عقوبة تارك الصلاة

عقوبة تارك الصلاة

بواسطة:
كتّاب سطور
– آخر تحديث:
١٤:٢٥ ، ٤ نوفمبر ٢٠١٩
عقوبة تارك الصلاة

‘);
}

أركان الإسلام

لقد بنى الله -تبارك وتعالى- الإسلام على خمس أركان رئيسة، يجب على المسلم أنَّ يؤمن بهذه الأركان تمام الإيمان ويطبِّقها كما أمر الله تعالى، وقد وردتْ هذه الأركان في صحيح السُّنَّة النبوية المباركة، روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ”،[١]فالشهادتان والصلاة والزكاة والحج والصيام هي أركان الإسلام الخمسة التي ينبغي على الإنسان المسلم أن يحسن أداءها حتَّى يحسن إسلامه، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على الصلاة وسيتحدث عن عقوبة تارك الصلاة في الإسلام.[٢]

الصلاة لغةً وشرعًا

بعد الحديث عن أركان الإسلام الخمسة، وقبل تسليط الضوء على عقوبة تارك الصلاة في الإسلام، لا بدَّ من التعريف بالصلاة في اللغة والشرع، أمَّا تعريف الصلاة لغةً هي الدعاء، قال تعالى في سورة التوبة: {وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم}،[٣]قال الإمام النووي رحمه الله: “الصَّلاة في اللغة: الدعاء وسميت الصلاة الشرعية صلاةً لاشتمالها عليه، هذا هو الصحيح وبه قال الجمهور وأهل اللغة وغيرهم من أهل التحقيق”، أمَّا تعريف الصلاة شرعًا فهي: “عبادة ذات أقوال وأفعال مخصوصة، مفتتحة بالتكبير، مختتمة بالتسليم”، فالصَّلاة عبادة من العبادات التي فرضها الله تعالى على عباده المسلمين، وهي من أهم العبادات المفروضة، قال تعالى في سورة النساء: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}،[٤]والله تعالى أعلم.[٥]

‘);
}

متى فُرضت الصلاة

قبل الحديث عن عقوبة تارك الصلاة في الإسلام، فإنَّ من الجدير بالذكر أنَّ الصلوات الخمس لم تكن مفروضة في بدايات الدعوة الإسلامية، وإنَّما فُرضت في رحلة الإسراء والمعراج، وهذا ما أجمع عليه العلماء، قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في هذه المسألة: “فلمَّا كان ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ونصف، فرضَ الله على رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الصَّلوات الخمس، وفصَّل شروطَها وأركانَها وما يتعلَّقُ بها بعد ذلك، شيئًا فشيئًا”، وقد استدلَّ العلماء في تحديد الوقت الذي فُرضت فيه الصَّلوات الخمس بحديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذي تحدَّث فيه عن حادثة الإسراء والمعراج، وهو ما رواه الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه-: “فأوْحَى اللَّهُ إلَيَّ ما أوْحَى، فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلاةً في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فَنَزَلْتُ إلى مُوسَى -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فقالَ: ما فَرَضَ رَبُّكَ علَى أُمَّتِكَ؟ قُلتُ: خَمْسِينَ صَلاةً، قالَ: ارْجِعْ إلى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذلكَ، فإنِّي قدْ بَلَوْتُ بَنِي إسْرائِيلَ وخَبَرْتُهُمْ، قالَ: فَرَجَعْتُ إلى رَبِّي، فَقُلتُ: يا رَبِّ، خَفِّفْ علَى أُمَّتِي، فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى، فَقُلتُ: حَطَّ عَنِّي خَمْسًا، قالَ: إنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذلكَ، فارْجِعْ إلى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، قالَ: فَلَمْ أزَلْ أرْجِعُ بيْنَ رَبِّي -تَبارَكَ وتَعالَى-، وبيْنَ مُوسَى -عليه السَّلامُ- حتَّى قالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَواتٍ كُلَّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، لِكُلِّ صَلاةٍ عَشْرٌ، فَذلكَ خَمْسُونَ صَلاةً…”،[٦]والله أعلم.[٧]

أهمية الصلاة في الإسلام

قبل الوصول إلى الحديث عن عقوبة تارك الصلاة، لا بدَّ من الإشارة والتشديد على أهمية الصلاة، فشأن هذه العبادة عظيم جدًّا عند الله -سبحانه وتعالى- وأمرها عظيم جليل، وتركها كبيرة من أعظم كبائر الذنوب، فهي العهد الذي يفصل بين الإيمان والكفر، روى بريدة بن الحصيب الأسلمي -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: “إنَّ العهدَ الَّذي بيْنَنا وبيْنَهم الصَّلاةُ فمَن ترَكها فقد كفَر”،[٨]وجاء في صحيح الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “إنَّ بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ والْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ”،[٩]هذه الاحاديث الشريفة تبرز أهمية هذه العبادة وخطورة تركها وتحثُّ على المحافظة على هذه العبادة العظيمة.[١٠]

