‘);
}

صيد الحجل في العراق

يعتبر صيدُ الحجل بشكلٍ عامٍ من أصعب أشكال الصيد؛ بسبب عدم اقتراب طائر الحجل من التجمّعات السكانيّة، بل إنّ مكان تواجده هو القمم الجبلية، كما يتميز طائر الحجل بالحذر الشديد، فمن الصعب أن تكتشفَ وجوده على الأرض قبل أن يكتشفَ وجودك قبلك فيطير، وعلى الصيّاد مراقبةُ هبوطه واللحاق به، والسير بحذرٍ شديدٍ عند الاقتراب من مكان هبوطه، مع العلم أنّه يجري لمسافةٍ بعد هبوطه على الأرض.
ويُعتبر صيد الحجل من أقدم أنواع الصّيد في العراق خاصةً في المناطق الشماليّة، إذ يتواجد الحجل بأعدادٍ كبيرةٍ؛ بسبب وعورةِ المنطقة وتوفّر الماء بين الجبال وعلى قممها، وتتعدّد طرق صيد الحجل بحسْب الهدف من صيده، فإذا أرادَ الصيّاد صيد الحجل حيّاً فتكون لذلك طرق صيد مختلفة عنها في حالِ أراد صيدَه ميتاً.[١]

صيد الحجل حياً

يتمّ بهذه الطريقة استخدام طير حمامٍ كطُعم يوضع في قفصٍ من الخشب، أو داخل شبكةٍ غير مرئيةٍ لا تسمح لهذا الطير بالهروب، ويوضع إلى جانب القفص وعاء به كمية الماء، وبعض الحبوب التي تُنثر بالقرب منه، ويغطّى المكان بشبكةٍ مصنوعةٍ من خيوطٍ دقيقةٍ تنتنهي بخيطٍ يمكن أن تقع الشّبكة على الأرض عند سحبِهِ، ويختبىء الصّياد إلى الجوارِ متخفيّاً خلفَ أغصانٍ من الأشجار أو جدارٍ حجريّ. ويبدأ طيرُ الحجل المحجوز بإصدار أصواتٍ يسمعُها الحجل من بعيدٍ، فيأتي إلى المكانِ فيقترب من القفص الذي يكون غير مرئيّ بالنسبة له أو الشبكة، محاولاً إطلاقَ سراحِ الطّير المحبوس، فيجد الحبوبَ ويبدأ بأكلها، وفي هذه الأثناء يسحبُ الصّياد خيطَ الشّبكة على الطيور الواقعة تحتها، فتعلق أرجل وجنحان الطيور بخيوط الشبكة، وكلما حاولت الطيور الإفلات من الشّبكة يتعقد الأمر عليها أكثر، وعلى الفور يحضر الصياد، ويمسك بطيور الحجل فيخلّصها من شبكته، ويضعها في وعاء مخصّص لهذه الغاية.[٢]