شاهد الكعبة المشرفة من الداخل

[wpcc-script async src=”https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js” type=”6ca14ddbdd52d77a853c926d-text/javascript”] [wpcc-script type=”6ca14ddbdd52d77a853c926d-text/javascript”]

الكعبة المشرفة لها مكانة عظيمة وكبيرة في قلوب كافة المسلمين، وهي أول بيت وُضع للناس، وتُعرف البيت العتيق الذي بناه الخليل إبراهيم عليه السلام وابنه اسماعيل عليه السلام، لتكون أول بناء شُيد للعبادة على وجه الأرض ، وشَرع الله سبحانه وتعالى للمسلمين الطواف حول الكعبة تَعبدًا له وأمرهم بالتوجه إليها في كل صلاة، حيث قال الله سبحانه وتعالى  (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ” سورة البقرة الآية 150″.

تاريخ بناء الكعبة المشرفة

وُرد في كتب التاريخ الكثير من المعلومات الخاطئة حول بناء الكعبة من غير دليل ولا برهان، حيث اعتقد علماء المسلمين أن الكعبة تم بناءها عشرة مرات، قالوا بأن الملائكة هم أول من بنوا الكعبة المشرفة، وتم إعادة بنائها بواسطة سيدنا آدم عليه السلام بمساعدة زوجته حواء، ولكن الصحيح حول بناء الكعبة هو المثبت في كتاب الله تعالى وسنة نبيه أن الكعبة المشرفة بنيت أربعة مرات فقط، وهم :

أول من بنى الكعبة المشرفة هو نبي الله إبراهيم عليه السلام، (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ*فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) ” سورة آل عمران الآية 96/97.

بعد ألفي عام من بناء إبراهيم عليه السلام، أصبحت الكعبة مهددة بالسقوط، فقامت قريش بإعادة بنائها، وكان ذلك في حياة الرسول صلّ الله عليه وسلم وذلك قبل البعثة بخمسة سنوات، وكان الرسول صلّ الله عليه وسلم أحد المشاركين في إعادة البناء، وبعد إنتهاء البناء اختلفت قبائل قريش في وضع الحجر الأسود، ولجأوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وحكم بينهم.

ظلت الكعبة المشرفة على بناء قريش حتى حدث حريق كبير أر فيها، وكان ذلك في عهد عبدالله بن الزبير رضي الله عنه، بعد عام ستين للهجرة، وأعاد ابن الزبير بناءها على قواعد إبراهيم عليه السلام، وأدخل فيها حجر اسماعيل عليه السلام، وجعل للكعبة بابين إحداهما شرقي والآخر غربي، بعد أن سمع من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حديث رسول الله صلّ الله عليه وسلم (لولا أنَّ الناسَ حديثُ عهدهم بكفرٍ، وليس عندي من النفقةِ ما يقوى على بنائِه، لكنتُ أدخلتُ فيهِ من الحِجْرِ خمسَ أذرعٍ، ولجعلتُ لها باباً يدخلُ الناسُ منهُ، وباباً يخرجون منهُ)، فقام ابن الزبير بتحقيق هذا.

أما البناء الرابع للكعبة فكان بعد مقتل ابن الزبير رضي الله عنه، فأرسل الحجاج إلى عبدالملك يخبره بأن ابن الزبير بنى الكعبة على غير بناء قريش، فأمره عبدالملك بإعادة بنائها والزيادة في ارتفاعها، وفصل حجر اسماعيل عنها، والاكتفاء بباب واحد فقط وإلغاء الباب الآخر ففعل الحجاج هذا الشيء.

أراد هارون الرشيد إعادة بناء الكعبة، كما أراد النبي صلّ الله عليه وسلم، واستفتى الإمام مالك في الأمر، فقال له (يا أمير المؤمنين لا تجعل الكعبة ملعبةً للملوك، لا يشاء أحدٌ أن يهدمها ألّا هدمها)، فانصرف عن القيام بذلك وبقيت الكعبة على حالها.

الكعبة المشرفة من الداخل

يرغب الكثير من المسلمين في معرفة ما تحويه الكعبة المشرفة من الداخل تلك الحجرة الصغيرة ذات السقف المرتفع، حيث تحتفظ الكعبة من الداخل بالعديد من الهدايا التي قُدمت إليها على مر العصور، ويعود تاريخ بعض تلك الهدايا إلى أكثر من 1200 سنة، بعد القصف الذي تعرضت لها الكعبة بالمنجنيق على يد الحجاج بن يوسف الثقفي.

يوجد على يسار باب الكعبة من الداخل بين الملتزم والحجر الأسود مكان يُطلق عليه حطيم السيئات، وفي هذا المكان يتم التضرع إلى الله بالدعوات، وعلى يمين باب الكعبة يتواجد صندوق من الرخام النادر لحفظ أدوات غسلها، حيث يتواجد فيه عطور ولفائف قماش قطني للغسيل.

في منتصف الكعبة ترتفع ثلاث أعمدة محاطة بأفخر أنواع الخشب المزخرف، وتعرف باسم أعمدة الصحابي عبدالله بن الزبير، وعندما قام الزبير بترميم الكعبة اقترح أن يسند سقف الكعبة بتلك الأعمدة خوفًا من انهياره.

في الجهة الشمالية من الكعبة يوجد باب صغير يُطلق عليه باب التوبة، وهو بنسبة 1/8 مقارنة بباب الكعبة الخارجي الضخم، وهو مصنوع من أندر قطع الخشب المكسوة بصفائح الذهب والفضة، وآخره درج حلزوني من الزجاج السميك يصل إلى سطح الكعبة.

في الجدار الغربي المواجه لباب الكعبة توجد 9 ألواح آثرية من الرخام، منقوش عليها أسماء الولاة والخلفاء، وتؤرخ لأعمال تجديد وترميم الكعبة، وكلها مكتوبة بعد القرن السادس للهجرة، تفتح الكعبة أبوابها أمام كبار ضيوف الدولة والعلماء والمشايخ القائمين على غسلها مرتين في العام فقط، ونظرًا لأن الكعبة قبلة من داخلها يمكن لمن يدخلها الصلاة بأي اتجاه في أركانها الأربعة.

أرض الكعبة جميعها مفروشة بالرخام وأغلبه من النوع الأبيض باستثناء بعض الرخام الملون، وجدار الكعبة من الداخل مُزين برخام ملون ومزركش بنقوش لطيفة، وتُغطى الكعبة من الداخل بستارة من الحرير الأحمر الوردي مكتوب عليها بالنسيج الأبيض الشهادتان وبعض أسماء الله الحسنى.

Source: almrsal.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!