ما هي أهمية إجراء فحص حديثي الولادة؟

بالرغم من أن معظم الأطفال يولدون في صحة جيدة، إلا إن بعض الأطفال قد يعانون منذ ولادتهم من حالات طبية خطيرة ولكن يمكن علاجها أو التقليل من مضاعفاتها عند الكشف عنها مبكراً. يمكن أن تحدث هذه الحالات المرضية لدى أي عائلة حتى وإن لم يكن لها تاريخ عائلي. لذلك ينصح عند ولادة أي طفل أن يتم إجراء له فحص حديثي الولادة والذي يشمل عدة فحوصات وتحاليل طبية والتي تستخدم للكشف عن وجود أي مشكلة صحية قد تؤثر على النمو الطبيعي للطفل وحالته الصحية على المدى البعيد أو التي قد تؤثر على بقائه على قد الحياة. حيث أن الكشف المبكر، والتشخيص المبكر، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحل المشكلة وهي لازالت في مراحلها الأولى كلها قد تساهم في الحد من حدوث حالات الوفاة أو حالات الإعاقة لدى الطفل، وأيضاً قد تمكن وصول الأطفال لإمكاناتهم الكاملة.

اقرأ أيضاً: خلع الكتف عند الاطفال حديثي الولادة

متى يتم إجراء فحص حديثي الولادة؟

يتم فحص حديثي الولادة خلال أول 1 – 2 يوم بعد ولادتهم وعادة ما يتم ذلك قبل مغادرتهم للمستشفى. وفي حال عدم ولادة الطفل داخل المستشفى يجب على الوالدين بالتحدث مع الطبيب العائلة أو الطبيب المشرف على طفلهم بخصوص هذا الفحص.

على ماذا يشمل فحص حديثي الولادة؟ وكيف يتم إجراؤه؟

يقسم فحص حديث الولادة إلى ثلاثة أقسام ألا وهي إختبار عينة دم، وفحص السمع، وقياس التأكسج.

  1. فحص السمع

    يتم إجراء فحص فقدان السمع لدى حديثي الولادة باستخدام اختبارين مختلفين. حيث إن كلا الاختبارين سريعان (خلال 5 – 10 دقائق) وآمنان ومريحان لحديث الولادة، وغالباً من يتم إجراؤهما أثناء نوم الطفل. أيضاً يمكن إجراء اختبار واحد منهما أو كلاهما.

    • اختبار الانبعاث الصوتي (بالإنجليزية: Otoacoustic Emissions) والذي يتم من خلاله تحديد استجابة أجزاء معينة من الأذن للأصوات، حيث يتم وضع سماعة مصغرة وميكروفون في الأذن ويتم تشغيل الأصوات. فإذا كان السمع طبيعياً لدى حديث الولادة فعندها سينعكس صدى في قناة الأذن، والذي يمكن قياسه بواسطة الميكروفون. أما إذا لم يتم اكتشاف أي صدى، فقد يشير ذلك إلى فقدان السمع لدى حديث الولادة.
    • اختبار الاستجابة السمعية لجذع الدماغ (بالإنجليزية: Auditory Brain Stem Response) والذي يتم من خلاله تقييم جذع الدماغ السمعي (جزء من العصب والذي يحمل الصوت من الأذن إلى الدماغ) واستجابة الدماغ للصوت، حيث توضع سماعات مصغرة في الأذن ويتم تشغيل الأصوات ويتم أيضاً وضع أقطاب كهربائية (والتي تكون تشبه وعلى نفس مبدأ أقطاب جهاز تخطيط القلب) على طول رأس الطفل الرضيع لاكتشاف استجابة المخ لهذه الأصوات. فإذا لم يستجيب الدماغ لهذه الأصوات باستمرار، فقد تكون هنالك مشكلة في السمع لدى حديث الولادة.
  2. قياس التأكسج (بالإنجليزية: Pulse Oximetry)

    وهو اختبار غير باضع، يقاس من خلاله مستوى الأكسجين الموجود في الدم. قد يعاني الأطفال الرضع الذين لديهم مشكلات في القلب من انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، وبالتالي، فإن اختبار اجراء اختبار قياس التأكسج يمكن أن يساعد في تحديد الأطفال الرضع الذين قد يعانون من أمراض القلب الخلقية الحرجة (بالإنجليزية: Critical Congenital Heart Disease). يتم الاختبار جهاز استشعار غير مؤلم يتم وضعه على جلد الطفل الرضيع. يستغرق هذا الاختبار بضع دقائق فقط ويتم إجراؤه بعد أن يبلغ حديث الولادة من العمر 24 ساعة.

