عندما تصبح ظروف الحجر الصحي “أشبه بالسجن”

روايات مخيفة عن ظروف العيش في بعض مراكز الحجر الصحي في كينيا تدفع البعض إلى محاولة الهرب منها.

Share your love

Getty Images


امرأة تبيع أقنعة وجه مصنوعة من القماش في حي كيبيرا، نيروبي – قامت كينيا حتى الآن بتطويق العاصمة وأجزاء من سواحلها وفرضت حظر التجول ليلا في محاولة للحد من انتشار فيروس كورونا.

كما هو حال الناس في جميع أنحاء العالم، تشعر راشيل غاتشونا بالقلق الشديد من أن تصاب بفيروس كورونا. لكن لا يعادل خوفها من الإصابة سوى خوفها من حبسها في مركز للحجر الصحي في كينيا.

وتعتقد الأم العزباء لتوأم يبلغ من العمر سنة واحدة، أن أولئك الذين تم احتجازهم في بعض هذه المرافق التي تحددها للحكومة، يعيشون ظروفاً ليست أفضل بكثير من الأوضاع في السجون.

وقالت امرأة في الحجر الصحي لبي بي سي: “المراحيض قذرة متسخة… حتى عمال النظافة الذين ينظفون المراحيض مرة واحدة في اليوم يشكون من قدر الاتساخ في المراحيض”.

وأضافت: “لأنه لا يوجد ماء، يلمس الناس الصنابير نفسها عندما يريدون غسل يديهم، حتى إذا كان هناك ماء … إنها قذارة.”

وتم إرسال الأشخاص الذين وصلوا إلى كينيا من الدول المتضررة من الفيروس قبل أن تغلق البلاد حدودها، وهؤلاء الذين اكتُشف اتصالهم بمريض بالفيروس، إلى هذه المراكز لمدة 14 يوماً.

ومع ذلك، تمّ تمديد فترة الحجر الصحي مرتين للجميع في المراكز التي ظهرت فيها أعراض الفيروس على شخص ما. وكان على الجميع أن يستمر في دفع الفواتير.

كانت هناك أيضا شكاوى من أن التباعد الاجتماعي مستحيل في بعض المراكز بسبب الاكتظاظ.

وقالت غاتشونا لبي بي سي: ” إنك تبدأ بالتضرع إلى لله ألا يحدث ذلك أبداً لأنني بصراحة لا أعرف ماذا سأفعل في حال إصابتي”.

وغاتشونا الآن في إجازة بعد أن اختارت العمل أولاً من منزلها في العاصمة نيروبي – على الرغم من أن سكان المدينة قادرون على الخروج خلال النهار.

  1. فيروس كورونا: ما أعراضه وكيف تقي نفسك منه؟
  2. فيروس كورونا: ما هي احتمالات الموت جراء الإصابة؟
  3. فيروس كورونا: هل النساء والأطفال أقلّ عرضة للإصابة بالمرض؟
  4. فيروس كورونا: كيف ينشر عدد قليل من الأشخاص الفيروسات؟

محاولة الهروب

لحماية عائلتها من العدوى، لا تذهب غاتشونا إلى المتاجر إلا عند الضرورة – وتفضل عدم الخروج على الإطلاق.

وقد يضطر الكينيون الآن إلى ارتداء أقنعة الوجه في الأماكن العامة. وبدأت الحافلات بنقل عدد أقل من الركاب. إلا أنّ تطبيق التباعد الاجتماعي قد يكون صعباً.

وقالت “أحاول أن أكون حذرة. عندما أصل إلى المنزل، يجب أن أستحم قبل أن ألمس أطفالي. لا يمكنك ضمان ما التقطته ملابسك من الخارج”.

كما تخلت عن إحدى مربيات أطفالها التي كانت تساعدها في رعاية التوأم خلال بعض أيام الأسبوع، لأنها كانت قلقة من أن استخدام السيدة لوسائل النقل العام قد يعرّض الأسرة للإصابة.

وزادت مخاوف غاتشونا الأسبوع الماضي، بعد أن حاول عشرات الأشخاص الخروج بالقوة من مركز عزل في جامعة كينياتا في نيروبي، ثم تحدثوا عن ظروف لا تطاق.

وقال سايمون موجامبي، أحد الذين حاولوا الهروب: “أولاً بسبب عدم قدرتنا على الدفع، وثانياً لأنه ليس هناك سبب منطقي لبقائنا المستمر في المركز”.

وتحدث آخرون عن معاناتهم النفسية والعقلية بعد أن مددت الحكومة إقامتهم في مركز العزل لأكثر من 14 يوماً.

لكن المجموعة اضطرت للعودة. وعلى حدّ تعبير أحد المشتكين الآخرين من مركز الحجر الصحي: “يبدو الأمر وكأنك مدان… وكأنك تحت رحمة الحكومة”.

وكان لدى الحكومة بحلول نهاية شهر مارس/آذار، أكثر من 50 منشأة للحجر الصحي في الفنادق وبيوت السكن في المدارس والجامعات، والتي تكلف ما بين 20 دولاراً و100 دولار في الليلة.

وتم إغلاق بعض هذه المنشآت الآن. ولكن خمسة منشآت على الأقل تخضع لفترة ثالثة من الحجر الصحي. وبقي في الحجر الصحي 425 شخصاً من بين 2336 شخصا.

وكان أداء البعض أفضل من غيرهم.

وقال جيتوما نتوريبي، وهو طيار في شركة الخطوط الجوية الكينية وصل من دبي في 24 مارس/آذار، لبي بي سي إنّ شركة الطيران دفعت له ولطاقمه فاتورة الفندق، كما قدمت لهم جلسات استشارة نفسية.

وقال إن البقاء لفترة طويلة بعيداً عن العائلة أمر صعب على مستوى الصحة العقلية.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!