‘);
}

فضل تعلُّم القرآن الكريم وتعليمه

وردت عدّة أحاديث نبويّة في فَضْلِ تعلُّم القرآن الكريم، وتعليمه، وذلك مِمّا يدُلّ على عِظَم قَدْر كتابِ الله -تعالى- تعلُّماً، وتعليماً، ومن تلك الأحاديث ما ورد عن الصحابيّ الجليل عُقبة بن عامر -رضي الله عنه-، إذ قال: (خَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَنَحْنُ في الصُّفَّةِ، فَقالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَومٍ إلى بُطْحَانَ، أَوْ إلى العَقِيقِ، فَيَأْتِيَ منه بنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ في غيرِ إثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، نُحِبُّ ذلكَ، قالَ: أَفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إلى المَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِن كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ له مِن نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ له مِن ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ له مِن أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ)،[١] فالحديث العظيم يُؤكّد بشكلٍ مباشرٍ على أهميّة تعلُّم القرآن الكريم، وقد جاء أسلوب الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ترغيباً لطيفاً في الحَثّ والنُّدب على تعلُّم القرآن الكريم.[٢]

كما أنّ الغُدوّ لتعلُّم القرآن الكريم، وقراءته في المسجد فيه خيرٌ وفيرٌ؛ لِما يجتمع من الأجر الكثير، والاطمئنان، والسكينة الخالصة في حضرة الآيات، والانصراف عن مَلّذات الدُّنيا، ومشاغلها، وتعلُّق القلب بالقرآن، وتلاواته، وتعلُّمه، أمّا فضل تعليم القرآن الكريم؛ فقد جاء حديث عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- مُوضِّحاً له، ولأثره، ولم يقتصر في ذلك على الفرد فقط، وإنّما على المجتمع أيضاً؛ قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ)؛[٣] إذ جاء الحديث بالخيريّة التي هي مَنال الراغبين، وأمان القاصدين في الوصولِ إلى ربّ العالَمين؛ وهي خيريّة تعلُّم القرآن، وتعليمه، فمَنِ اشتغل بالقرآن تعلُّماً وتعليماً، حازَ فَضلاً عظيماً، ويكون بعد النبيّين، والمُرسَلين، وهذا التعلُّم والتعليم يُطلَقُ على القرآنِ كُلّه، أو بعضه.[٢]