عقوق الوالدين موضوع

إن عقوق الوالدين موضوع خطير ، فهو إن دل على شيء فإنما يدل على ضياع الأخلاق، وفساد التربية،  وتفشي العيوب في المجتمع، فالذي لا يؤدي بر الوالدين ويعقهما

mosoah

عقوق الوالدين موضوع

إن عقوق الوالدين موضوع خطير ، فهو إن دل على شيء فإنما يدل على ضياع الأخلاق، وفساد التربية،  وتفشي العيوب في المجتمع، فالذي لا يؤدي بر الوالدين ويعقهما -وهما من علماه وربياه- كيف يكون حاله مع غيره من البشر؟ وكيف يُنتظر منه الخير؟ فمن لا خير له في أهله لا خير له في الناس، ولمزيد من التفاصيل عن عقوق الوالدين تابعونا على موسوعة.

عقوق الوالدين موضوع

للوالدين فضل كبير علينا فهما اللذان علمانا وربيانا، وهما النبراس الذي يضيء لنا حياتنا، لذلك كان علينا فعل ما يحبانه، وترك ما يكرهانه، وعقوق الوالدين يعني فعل ما يكرهانه، وجلب الحزن لهما، وعقوق الوالدين من أسوأ الاخلاق التي ذمتها الأديان ورفضتها المجتمعات، ورفضتها الفطرة البشرية، فضلًا عن أن له أضرارًا خطيرة في الدنيا والآخرة.

تعريف عقوق الوالدين

في اللغة

العقوق مأخوذة من العق وهو القطع والشق، فسميت عقوق الوالدين بذلك لأن العاق بذلك كأنه يقطع أواصر التراحم، ويشق عصا طاعة الله وطاعتهما، والله أعلم.

في الشرع

أما في الشرع فإن عقوق الوالدين تعني عدم طاعتهما في غير معصية، وإلحاق الأذى بهما قولًا أو فعلًا، مما يودي بفاعله إلى الخسران في الدنيا والآخرة.

أسباب عقوق الوالدين

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى بروز ظاهرة عقوق الوالدين خاصةً في العصر الحديث، ومن أهم هذه الأسباب:

  • جهل الأولاد بثواب بر الوالدين، وهذا الجهل إنما نابع من التربية في الغالب من الوالدين نفسيهما، فعلى الوالدين غرس قيمة بر الوالدين في نفوس الأولاد، والربط بينها وبين عبادة الله وثوابه.
  • جهل الأولاد بخطورة عقوق الوالدين، فعلى الوالدين أو المربون التنبيه على سوء عاقبة عقوق الوالدين في الدنيا قبل الآخرة، من خلال الترغيب والترهيب ما يحدو الأولاد إلى برهما، ويجنبهم عقوقهما.
  • أصدقاء السوء الذين غالبًا ما يكونون منبت كل شر، فيجب الانتباه لأصدقاء الأبناء، وما ينقلونه من قيم جيدةً كانت أم سيئة.
  • عدم وجود قدوة حسنة للأبناء، فخير تعليم لبر الوالدين هو تطبيقه من قبل الوالدين على والديهم، ما يجعل الأبناء يكونون مثلهم فيبروهم.

مظاهر عقوق الوالدين

من مظاهر عقوق الوالدين:

  • عدم طاعتهما فيما يأمران به أو ينهيان عنه، إلا أن يكون ذلك في معصية، فإن كان في معصية فلا سمع ولا طاعة.
  • كذلك من مظاهر عقوق الوالدين نهرهما وزجرهما، وقد حذر الله تعالى من الكلمة السيئة التي تصدر من الأبناء تجاه الوالدين، فقال تعالى: “ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا”، فإنه وإن كان ذلك من أقل الأفعال، إلا إنه مما يؤذي الوالدين أذىً شديدًا، فهو أذىً نفسي، لذلك حذر الله تعالى منه.
  • كذلك من مظاهر عقوق الوالدين خيانة أمانتهما، وعدم البر بقسمهما، وقطع الصلة مع أصحابهما وأحبابهما، والانقطاع عن زيارتهما مدةً طويلة دون عذر.
  • أيضًا عدم احتراهما و عدم توقيرهما، وعدم الرد عليهما حال ندائهما، وإزعاج راحتهما، ومخالفة أوامرهما، وإحزانهما.

أضرار عقوق الوالدين في الدنيا والآخرة

هناك العديد من الأضرار التي تحدث للعاق لوالديه في الدنيا والآخرة، وهي:

  • عدم انفراج الكرب.
  • انقطاع البركة.
  • كراهية الناس.
  • ضيق الرزق.
  • رد الدعاء.
  • غضب الله الشديد.
  • عقوق الأبناء له.
  • لا ينظر الله إليه يوم القيامة.
  • لا يقبل الله عمله.
  • يلعنه الله.

آيات عن عقوق الوالدين

قال تعالى:

  • “الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ” (البقرة: 27).
  • “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً” (الإسراء: 23).
  • “فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ” (محمد: 23:22).

أحاديث عن عقوق الوالدين

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

  • “أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ ثَلَاثًا. قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقَالَ: أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ. قَالَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ”.
  • “إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ: عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ”.

مظاهر بر الوالدين

علينا نشر كيفية بر الوالدين حتى نحارب العقوق، وننال ثواب الله تعالى، ومن مظاهر بر الوالدين التي تجلب رضاهما، ورضا الله:

  • بطاعتهما فيما يأمران به إلا أن يكون معصيةً، يقول تعالى: “وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا”.
  • خفض الصوت عندهما ومخاطبتهما بلين، يقول تعالى: “إما يبلغن عندك الكبر أ حدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا”.
  • توقيرهما والتذلل لهما، يقول تعالى: “واخفض لهما جناح الذل من الرحمة”.
  • استئذانهما عند الخروج للسفر أو طلب العلم، فقد سأل طلحة بن معاوية النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أريد الجهاد في سبيل الله، قال: “أمك حية؟”، قال: نعم، قال: “الزم رجلها فثم الجنة”.
  • الإنفاق عليهما وسد حاجتهما، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن أولادكم من أطيب كسبكم، فكلوا من كسب أولادكم”.
  • الدعاء لهما في حياتهما وبعد ممماتهما، يقول تعالى: “وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا”.

خاتمة موضوع عقوق الوالدين

لقد حذر من عقوق الوالدين، وجعل عقابه أليمًا، وما ذلك إلا لأن للوالدين فضل عظيم على الإنسان، فهما منشأ تكوينه، ولبنات بنائه، لذلك كان برهما فرضًا، وعقوقهما هلاكًا في الدنيا والآخرة.

ومما سبق يتبين لنا أن عقوق الوالدين موضوع يؤدي بالإنسان إلى الهلاك في الدنيا والآخرة، فهو خلق مذموم. تابعونا على موسوعة ليصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله.

المراجع

1

Source: mosoah.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!