عمان – الغد – صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع- الأردن، رواية للكاتبة الجزائرية ياسمينة صالح، بعنوان “كحقل مليء بالفراشات”، وتقع في 120 صفحة من القطع المتوسط، وسبق أن صدر للكاتبة عن الدار رواية “في المدينة ما يكفي لتموت سعيدًا”.
تحكي الرواية قصة رجل في أعلى سلم السلطة في الجزائر، “سي السعيد” الذي يتولى سرد الأحداث، يود لو يفتح ذراعيه ليحتضن ابنته/ المستقبل، ولكنه يتوقف عند هاوية اختلافهما، فهو الغارق فيما تراه قتلا لأحلام جيلها، وهي لا تدخر جهدا في محاربة حزبه وتغول هذا الحزب على البلد، إلى الحد الذي ينبهه فيه أصدقاؤه في الحزب بضرورة الضغط على ابنته لتكف عن مهاجمة الحزب الذي ينتمي له، والذي سيعاود الترشح باسمه لمنصب الرئاسة، هذا الحزب الذي استبد بالسلطة منذ عقود.
يعود بالذاكرة إلى طفولته بالقرية وهو ابن لإقطاعي كبير، يصف تلك الحياة التي عاشها وكيف أثرت به بأسلوب جميل، ومشاعره المتضاربة تجاه الفلاحين ومن يقوم عليهم من طرفه، وكذلك تجاه العمدة الذي كان يدا للفرنسيين، ثم معلم المدرسة الذي سيأتي لقريتهم وتكون له معه قصة ستغير مجرى حياته.
تبدأ الثورة ضد الفرنسيين وبالرغم من محاولاته عدم اتخاذ أي موقف تجاهها، إلا أنه سيجد نفسه لاحقا وبظروف خارجة عن إرادته منخرطا فيها.
تنتصر الثورة وطبعا يصبح جزءاً من العمل السياسي، الأمر الذي يبعده عن بيته وأولاده، يكبر الأولاد، يموت ابنه بجرعة زائدة من الكوكائين، لاحقا تتوفى زوجته التي عشقها وكان للقائه بها حكاية طويلة، يجد نفسه وابنته الغريبة عنه فكرا وروحا وحيدين في منزل واحد، وإنما كل يعيش في عالم مختلف.
ويذكر أن ياسمينة صالح من كتاب الرواية الجدد من جيل الاستقلال الثاني الذين تزخر بهم الجزائر. من مواليد الجزائر العاصمة، بالضبط حي بلكور (بلوزداد) العتيق في قلب الجزائر العاصمة العام 1969، وهي من أسرة جزائرية مناضلة معروفة، شارك والدها في الحرب التحريرية الجزائرية. كما استشهد عمها في الثورة التحريرية نفسها واستشهد خالها العام 1967 في الأراضي الفلسطينية، حاصلة على بكالوريوس علم نفس من جامعة الجزائر، كما حصلت على دبلوم في العلوم السياسية والعلاقات الدولية.
أصدرت مجموعتين قصيرتين “حين نلتقي غرباء” و”قليل من الشمس تكفي” (وهي المجموعة القصصية الثانية التي صدرت طبعتها الأولى تحت عنوان “وطن الكلام”)، بعدها اتجهت كلية للكتابة الروائية؛ حيث صدرت روايتها الأولى “بحر الصمت” عن دار الآداب في بيروت العام 2001، وهي الرواية التي نالت جائزة مالك حداد الروائية، صدرت روايتها الثانية “أحزان امرأة” العام 2002، وصدرت روايتها الثالثة “وطن من زجاج” العام 2006 عن الدار العربية للعلوم في بيروت، وصدرت روايتها الرابعة “لخضر” العام 2010 عن المؤسسة العربية للدراسات في بيروت. إضافة إلى رواية “في المدينة ما يكفي لتموت سعيداً، تغريبة لخضر زرياب” عن دار فضاءات للنشر والتوزيع- الأردن العام 2017). اشتغلت في الصحافة الثقافية في نهاية الثمانينيات، ثم في الصحافة السياسية.