أخبار الطبي-عمّان
عندما نتحدث عن علاج السرطان الكيميائي نحن نتحدث عن أكثر من 100 دواء معتمد والإختيار فيما بينها لعلاج  مريض غالباً ما يعتمد على العشوائية. وخلال بحث العلماء على علاجات مخصصة لكل نوع من السرطان ظهرت دراسة جديدة نُشرت في (Science Translational Medicine) تتحدث عن جهاز جديد صغير جدا في الحجم (حوالي حجم حبة الأرز) ولكن له قدرة عالية حيث يتم زرع الجهاز الذي يحمل 30 نوع مختلف من الأدوية في الورم السرطاني . بعد زرع الجهاز تنتشر الأدوية داخل أنسجة الورم، مما يسمح للباحثين بقياس مدى فعالية بعض الأدوية مقارنةً بغيرها في قتل الخلايا السرطانية.
تعمل أدوية معالجة السرطان بإحدى طريقتين رئيسيتين: 
  •  إتلاف الحمض النووي لخلايا الورم
  • التدخل في وظائف خلايا الورم
وفي الوقت الحاضر يدرس العلماء الأدوية التي تستهدف الخلايا السرطانية التي تحمل طفرة جينية معينة، ولكن يحيط هذا الموضوع الكثير من التعقيد لعدم القدرة على التنبؤ ما إذا كان الدواء سيعمل على نوع معين من الأورام.
كمحاولة للتغلب على هذه التعقيدات حاول الأطباء إزالة الخلايا السرطانية من مصدرها في الجسم البشري، وتنميتها في المختبر ومعالجتها بالأدوية المختلفة لمراقبة فعاليتها. و لكن هذه الطريقة لها أيضاً العديد من السلبيات فإزالة الخلايا السرطانية من بيئاتها الطبيعية يؤثر على نموها وتطورها، مما يؤثر في النهاية على كيفية إستجابتها للأدوية.
أمّا الجهاز الجديد فيتم إدخاله إلى الورم داخل الجسم بواسطة إبرة الخزعة.وما أن يتم وضع الجهاز، حتى تبدأ الأدوية المختلفة بالخروج منه إلى داخل الورم،  وذلك بدون تداخل مع بعضها البعض. ويمكن للباحثين التحكم بالجرعات الواصلة إلى الخلايا السرطانية.
وما إن تتعرض الخلايا إلى جميع أنواع الأدوية المُحملة في الجهاز يتم إزالة الجهاز وعينة من الورم في المنطقة المحيطة لفحصها. وباستخدام صبغة الأجسام المضادة يمكن الكشف عن موت الخلايا السرطانية أو نموها، وكان الباحثون قادرون أيضاً على تحليل خلايا الأنسجة لمعرفة أي جرعات الأدوية تعمل بشكل جيد على خلايا الورم.
اختبر الباحثون الجهاز في الفئران المطعمة بأورام البروستاتا البشرية، وسرطان الثدي وسرطان الجلد، وجميع أنواع السرطان المعروفة لحساسيتها المتفاوتة لبعض الأدوية. كما قام الباحثون باختبار الجهاز على نوع عدواني من سرطان الثدي المعروفة باسم ثلاثية السلبية، الذي يفتقر إلى علامات سرطان الثدي الثلاثة الأكثر شيوعا. وبسبب فقدان العلامات الحيوية لهذا النوع من السرطان، الأدوية المستخدمة عادةً  لا تستهدف طفرة جينية معينة، مما يجعل الأمر في نهاية المطاف لعلاج المرضى الذين يعانون من هذا المرض عملية عشوائية تماماً.
ولكن ما إن  تم زرع الجهاز داخل الأورام ثلاثية السلبية، بدت النتائج تتغير. اكتشف الأطباء أن الخلايا السلبية الثلاثية استجابت بشكل مختلف لخمسة من الأدوية وهي الأكثر شيوعاً  في علاج هذا النوع من السرطان. وكانوا أيضاً قادرين على استنتاج الأدوية الأكثر فعالية وهي بالترتيب باكليتاكسيل، دوكسوروبيسين، سيسبلاتين، جيمسيتابين، و لاباتانيب. وعند إعطاء هذه الأدوية من خلال الحقن في الوريد، وجدوا نفس النتائج الإيجابية في تدمير الورم، مما يوحي بأن هذا الجهاز مؤشر دقيق للادوية التي تعمل على الخلايا السرطانية بشكل أفضل.
يعتبر هذا الجهاز خطوة واعدة في عالم العلاج الكميائي للسرطان والذي سيتطلب من الباحثين مجهوداً إضافياً لتطويره من كافة النواحي كسهولة زرعه داخل المريض، والحصول على النتائج بسرعة أكبر.
للمزيد:
العلاج الكيميائي : خرافات ومعتقدات خاطئة
 العلاج الكيميائي للسرطان يحتاج الرياضة
 العلاج الكيميائي قبل الجراحة يحسن فرص البقاء على قيد الحياة
العنب له دور في علاج سرطان البروستات
هل يمكن لفيروس الحصبة أو شلل الأطفال علاج السرطان ؟
المصدر: Science Translational Medicine: Drug testing in the patient: Toward personalized cancer treatment