عمر بن الخطاب مواقف
٠٩:٥٦ ، ١٣ مايو ٢٠٢٠
}
عمر بن الخطاب
هو صحابي جليل من كبار صحابة رسول الله عليه السلام الملقب بالفاروق، أما اسمه فهو أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي ثاني الخلفاء الراشدين وهو من الصحابة العشرة المبشرين بالجنة ومن أشهر القادة الإسلاميين، تولى الخلافة الإسلامية في السنة 634 في الثالث والعشرين من شهر أغسطس بعد وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وانتهاء ولايته، فقد بلغ الإسلام في عهده مبلغًا عظيمًا وكان قاضيًا منصفًا يلجأ له الناس ويحكم بينهم بالعدل سواءً من المسلمين أم غيرهم، وأسس التقويم الهجري في عهده، واتسعت رقعة الدولة الإسلامية لتشمل الكثير من البلاد كالشام وليبيا وبلاد فارس وخراسان.
أدخل عمر بن الخطاب رضي الله الحكم الإسلامي إلى مدينة القدس لأول مرة، وتجلت عبقريته العسكرية في ضم إمبراطورية الفرس إلى حكمه في أقل من سنتين على الرغم من أن قوتهم العسكرية والعددية كانت تفوق قوة المسلمين بكثير، وعُرفت عنه الكثير من مواقف الشجاعة والطيبة الدالة على عظيم خُلُقه ودينه، سنتطرق للحديث عن بعضها باختصار في مقالنا هذا.
‘);
}
موقف عمر بن الخطاب مع الصبي الجائع
جاء إلى المدينة عدد كبير من التجار الذي وفدوا إلى المصلى ليستريحوا فيه فطلب عمر بن الخطاب من عبد الرحمن بن عوف أن يسهر معه على حمايتهم من السرقة، فجلسا يحرسان المدينة وفي الليل بينما يحرسان التجار ويصليان ما كتب الله لهما، إذ بعمر بن الخطاب يسمع صوت طفل يبكي بكاءً شديدًا فتوجه إلى مكان الصوت فطلب من أمه أن تهتم به ليكف عن البكاء، وتكرر ذلك مرات عديدة حتى صار آخر الليل فسمع عمر بن الخطاب صوت الطفل فتوجه غاضبًا لأمه وقال لها إنك أم سوء لا ترعين ابنك حق رعاية واهتمام، فردت عليه الأم في حزن بأنها فطمته عن الرضاعة ولهذا يبكي الطفل فسألها عمر مستغربًا لم فطمتيه عن الرضاعة وكم شهرًا قد بلغ الطفل، فأجابته الأم بأنها فطمته على الرغم من صغره لأن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب جعل للفطيم مبلغًا من المال وليس للرضيع، فحزن عمر حزنًا شديدًا وتضايق وقد ظهر ذلك جليًّا في قراءته للقرآن وهو يؤم المصلين في صلاة الفجر، وقد انفجر عمر بن الخطاب من البكاء لتحمله المسؤولية عن ذلك بقوله كم قتلت يا عمر أبناءً من المسلمين، ومن بعدها فرض رضي الله عنه مبلغًا من المال من بيت مال المسلم لكل مولود يولد في الإسلام[١].
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
الفاروق القائد العادل
خطط القائد الإسلامي الكبير عمر بن الخطاب في السنة العاشرة لولايته إن أبقاه الله حيًّا أن يمكث شهرين في كل بلد كي يبقى قريبًا من الرعية ويرعى أمورهم؛ لأن الولاة يحجبون عنه الكثير من أمورهم، وبينما هو في المدينة إذ وصلته رسالة من أحد الصحابة مفادها أن والي الفسطاط عمرو بن العاص يجلس متكئًا بين الناس وقد كان رجلًا كبيرًا في السن، فأرسل إليه عمر بن الخطاب محمد بن أبي مسلمة رسولًا خاصًا إليه يحمل رسالةً من أمير المؤمنين إلى العاصي بن العاص إذا وصلتك رسالتي فاجلس كما كان يجلس رسول الله، فقد كان رضي الله عنه متابعًا لأمور الولاة في البلاد الإسلامية أولًا بأول إذ بلغه أن سعد جعل على بيت الإمارة بابًا فمن أراد أن يدخل طرق عليه الباب، فبعث عمر بن الخطاب محمد بن أبي مسلمة إليه وطلب منه أن يكسر الباب وقال له يا خال رسول الله من حجب بينه وبين الرعية حجب الله بينه وبين الجنة.
المراجع
- ↑“بكاء الرضيع والأجهزة البيروقراطية”، الوطن أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2020. بتصرّف.