لما تحمله من معاني جميلة كالحب والإخاء والصداقة والاحترام، هذه النباتات الجميلة التي تزين بيوتنا وحدائقنا وحياتنا فوجودها في أحد بيوتنا يعطينا إحساس بالتفاؤل والجمال والسلام النفسي لما فيها من ألوان وروائح جميلة.

الفاوانيا ملكة أزهار الصين

واليوم معنا ملكة الزهور كما يطلق عليها الصينيون، زهرة الفاوانيا أو عود الصليب, وهي الزهرة الوطنية في الصين، والتي تشتهر بها سانمنشيا بمقاطعة خنان حيث يأتيها المئات من الزوار في الربيع بالتحديد وتجولوا بين حقول زهرة الفاوانيا، حيث يجذب عطرها السياح من كل أنحاء البلاد، ليستمتعوا بمناظرها الخلابة وعطرها الأخاذ.

الفاوانيا في عيون الصينيين رمز للثروة والازدهار والحظ والوفاء.، وهي لها العديد من الألوان والأنواع فمنها الصفراء والخضراء والحمراء والبنفسجية والبرتقالية وهي فاتحة وقاتمة، وهي زاهية وليست مبتذلة، ولها المئات من الأنواع .

كيف تتعرف على نوع زهرة الفاوانيا؟

توجد عبارة تقول بأنه يمكن التعرف علي أي نوع من زهور الفاوانيا بمجرد شم عبقها، حيث أن عبق الأزهار يختلف باختلاف أنواعها وألوانها، حيث أن أزهار الفاوانيا البنفسجية عبقها قوي، أما البيضاء فعبقها كثيف ، والزرقاء عبقها منعش .

زهرة الفاوانيا زهرة رزينة لها الكثير من الهيئات، وأوراقها منتظمة التركيب، وفروعها وسيقانها قد تكون في بعض الأنواع ناعمة أو باسقة، وتتغير ألوان الفاوانيا مع فصلي الربيع والخريف.

علاقة الإنسان بأزهار الفاوانيا على مر العصور

تحظى الفاوانيا بحب الكائنات حيث إنها تجمع بين حيوية السماء والأرض، وتتكون الكثير من المشاعر العميقة بين زهرة الفاوانيا والإنسان، وتشكلت العديد من العادات التقليدية التي تم توارثها جيل بعد جيل للتمتع بجمال زهرة الفاوانيا.

كانت لويانغ بمقاطعة خنان العاصمة التي اتخذتها أسرة سوي،ذلك المكان الذي قام الإمبراطور يانغ دي به بتخصيص قطعة أرض مساحتها 200 مو (الهكتار يساوي 15 مو ) لكي يبني عليها حديقة تزرع فيها زهرة الفاوانيا وازهار مشهورة أخرى، وفي ذلك العهد تم بناء سلاسل من الحدائق زرع فيها العديد من أنواع زهرة الفاوانيا، حيث يمكن للناس أن يخرجوا ليمتعوا أنظارهم بجمال حدائق زهرة الفاوانيا، و خاصةً عند أواخر شهر الربيع حيث موسم إزهار زهور الفاوانيا ويخرج كافة الناس الخاصة والعامة إلي تلك الحدائق تاركين بيوتهم ليشعروا بالارتياح حيث يعتقدون أن هذه فرصة سارة ومبهجة.

ومن أشهر أنواع الفاوانيا التي يستمتع بها الناس في ذلك الموسم، زهرة يا وهوانغ التي لا تتفتح إلا ثلاث أو أربع زهرات كل سنة، حيث يتدفق الكثير لمشاهدة هذه الزهور الشهيرة ومشاهدة جمالها ، هذه الزهور التي تجذب قلوب عشرات الالاف من الصينيين المدنيين الكبار منهم والصغار.

وقام الإمبراطور لي لونغ جي من أسرة تانغ في الفترة ما بين (618-907) بدعوة سونغ دان فا مزارع الفاوانيا الماهر ليزرع الفاوانيا بفصائلها المتنوعة في حديقة الإمبراطور المبنية أسفل جبل ليشان، ثم انتشرت هذه الفصائل بسرعة بين عامة الناس، حيث كانت العاصمة تزدحم بالناس للتمتع بالنظر إلي أزهار الفاوانيا ويشمون عبقها بمختلف أنواعها وذلك في فصل أزهار الفاوانيا الذي يمتد إلى 20 يوم في كل سنة.

ومع الوقت أصبحت عادة زراعة زهور الفاوانيا تنتشر في أنحاء البلاد لحبهم لها والتمتع بجمالها وجمال رائحتها،بدأ الإقبال على زراعة الفاوانيا منذ أكثر من 1500 ومازالت حتى الآن، وأصبحت هذه الزهرة المميزة ثقافة خاصة بالشعب الصيني حيث قام بزراعتها والكتابة عنها وتطريزها ورسمها ونحتها وتصويرها والغناء لها أيضا، و في وقتنا هذا أصبحت الفاوانيا أكثر جمالاً بعد أن تم زراعتها في الكثير من الأماكن المختلفة بعد ان كانت تزرع في موطنها الأصلي الصين، وهذا أدي إلي إنها أصبحت أكثر جمالاً عن السابق حيث تم التطوير والتحسين من سلالاتها وتبادل بذورها.

أكثر الأماكن شهرة بزراعة زهرة الفاوانيا

أشهر الأماكن التي تزرع فيها الفاوانيا في الصين، هي لويانغ في مقاطعة خنان، وهانغتشو في سيتشوان، وختسه في مقاطعة شاندونغ، ولينشيا في قانسو، ويانتشنغ في جيانغسو، وتونغشان في جيانغسو، بالإضافة إلي بكين .

تزرع الفاوانيا في كل بيت من بيوت ريف لينشيا، وتسمي أكثر أنواعها ارتفاعا البقعة الأرجوانية، حيث إن ارتفاعها يتجاوز سور البيت أحيانا، وعدد الأزهار في كل شجرة على الأقل  مائة زهرة، يتم التمتع بجمال هذه الزهور عن طريق تبادل الزيارات بين الجيران والأصدقاء والأقارب وليس عن طريق المهرجانات أو المعارض، حيث أن الجميع ينظر بالاحترام والتقدير لصاحب الأزهار الكبيرة الكثيرة والغريبة المتميزة عن غيرها في باقي البيوت، وغالباً ما يكون أصحاب البيوت المليئة بالزهور مضيافين ويستقبلون الزوار بالوجبات الفاخرة والشاي واغلي الشراب وخاصة الذين يأتون من بعيد.

أما في بكين فإن تمتع الناس بجمال أزهار الفاوانيا يكون عن طريق المعارض التي تقام لمدة شهر واحد في الحدائق العامة أو المعارض في التي يقام في حديقة القصر الإمبراطوري الذي يحافظ حتى الآن علي عظمته من حيث الزراعة أو الزيارات، ويعرض البستانيون في حديقة النبات أزهارهم، وفي حديقة جينغشان تتفتح أزهار الفاوانيا في عنفوان وازدهار كالسحب الملونة التي تتطاير في جو الحديقة، وفي موسم ازدهارها وفي أوج تفتحها يتجه الناس إلى الحدائق كالسيول ليتمتعوا بهذة الزهور البديعة ويشموا روائحها العطرة بعيدين عن ضغوطات الحياة اليومية لينالوا قسطاً من الراحة والسلام النفسي الذي يجدونه في هذه الأزهار.

Source: almrsal.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!