يديعوت أحرونوت

اليكس فيشمان

بتأخير سنتين ونصف السنة نجح جهاز الامن في أن يتلقى من الحكومة الضوء الاخضر لتغيير وجه الجيش. ولا يدور الحديث فقط عن تغيير العتاد العسكري الجديد بعتاد قديم.
اللجنة الوزارية للتسلح التي اقرت امس توصيات وزير الدفاع والجيش، ثبتت عمليا الاتجاهات في بناء القوة العسكرية حتى منتصف القرن، على الاقل. وسيكلف هذا القرار التاريخي، وبالاساس لدافع الضرائب الاميركي مبلغا غير نهائي من 27 مليار شيكل. وهذا المبلغ الطائل، الذي سيأتي في معظمه بالدولارات من اموال المساعدات الاميركية وسيستخدم لشراء الوسائل القتالية، الذخيرة والمنظومات التكنولوجية الخاصة لمنظومات الاستخبارات والتنصت، سيتحقق حتى 2034. والاذن الذي اصدرته اللجنة الوزارية، لا يتضمن بعد شراء طائرات “F15 IA” الحديثة التي سيتم شراؤها من الولايات المتحدة مع نهاية العقد ولا تحسين طائرات “F15 I” الذي يفترض أن يبدأ في الثلث الأخير من العقد. إضافة الى ذلك، فان القرار لا يتضمن أيضا شراء المروحيات الثقيلة. وعندما ستأتي هذه المنظومات أيضا لاقرار اللجنة الوزارية لشؤون التسليح في الأشهر المقبلة، ستكون حاجة الى بضع آخر من مليارات الدولارات.
ان الفوارق الواسعة بين الحاجة العملياتية والحفرة المالية هي نتيجة مباشرة لعملية اتخاذ قرارات بطيئة داخل الجيش – أدت الى تأخير سنة على الأقل – ولكن فضلا عن كل شيء تنبع من سلوك القيادة السياسية التي اجلت القرار على مدى سنتين ونصف السنة، بسبب انعدام الاستقرار السياسي. ولولا الضغط الذي مارسه وزير الدفاع والجيش على ديوان رئيس الوزراء لكان معقولا الافتراض بان القرار الذي اتخذ امس كان سينتظر الى ما بعد الانتخابات، إذ ان وزارة المالية عارضت شكل تمويل الصفقات العسكرية، الذي من شأنه ان يجبر إسرائيل على دفع فوائد ثقيلة.
في 2016 أقرت إدارة أوباما لإسرائيل مساعدة خارجية امنية بحجم 38 مليار دولار لعقد من الزمان، ينتهي في 2029. غير أن جهاز الامن استخدم معظم هذه الأموال للمشتريات وخاصة السرب الثاني من طائراف اف35، بحيث إن صندوق المساعدات الاميركية تبقى فيه “فقط” 7 مليارات دولار للعقد المقبل، والتي لا تكفي لان تمول حتى ثلث خطة بناء القوة العسكرية.
ما الذي أقرته في واقع الامر اللجنة الوزارية للتسلح؟ من حيث المبدأ اكثر من 80 في المئة من الميزانية التي اقرت امس، ومن تلك التي من المتوقع أن تتلقى الاذن لاحقا، مخصصة للذراع الجوي. ضمن أمور أخرى اقرت مضاعفة حجم التسليح الجوي الخاص. كما ستشتري، فورا، 4 طائرات شحن الوقود KC42 من انتاج بوينغ، والتي ستأتي الى هنا في 2024. وهذه ستسمح لإسرائيل بان تتخذ قرارات مستقلة بشأن عمل سلاح الجو في المسافات البعيدة. كما سيتم ارتباط لشراء سرب ثالث من طائرات اف35، وستكون آخر الطائرات التي ستصل هنا في العقد المقبل. وأقرت اللجنة الوزارية لوزارة الدفاع ان تنفذ ارتباطا اوليا مع شركتي بوينغ ولوكهايد مارتن لتلقي عروض أسعار رسمية وتفاصيل فنية عن شراء المروحية الثقيلة التالية. إضافة الى ذلك، اقر شراء واسع أيضا في مجال الدفاع ضد الصواريخ، ابتداء من منظومات حيتس 3 وحيتس 4 وحتى العلاوة الكبيرة من صواريخ القبة الحديدية من الجيل الجديد.
سنتان ميزانية دولة مقرة، وسنتان ونصف السنة دون إقرار لمشتريات منظومات حيوية، هي وصفة لتقصير امني. الان فقط، بعد إقرار طلبات المشتريات من الجيش الإسرائيلي، يمكن البدء بالحديث عن تنفيذ الخطة متعددة السنين في الجيش. والان، ستبدأ الضغوط على الإدارة الاميركية لتفريغ خطوط انتاج لإسرائيل كي يكون ممكنا البدء بتنفيذ مطالبات الشراء في السنوات الخمسة القريبة المقبلة.