و استكمالا للمقالة التي بعنوان: “في بيتنا مراهق “الجزء الاول” نتابع حديثانا عن مرحلة المراهقة و أهم السمات التي تميز هذه المرحلة و كيفية التعامل الصحيح مع الطفل الذي أصبح مراهق و ما هي النصائح التربوية المفيدة لهذه المرحلة.
تابع أهم السمات الملحوظة في تلك المرحلة:
3- رهافة الإحساس:
يمتاز المراهق من الناحية الإنفعالية و الشعورية برهافة الأحساس , فهو يثور في كثير من الأحيان لأتفه الأسباب , كما هو شأن الأطفال الصغار , كما أنه يجد نفسه في الفترة الأولى من المراهقة ضعيف التحكم في المظاهر الخارجية لحالته الإنفعالية , حيث إنه إذا غضب أو أثير يصرخ و يرفس و يدفع الأشياء و يلقي بأطباق الطعام و أكواب الماء على الأرض …. و يبدو شئ من هذا عند شعوره بالفرح , فهو يقوم بحركات لا تدل على الاتزان الانفعالي.
4- المثالية الزائدة:
يجنح الطفل الذي أصبح مراهق إلى المثالية في تلك الفترة نظرا لقلة خبرته الحياتية , فهو لا يعرف الحدود الفاصلة بين ما هو واجب و ما هو ممكن . وهذا النزوع يولد لديه نوعا من النمو المشوه في ملكة النقد , و الإعتراض على تصرفات الآخرين مهما كان شأنهم ووضعهم , وطالما أبدى المراهقون الإعتراض على تصرفات الأبوين و الأقرباء و المدرسين و الوضعية العامة للمجتمع , فهو يعترض على ملابس الأبوين أو أثاث المنزل أو طريقة المدرسين في الكلام و الشرح. وكذلك لقلة خبرته نجده يتخذ من بعض المظاهر و الأشياء نموذجا يعجب بها و يريد من الآخرين أن يعجبوا بها و يتمثلوها.
5- الإنجذاب للجنس الأخر:
وهي أيضا سمة مميزة لمرحلة المراهقة فنجد الأولاد ينظرون للفتيات و العكس و معظم الحديث في شلة الأولاد يدور حول البنات و العكس أيضا صحيح , فمن منطلق إحساس المراهقين أنهم لم يعودوا اطفال يشعرون أن الفرصة حانت لإقامة علاقات مع الجنس الأخر و متابعة أخباره و التفكير دائما في أشياء يفعلوها لجذب انتباه الجنس الأخر حتى لو لبس أحدهم حلق في أنفه أو صبغ شعره باللون البنفسجي وعلى الوالدين مصادقة أبناءهم المراهقين ختى يصارحوهم و يستطيع الوالدين إعطتءهم النصائح في الوقت المناسب ولكن إن كان الوالدين من البداية لا يعرفوا شئ عن أطفالهم و لم يشاركوهم أي نشاط بالتالي لن يستطيعوا مصاحبتهم عندما يصبحوا مراهقين و كذلك لا يجب أن يمنع الوالدين كل شئ بدافع الخطأ والعيب و الذي لا يصح بل يحاولوا التقرب من المراهقين و تجربة أشياء مجنونة معهم ثم ينصحوهم تدريجيا و لا يتخذوا دور الرقيب و الناصح و الواعظ لأن هذا سيجعل المراهقين يفروا لأصدقاءهم و لن يسمعوا أي نصيحة من الوالدين.
تعد هذه السمات هي أهم خصائص المراهق و هي خصائص طبيعية فلا تنظروا للمراهق على أنه متمرد أو عنيد أو لا يريد أن يطيع أوامركم بل تفهموا الحالة التى يمر بها و حاولوا أن تشعروه بأنكم متفهمين لرغباته و حاجاته.
و أنصحكم أن تتعاملوا معه بحكمة في مساحة الحرية التي تعطوها له فلا تضيقوا عليه فينفجر و لا تتركوا له الحبل على الغارب فيكون عرضة للفساد و أنصحكم كما ذكرنا بأن تصادقوه , فهذه الصداقة التي كنا نطلبها بين الأب و الطفل نشدد عليها بين الوالدين و المراهق , فهذا يجعله يخرج كثيرا من همومه و مشاكله و يجعله كذلك يطلب النصيحة و يتقبلها في يسر.
وهذا ينشئ مراهق سوي إلى حد ما و يجنب الكثير من المشكلاتن الكبرى التي تحدث بين الوالدين والمراهق في هذه المرحلة الحرجة , فتابعونا لمزيد من النصائح التربوية لمراحل نمو الأطفال و كذلك السمات الخاصة بكل مرحلة , ونسعد بمعرفة تجاربكم مع أبنائكم المراهقين.