  3. اختبار عينة دم

    وهي عينة دم صغيرة تؤخذ عن طريق وخز كعب الطفل. كما أنه يجب أخذ عينة الدم هذه بعد مرور أول 24 ساعة من الولادة، لكن وفي بعض الأحيان يتم أخذ عينة الدم خلال الـ 24 ساعة الأولى وذلك لخروج الأم وحديث الولادة خلال قبل انقضاء الـ 24 ساعة. عند حدوث ذلك، فإنه يوصى بأخذ عينة أخرى من حديث الولادة خلال مدة زمنية لا تزيد عن أسبوع إلى أسبوعين. قد تقوم بعض الدول بشكل روتيني بإجراء اختبارين على جميع الأطفال الرضع.

من خلال هذا الفحص يتم الكشف عن الكثير من الأمراض أو المشكلات الصحية النادرة ولكنها خطيرة، منها:

  • المشكلات الصحية المتعلقة بالهيموغلوبين (بروتين يتواجد في خلايا الدم الحمراء، يحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم) كمرض فقر الدم المنجلي، والثلاسيميا بيتا.
  • اضطرابات الأيض (عملية حيوية تقوم بتحويل الغذاء إلى طاقة يستطيع الجسم استخدامها للتنقل، والتفكير، والنمو). تحدث هذه الاضطرابات بسبب عدم وجود الانزيمات التي تساعد في عملية الأيض أو عدم عملها كما يجب، ومنها بيلة الفينيل كيتون، وداء بول شراب القيقب، ومرض فرط تيروزين الدم، ومرض فرط سيترولين الدم.
  • المشكلات الصحية المتعقلة بالهرمونات، حيث تحدث العديد من هذه المشكلات عندما تقوم الغدد بعدم إفراز الهرمونات بالمعدل الطبيعي أو إفراز الهرمونات بمعدل يفوق المعدل الطبيعي. من هذه المشكلات قصور الغدة الدرقية الخلقي وتضخم الغدة الكظرية الخلقي.
  • مشكلات أخرى كالتليف الكيسي، والعوز المناعي المشترك الشديد، وضمور العضلات الشوكي، وداء بومبي (داء تخزين الجلايكوجين)، ونقص البيوتينيداز.

اقرأ أيضاً: إصابة الضفيرة العصبية العضدية عند حديثي الولادة

عادةً ما تكون نتائج اختبار الدم جاهزة في الوقت الذي يبلغ فيه عمر الطفل الرضيع من 5 إلى 7 أيام. في كثير من الأحيان، لن يتم الاتصال بالوالدين وإخبارهم عن النتائج في حال كانت نتائج الاختبارات طبيعية، إنما يتم الاتصال بهم فقط إذا كانت نتيجة أحد الاختبارات إيجابية لمشكلة مرضية. ولكن من الجدير بالذكر أن النتيجة الإيجابيات لأحد اختبارات فحص حديثي الولادة لا تعني بالضرورة أن الطفل الرضيع يعاني من مشكلة طبية، لذلك يقوم الأطباء بطلب المزيد من الاختبارات والفحوصات لتأكيد أو استبعاد التشخيص.

إذا تم تأكيد التشخيص، فقد يقوم الأطباء بتحويل الطفل الرضيع إلى أخصائي لإجراء المزيد من الاختبارات وتقديم العلاج له. من المهم أن يبدأ العلاج في أقرب وقت ممكن، وقد يشمل العلاج تركيبة خاصة، وتقيد بالنظام الغذائي، والمكملات الغذائية، والأدوية، والمراقبة الدقيقة للطفل.

أيضاً يتم إجراء فحص بدني لحديثي الولادة، حيث بعد الولادة يتم إجراء فحص جسدي دقيق للطفل والذي يشمل فحص عينيه، وقلبه، ووركه، وأيضاً يتم فحص الخصيتين عند الذكور. يتم هذا الفحص في غضون الـ 72 ساعة من الولادة ثم يكرر مرة أخرى في عمر 6 إلى 8 أسابيع، حيث أن بعض الحالات قد تستغرق بعض الوقت لتتطور.

اقرأ أيضاً: الصورة السريرية لمرضى متلازمة داون

ما هي تكاليف فحص حديثي الولادة؟

قد تختلف تكلفة إجراء الفحوصات لحديث الولادة من دولة إلى أخرى. أيضاً قد تتم تغطية تكاليف هذا الفحص كاملةً أو جزء منها من قبل التأمين الصحي أو برامج أخرى متاحة في الدولة.

اقرأ أيضاً: الصفار عند المواليد- يرقان الرضع

إقرأ أيضاً: العناية بالسرة للمولود الجديد