‘);
}

آل البيت

يُعرّف آل الرجل لغةً بأنّهم عياله وأهله، وأنصاره، وأتباعه،[١] أما شرعاً فقد اختلف العلماء في تعريف آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قيل إنّهم الذين حُرّمت عليهم الصدقة، مصداقاً لما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (كان رسولُ اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم يُؤْتى بالتَّمر عند صرام النَّخل، فيجِيءُ هذا بتمرِه، وهذا من تمرِه حتَّى يصِير عندهُ كوماً من تمرٍ، فجعل الحسن والحُسين -رضي اللَّه عنهما- يلعَبان بذلك التَّمر، فأخذ أحدُهُما تَمرَةً، فجعلها في فِيهِ، فنظر إليه رسولُ اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم، فأخرجها من فيه، فقال: أما علمت أنَّ آل محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يأكلُون الصَّدقة)،[٢] ونُقل عن الإمام الشافعي، وروايةً عن الإمام أحمد أنّهم بنو عبد المطلب وبنو هاشم، بينما قال أبو حنيفة -رحمه الله- أنّهم بنو هاشم خاصة، وذهب الجمهور من أصحاب أحمد والشافعي إلى أنّهم بنو هاشم، ومن فوقهم إلى بني غالب، وهم بنو نوفل، وبنو أمية، وبنو المطلب، ومن فوقهم إلى غالب.[٣]

وقيل إنّ آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هم أزواجه وذريته خاصةً، وهو ما ذهب إليه ابن عبد البر في كتابه التمهيد، واستدل أصحاب هذا الرأي بما ورد من الصلاة على النبي وعلى آله في أحاديثٍ كثيرةٍ، حيث بيّنت بعض الأحاديث أنّ المقصود بآل محمد -صلى الله عليه وسلم- هم أزواجه وذريته، ومنها ما رواه أبو حميد الساعدي أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (اللَّهم صلّ على مُحمَّدٍ وأزواجِه وذرِّيَّته)،[٤][٣] ومن الجدير بالذكر أنّ لآل بيت النبي -عليه الصلاة والسلام- مكانةً عظيمةً في قلوب المسلمين؛ لأنّ الله -تعالى- خصّهم بالعديد من الفضائل، حيث طهّرهم من الرّجس تطهيراً، مصداقاً لقوله عزّ وجلّ: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).[٥][٦]