والصلاة في الإسلام تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، وهي من أسباب استقامة سلوك الإنسان وحسن أخلاقه وصفاء قلبه، قال تعالى في سورة العنكبوت: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}،[١١]فعلى الإنسان المسلم أن يكون على دراية بأهمية هذه العبادة وأن يداوم على أدائها بقلب خاشع ونفس خاضعة مسلمة، والله تعالى أعلم.[١٢]

عقوبة تارك الصلاة

إنَّ عقوبة تارك الصلاة في الإسلام عقوبة كبيرة تتناسب مع أهمية هذه العبادة العظيمة، فالصلاة ركن وعماد من الأعمدة التي يقوم عليها هذا الدين العظيم، والتفريط أو التهاون في الحفاظ على هذا الركن سيكون سببًا في هدم هذا الدين في نفس الإنسان، ولمَّا كان ترك الصلاة جحودًا بوجوبها كفرًا، وتركها كسلًا وتهاونًا عند قسم من أهل العلم كفرًا أيضًا وعند قسم آخر من أهل العلم كبيرة من الكبائر، كان لزامًا أن تكون عقوبة تارك الصلاة في الإسلام عظيمة، ولهذا إنَّ عقوبة تارك الصلاة في الإسلام هي القتل، فمن ترك الصلاة يُستتاب، فإذا عاد إلى رشده ورجع عن معصيته فأمره عند الله تعالى، وإنْ أصرَّ على ذنبه يُقتل بِحُكم الرِّدَّة عن الدِّين، وهذا قولُ من أقوال العلماء، أمَّا القول الآخر فعقوبة تارك الصلاة عمدًا وبعد الاستتابة هي القتل ولكن لا يكون المقتول مقتولًا بسبب الرّدَّة وإنَّما قُتل لإقامة حدٍّ من حدود الله تعالى.[١٣]

وجدير بالذكر إنَّه لمَّا كان القتل وإباحة الدم عقوبة تارك الصلاة في الإسلام، ذهب قسم من العلماء -وهو مذهب الإمام أحمد- إلى أنَّ تارك الصلاة كافر وأباحوا دمه، وهو أيضًا ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية، بينما يرى الإمام مالك والإمام الشافعي إنَّ عقوبة تارك الصلاة هي القتل واعتبروا قتله حدًّا يُطبَّق على تارك الصلاة في الإسلام، بينما ذهب الإمام أبو حنيفة إلى أنَّ عقوبة تارك الصَّلاة هي الحبس حتَّى يرجع هذا الإنسان إلى صلاته، وبناءً على هذا يمكن القول إنَّ الراجح في أقوال العلماء هو أنَّ تارك الصَّلاة يُستتاب فترة من الزمن، فإمَّا أن يتوب أو أن يقتل بسبب ردَّتِهِ، والله تعالى أعلم.[١٤]

فيديو عن عقوبة تارك الصلاة

في هذا الفيديو يتحدَّثُ فضيلة الدكتور عبد الرحمن إبداح عن فضل الصلاة وآثارها وأهميتها، ويوضِّح كيف أنَّ الصلاة هي متعة القلب ومعراج المؤمن ومسرى خياله وركيزة حياته وذخيرة دار الخلود، ففي الصلاة أسمى معاني الطاعة وأعلى مراتب العبادة، وإنَّما حديث الدكتور عبد الرحمن إبداح عن الصلاة هو حديث عن مدى خسران تارك الصلاة وعن مدى عذابه وشقائه بابتعاده عن هذه العبادة العظيمة.[١٥]

[wpcc-iframe src=”https://www.youtube.com/embed/HoQabaGFlvQ” width=”640″ height=”360″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”true”]

المراجع[+]

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
  2. “أركان الإسلام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-10-2019. بتصرّف.
  3. سورة التوبة، آية: 103.
  4. سورة النساء، آية: 103.
  5. “تعريف الصلاة وأهميتها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-10-2019. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 162، صحيح.
  7. “متى فرضت الصلاة ؟ وكيف كان المسلمون يصلون قبل فرض الخمس ؟”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 31-10-2019. بتصرّف.
  8. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن بريدة، الصفحة أو الرقم: 1454، أخرجه في صحيحه.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 82، صحيح.
  10. “أهمية الصلاة وخطورة تركها”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-10-2019. بتصرّف.
  11. سورة العنكبوت، آية: 45.
  12. “إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر”، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-10-2019. بتصرّف.
  13. “عقوبة تارك الصلاة”، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 31-10-2019. بتصرّف.
  14. “عقوبة تارك الصلاة في الدنيا والآخرة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-10-2019. بتصرّف.
  15. “عقوبة تارك الصلاة”، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-10-2019. بتصرّف.
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!