يعد صيام الحامل من الأمور المقلقة فيما يتعلق بالتأثيرات الممكنة على صحة الجنين والأم، تبعأ للعوامل والظروف الصحية المتعلقة بالحامل والجنين. يتناول هذا المقال الحديث عن كل ما يتعلق بصيام المرأة الحامل، وتأثير الصيام عليها وعلى جنينها.

تأثير الصيام على الحامل

يستهلك الجسم أثناء الصيام مخزونه من السكريات التي تكفي عادة لمدة 12 ساعة بهدف إنتاج الطاقة، وبعد انتهاء هذا المخزون يبدأ الجسم باستخدام الأحماض الدهنية في الجسم، ويحدث الأمر نفسه في جسم الحامل، أضف إلى ذلك أن تغذية الجنين تستهلك ايضاً من المخزون الأساسي لجسم الأم والذي يصل إليه عبر الدم من خلال المشيمة ببساطة بغض النظر عن صيام الحامل، ففي حالة الصيام تكون الأم هي الصائمة وأما الجنين فلا يكون صائماً.

في حال كانت الحامل تتمتع بصحة جيدة،وتحصل على تغذية سليمةومتوازنة،وفي حال عدم وجود أي حالة مرضية مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، يمكن أن يكون الصيام آمناً بالنسبة للحامل والجنين. أما في حالة سوء التغذية السليمة أو وجود بعض الحالات المرضية، يمكن أن يؤدي الصيام إلى استنزاف مخزون الأم من السكريات واللجوء إلى مخزون الدهنيات التي يؤدي استهلاكها إلى إنتاج الأجسام الكيتونية وإمكانية وصولها إلى الجنين، وهو الأمر الذي يمكن أن يسبب ضرراً للجنين.

تأثير الصيام على الجنين

في أغلب الأحيان، لا يؤثر الصيام بشكل كبير على الجنين. ولكن يمكن أن يؤدي الصيام أثناء الحمل وخصوصاً خلال الأشهر الثلاثة الأولى إلى نقصان وزن الرضيع أو التأثير على طول قامته لاحقاً.

للمزيد: قصر القامة

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي سوء التغذية الذي يمكن أن يرافق الصيام إلى رفع مستويات هرمون الكورتيزول، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤثر على التطور الإدراكي والمعرفي لدى الأطفال.

استعداد الحامل للصيام

لتسهيل الصيام، ينصح باتباع الحامل لبعض الخطط والتعليمات، ومن أهمها:

  • البدء بتقليل تناول المواد المنبهة (المحتوية على الكافيين) مثل: الشاي، والقهوة، والصودا قبل أسبوع أو أسبوعين من بدء الصوم.
  • إجراء بعض التعديلات على النظام الغذائي قبل أسبوع أو أسبوعين من بدء الصوم كتقليل تناول السكر المكرر (الموجود في الحلويات والشوكولاته)، والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، وتقليل استهلاك اللحوم، بدلاً من ذلك ينصح بالتركيز على شرب كميات كبيرة من الماء وتناول الخضروات والفواكه الطازجة وشرب العصائر الطازجة للمساعدة على إبقاء الجسم رطباً والتعود على هذا النظام الغذائي أثناء فترة الصيام.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً حتى يعتاد الجسم على الإستيقاظ باكراً والصيام أثناء النهار.
  • إجراء الفحوصات الطبية الدورية لمراقبة مستويات سكر الدم أو الكشف عن أي من حالات فقر الدم، أو انخفاض الضغط أو سكري الحمل.
  • محاولة التقليل من الجهد المبذول في العمل أو الروتين اليومي لتجنب المزيد من التعب والإجهاد.

نصائح للصيام الآمن أثناء الحمل

نورد تالياً بعض النصائح التي تساعد على الصيام الأمن للحامل والجنين:

  • المحافظة على رطوبة الجسم طوال اليوم، من خلال شرب الكثير من الماء، وعصائر الفاكهة الطازجة، وغيرها من السوائل كالحليب واللبن طوال فترة الإفطار.
  • تناول 2-3 أنواع الفاكهة، فهي غنية بالسكريات الطبيعية والمعادن، مما يساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة أثناء فترة الصيام.
  • تجنب الإكثار من المشروبات المحتوية على الكافيين (مثل الشاي والقهوة).
  • تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات، التي تؤدي بدورها إلى ارتفاع مستوى السكر بالدم بشكل سريع وبعد ذلك الى هبوطه مما يسبب الإحساس بالتعب والإرهاق.
  • تجنب تناول الأطعمة الدسمة (مثل الدجاج المقلي) على الإفطار على معدة فارغة.
  • تناول البروتينات مثل اللحم المطبوخ جيداً والبيض والمكسرات للحفاظ على سلامة نمو الطفل.
  • محاولة البقاء بحالة من الاسترخاء والهدوء، مع تجنب المشي لمسافات طويلة والانغماس في أي أنشطة بدنية أخرى أثناء الصيام لتجنب التعب واستهلاك الكثير من الطاقة.
  • محاولة تنظيم الأعمال اليومية لإتاحة الفرصة لاستراحة الحامل أثناء فترة الصيام، والقيام بأي أعمال تحتاج طاقة أثناء الفطور.
  • في حال الإحساس بأي أعراض غريبة خلال فترة الصيام، يستحسن أن تقوم الحامل بالإفطار فوراً ومراجعة الطبيب في حال استمرار هذه الأعراض.

صيام الحامل والغثيان

يمكن أن يكون الصيام صعباً بالنسبة للحامل وخاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى بسبب الغثيان والتقيؤ. إليكم مجموعةً من النصائح التي يمكن أن تساعد على التقليل من هذه الحالة، ولكن في حال تفاقم الأعراض وزيادة حدتها، ينصح باستشارة الطبيب لتحديد إمكانية صيام الحامل. ومن هذه النصائح:

  • أخذ قسط كافٍ من الراحة والاستلقاء.
  • تناول الوجبات أثناء الإفطار بشكل متقطع والابتعاد عن الوجبات الدسمة.
  • شرب المياه والسوائل بكمية كافية.
  • ارتداء الملابس الواسعة والفضفاضة.

إشارات تحذيرية أثناء الصيام

ينصح باستشارة الطبيب حول إمكانية الاستمرار بالصيام في حال ملاحظة أي من الأعراض التالية:

  • الشعور بالعطش الشديد أو ظهور أي علامة من علامات الجفاف.
  • تغير لون البول إلى لون أغمق من المعتاد.
  • وجود حرقة في البول.
  • تكرار الغثيان أو التقيؤ أو تفاقمهما.

كما ينصح بالاتصال بالطبيب على الفور في الحالات التالية:

  • تغير طبيعة أو عدد تكرار حركات الطفل بشكل ملحوظ.
  • الشعور بالم يشبه الانقباض لانه قد يكون من علامات الولادة المبكرة.
  • الشعور بالدوار والضعف أو الإغماء مع استمرار ذلك حتى بعد الراحة (وينصح بالإفطار فوراً وشرب الماء مع السكر أو الملح).

الحالات التي لا يجوز للحامل أن تصوم فيها إلا بعد استشارة الطبيب

لا يجوز للحامل الصيام في الحالات التالية إلا بعد استشارة الطبيب:

  • الإصابة بمرض السكري.
  • الإصابة بمرض الكلى المزمنة.
  • الإصابة بقصور في وظائف الكبد.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الحمل بتوأم.
  • وجود خطر للولادة المبكرة.