‘);
}

في أي شهر نزل الوحي

ابتدأ نزول الوحي على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غار حراء بعد مُضيّ ثلاث سنين على عزلته وتعبّده فيه، وتعدّدت آراء المؤرّخين في تحديد الشهر الذي بدأ فيه نزول الوحي، فقيل في شهر ربيع الأول، وقيل في رمضان، والمشهور عند العلماء ورأي المباركفوري في كتابه الرحيق المختوم في سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد النظر في الأدلّة؛ أنّه في شهر رمضان المبارك؛ لقول الله -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)،[١] ولقوله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)،[٢] وليلة القدر من أعظم ليالي شهر رمضان، وقد قال صاحب الرحيق المختوم إن ذلك يصادف يوم الاثنين الواحد والعشرين من شهر رمضان ليلاً، الموافق لليوم العاشر من شهر أغسطس سنة ستمئة وعشرة للميلاد.[٣][٤]


والوحي معجزةٌ، وهو نزول جبريل -عليه السلام- بالقرآن الكريم على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وكان -عليه السلام- يعاني شدّةً عند نزول الوحي عليه، فكان يثقل جسمه، لكنّه كان شديد الشوق والحرص في تبليغ ما أُوحي إليه؛ فكان يردّد الآيات خشية نسيانها، فنزل قول الله -تعالى-: (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ* إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)،[٥] وللوحي عدّة هيئاتٍ يتنزّل بها؛ فأحياناً يأتي مثل صلصلة الجرس، فيسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- صوتاً شديداً، وأحياناً يأتيه على هيئة رجل، وقد ثبت أنّه كان يأتيه الوحي وهو مستيقظ،[٦] وأوّل ما بُدِئ به الوحي قبل نزول جبريل -عليه السلام- على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرؤيا الصادقة؛ فكان لا يرى النبي -صلى الله عليه وسلم- رؤيا إلّا وتتحقّق كما رآها، وكان ذلك في شهر ربيع الأول؛ أي قبل نزول الوحي في غار حراء بستة أشهرٍ، وتُعتبر هذه الفترة جزءٌ من أجزاء بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-.[٧]