سوريا: فصيل جديد في «درع الفرات» يقوده عناصر سابقون في تنظيم «الدولة» في تل أبيض

انطاكيا - دير الزور - «القدس العربي»: تشهد مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي والخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا في الأيام الاخيرة، وقفات

Share your love

سوريا: فصيل جديد في «درع الفرات» يقوده عناصر سابقون في تنظيم «الدولة» في تل أبيض

[wpcc-script type=”56fd9017ecddfc30ce8d8078-text/javascript”]

انطاكيا – دير الزور – «القدس العربي»: تشهد مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي والخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا في الأيام الاخيرة، وقفات احتجاجية ينظمها العشرات من أهالي المدينة ضد تنظيم «الدولة»، يطالبون فيها فصيل «الجبهة الشامية» أحد فصائل الجيش الوطني التابع للمعارضة المسلحة، بالتحرك لاعتقال ومحاسبة عناصر وقيادات سابقة من تنظيم «الدولة»، اجتمعوا منذ أيام قليلة في مدينة تل أبيض وبحماية من عناصر الفصيل المذكور.
ويقول شهود عيان من سكان تل أبيض إن عبارات مُناصرة لتنظيم «الدولة» (داعش)، باتت تملأ جدران عدد من المنازل وبعض المؤسسات الخدمية في المدينة، التي تسيطر عليها فصائل من الجيش الوطني، أهمها فصيل «الجبهة الشامية» والذي يتحكم بشكل شبه كامل في المدينة، إضافة لفصيلي «جيش الشرقية» والفرقة عشرين اللذين يسيطران على أطراف منها، وأحدثت تلك الشعارات ضجة واسعة بين الأهالي، لاسيما أنها جاءت بعد ثلاثةِ ايام فقط من اجتماع مفاجئ لفصيل جديد يضمَّ عناصر سابقة في تنظيم الدولة، وبحماية من عناصر المعارضة، الأمر الذي أثارَ حفيظة أهالي المدينة بسبب اتهامهم لهؤلاء العناصر بالتسبب بمقتل العشرات من أهالي الرقة ودير الزور وريف حلب.

اجتماع

وفي السياق أكد الناشط الإعلامي خلف الخاطر أن أجتماعاً جرى في مدينة تل أبيض في منزل العضو السابق في تنظيم الدولة إسماعيل العيدو وبدعوة من المدعو ناصر العريف جمعَ عدداً من أعضاء تنظيم «الدولة» السابقين والذين يعملون حالياً مع المخابرات التركية، حسب كلام الناشط الخاطر، وذكر الخاطر عدداً من تلك العناصر، وهم: مهند الكجل، وفاضل العكال، وخالد العكال، وعدد من عناصر التنظيم السابقين دخلوا من الأراضي التركية، عبر بوابة تل أبيض الحدودية ومن ريف الرقة الشمالي، وبلغَ عدد المدعوين للاجتماع أكثر من 50 شخصاً وذلك في منزل العيدو والواقع في حي الإسكان في تل أبيض، وتم بحماية من عناصر فصيل «الجبهة الشامية».
ويضيف الخاطر «عمد عدد من أبناء محافظة الرقة من عناصر فصيل الجبهة الشامية إلى اعتراض الرتل الذي كان يُقلُ عدداً من عناصر التنظيم السابقين، من قرية «قنيطرة» قرب سلوك وتم اعتقالهم، بسبب عداوات وثأر سابق فيما بينهم على ما يبدو، ليتطور الأمر للملاسنة بين أبناء الرقة وبين عناصر المرافقة، الذين كانوا مع الرتل وهم إيضاً مجموعة من الفصيل نفسه – الجبهة الشامية – وتُعرف بجماعة «أبو علي صقور»، لتحضر بعد ربع ساعة لمكان الحادثة مدرعتان تركيتان وتفضان النزاع وترافقان الرتل حتى مكان الاجتماع ولتحضر بعدها قوة إضافية من عناصر الجبهة الشامية لتحمي مكان الاجتماع وتؤمنه».

صحافي لـ «القدس العربي»: سيعمل بإشراف تركي وتحت مظلة «الجيش الوطني»

ويقول الناشط زين العكيدي لـ»القدس العربي»: غاية الاجتماع هي تأسيس فصيل جديد يعمل بإشراف تركي وتحت مظلة الجيش الوطني التابع للمعارضة، وللآن غير معروفة ما هي توجهات هذا الفصيل، خاصة أن عناصره من أبناء ريف الرقة الشمالي.
ويضيف العكيدي «اللافت أن اغلب المدعوين للاجتماع كانت تربطهم علاقات وثيقة بالتنظيم سابقاً بشكل أو بآخر، وعدد منهم من الأمنيين والعناصر السابقين والذين عادوا للمنطقة بتسويات وبحماية عشائرية، وبعد أن تم إطلاق سراحهم من سجون المعارضة ومن سجون تركيا، ويمتلك جميع هؤلاء المجتمعين خبرات قتالية ممتازة ولهم باع طويلة في المعارك ويعرفون المنطقة جيداً، ويبدو أنهم سيلعبون دوراً مهماً في الأيام القادمة برعاية تركية، والهدف على الأغلب سيكون عمليات خاصة ضد قوات «سوريا الديمقراطية» ، كالاغتيالات وما شابه، لا سيما أن المذكورين لهم تاريخ طويل في ذلك».

