‘);
}

عدل عمر بن الخطَّاب

ظهرت عدالةُ عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بشدّةٍ مُنذ تولّيه الخلافة، إيماناً منه بأنَّ النّظام الإسلاميّ قائمٌ على ذلك، ولا سبيلَ لإقامة قواعده إلّا بالعدل، وظهر ذلك جليّاً في خطابه الذي ألقاه على مسامع الأمّة، فكان حُكمه يقوم على العدل بين جميعِ أفراد المُجتمع، حتى اقترن اسمه بِالعدل،[١] وكان لا يفرّق بين النّاس؛ سواء كانوا من الأقارب أو غيرهم، أصدقاءً أو أعداءً، صغاراً أو كباراً، بل كان يحكمُ بالعدل بعيداً عن العواطف.[٢]

كما أنّه -رضي الله عنه- كان لا يخشى في عدله ولا في الله لومةَ لائمٍ، وكان إذا نهى النّاسَ عن شيءٍ جَمَع أهل بيتهِ وأخبرهم بما نهى الناسَ عنه ليجتنبوه كذلك، بل إنّه كان لا يُفرِّقُ في عدله وحُكمه بين المُسلمِ والكافر، وهذا من المبادئ التي أقرّها الله -تعالى- بِقوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).[٣][٤]