طريقة نعبر بها عن حبنا لله تعالى!!

وقد جاء في الحديث عن السيد المسيح (ع)، لما سئل عن عمل واحد يورث محبة الله، قال: ((أبغضوا الدنيا يحببكم الله)). والمقصود هنا أن لا يستغرق الإنسان في حب الدنيا، بحيث تنسيه مسؤولياته التي حمله الله إياها، بل أن ينظر إليها على حقيقتها، وهي أنها تشكل موطنا للطاعة، فلا يجعلها مرتعا للمعصية، وأنها موقع لحركة المسؤولية، فلا يجعلها واقعا للهو والعبث والباطل.

وجاء عن رسول الله محمد (ص) قال” ((من أكثر ذكر الموت أحبه الله))، فإن ذكر الموت يوحي للإنسان بفناء الدنيا واستقبال الآخرة، ما يجلعه يواجه مسؤولياته في الاتزام بطاعة الله سبحانه.

وقال الإمام جعفر الصادق (ع): ((طلبت حب الله عز وجل فوجدته في بغض أهل المعاصي)). والمقصود به بغض أعمالهم في معصية الله في تمردهم على ربهم وإصرارهم على ذلك، لأن بغض الأشخاص يرتكز على بغض أعمالهم التي تسيء إيمانهم بالله.

ومن خلال ذلك، يتضح أن مظهر محبة الله في نفس المؤمن، هو اتباع النبي محمد (ص) وفي رسالة التي بلغها عن الله مما يريد لعباده أن يأخذوا به ويلتزموه ويتبعوه في امتثال أوامره واجتناب معاصيه، وأن ذلك هو الذي يؤدي إلى الحصول على محبة الله ورضاه عنه.

من هم الذين يحبهم الله؟

تحدث القرآن الكريم عن أكثر من عنوان في ميزان القيمة الروحية والعملية لنماذج الناس الذين يحصلون على محبة الله.

المحسنون:

قال تعالى: (وأحسنوا إن الله يحب المحسينين)، والمقصود بهذا النموذج الإنساني الإيماني أولئك الذين يحسنون العمل للهن بأداء كل شروطه، وتحقيق كل مفاهيمه، وتجسيد كل قيمه، وكذلك بالإحسان إلى الناس في القيام بحقوقهم ومساعدتهم وإعانتهم في حاجاتهم الخاصة والعامة.

وقد تحدث الله عن خطاب قوم قارون له: (وأحسن كما أحسن الله إليك)، حيث كانوا ينصحونه بأن يحرك ما أنعم الله به عليه من كنوز الأرض في خط الإحساس لنفسه، فلا يظلمها بالتكبر والتجبر، وفي خط الإحساس للناس، فيتحمل مسؤوليته في مساعدتهم من ماله. والله تعالى يقول: (وأتوهم من مال الله الذي أتاكم)، (وفي أموالهم حق للسائل والمحروم).

المصدر:مكتوب

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!