الدور التركي

الناشط الإعلامي محمد الشاعر من تل أبيض قال لـ»القدس العربي» إن عدداً من هؤلاء الاشخاص مطلوبون دولياً ومعروفون لدى جميع أهالي الرقة وديرالزور، «لاسيما الاربعة المذكورون، وعلى رأسهم «اسماعيل العيدو» وهو تاجر سلاح معروف قبيل اندلاع الثورة السورية، وكان من أوائل الأشخاص الذين قاتلوا النظام، ثم ما لبث ان أنضم لتنظيم «الدولة» وقاتل ضد الجيش الحر وتسبب بمقتل أكثر من 30 شاباً من أبناء منطقته تل أبيض من عناصر الجيش الحر، وبعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي على مدينة تل أبيض هرب العيدو في اتجاه الرقة ثم ديرالزور، ثم هرب لتركيا حيث أُلقي القبض عليهَّ هناك لمدة عام، وبعدها تم إطلاق سراحه، وحسب مقربين منه، فهو المسؤول عن تنفيذ عدد من الاغتيالات والتفجيرات في مناطق «قسد» بإيعازات تركية وأشهر الشخصيات التي تمكن من اغتيالها كان «عمر علوش» وذلك في آذار/مارس من العام 2018 وهو أحد أبرز القيادات الكردية المسؤولة بالرقة، وكان يشغل منصبي الرئيس المشترك للجنة العلاقات العامة في «مجلس الرقة المدني» وعضو مكتب العلاقات في «مجلس سوريا الديمقراطية»، ويُتهم علوش بالتعامل معا المخابرات الجوية لنظام الأسد، ويتهم كذلك بعلاقة وطيدة مع علي مملوك رئيس مكتب الأمن القومي السوري، ولازال العيدو يُعتبر أحد المقربين لتركيا في سوريا ويحظى بنفوذ كبير، ومع ذلك فهو لا يخرج إلا بصحبة مرافقة من أقاربه، من عناصر المعارضة، كون الرجل لديه اعداء كُثر بسبب تاريخه مع تنظيم «الدولة»»، حسب الناشط محمد الشاعر.
وتقول مصادر محلية في تل أبيض، إن من بين المجتمعين كذلك، عدداً من أبناء عائلة العكال والتي أنضم العشرات منهم لتنظيم «الدولة» سابقاً، وقُتل في صفوف التنظيم منهم ما يزيد عن 40 فرداً من العائلة، ومن أبرز أبنائها الذين حضروا الاجتماع المدعو «خالد العكال» الشهير بأبو وليد الرقاوي، أحد الأوجه الإعلامية لتنظيم «الدولة» وأحد أبرز مؤسسي وكالة «أعماق» المحسوبة على التنظيم، وكذلك أبن عمه «فاضل العكال» وهو أخو المدعو «فايز العقال» والي التنظيم في الرقة إبان سيطرة الاخير عليها، وهؤلاء الثلاثة، من آل العكال، كانوا يُعتبرون حسب سكان محليين، من أهم قيادات التنظيم، ولا يخفى على أحد من سكان الرقة أسم القيادي الرابع «مهند الكجل»، الأمني الشهير والسابق للتنظيم والمسؤول عن تصفية العشرات من أبناء المنطقة، من بينهم ناشطون حقوقيون وأعلاميون كذلك.
وأضاف الخاطر، «هذا الاجتماع ليس الأول من نوعهِ فهناك اجتماع آخر سبق هذا الأجتماع، وقد ضمَّ القيادات المذكورين، عدا فاضلالعكال، وتم عقده في مدينة «سلوك» بحماية وحضور عدد من عناصر فصيلي «جيش الشرقية» و«الجبهة الشامية» وتحظى قيادات تنظيم «الدولة» هذهِ بحماية من عشائرهم، فأي اعتداء عليهم هو بمثابة اعتداء على العشيرة كلها، لاسيما أن المنطقة عشائرية بحتة، فمن يريد التعرض للعيدو فهذا يعني التعرض لفخذ العليمات من قبيلة الجيس، التي ينتمي إليها، وكذلك الحال بالنسبة لأبناء عائلة العكال، والكثير من سكان تل أبيض مستاءون بعد أن علموا بنية هؤلاء الأشخاص تشكيل فصيل جديد، وبعناصر من مقاتلين سابقين في تنظيم الدولة، وباتت فرضية عودة التنظيم للمنطقة بشكل آخر، عبر هؤلاء واردة حسب رأي بعض الأهالي.

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!