في هذه البلد.. الأضاحي بالتقسيط ويشترك بها الجيران والأصدقاء

"لا معنى للعيد بدون أضحية" بهذه الكلمات عبر عدنان أبو حجر عن أهميتها بالنسبة له ولأسرته، فهو يؤمن أنها من

“لا معنى للعيد بدون أضحية” بهذه الكلمات عبر عدنان أبو حجر عن أهميتها بالنسبة له ولأسرته، فهو يؤمن أنها من أبرز سنن عيد الأضحى المبارك، وانطلاقًا من هذه القناعة يتعالى على ظروفه الاقتصادية الصعبة، ويحرص على شراء أضحية العيد، مثلما اعتاد على ذلك منذ سنوات طويلة.

منذ سنوات خلت، كان أبو حجر (45 عامًا) يفضّل الضأن أضحية، حينها كانت أحواله المالية مستقرة ويملك القدرة على اختيار ما يناسبه، لكنه وللعام الرابع على التوالي يشترك وعدد من أصدقائه سويًا في شراء عجل أضحية العيد بنظام التقسيط المالي على دفعات شهرية.

الأضاحي بالتقسيط للتغلب على الضائقة المالية

فرحة تكتمل بأضحية

إن العيد فرحة، ولا تكتمل الفرحة من دون أضحية، والسعادة التي أراها على وجوه أطفالي عندما نجلب الأضحية ليلة العيد ونسهر بالقرب منها طوال الليل وحتى قبيل مطلع الفجر تضاهي أموال الدنيا”.

وهو يعيل أسرة مكونة من ثمانية أفراد، وهو يرى أن نظام تقسيط الأضاحي -الذي انتشر العمل به خلال السنوات الماضية- ساعده في الحفاظ على عادة الأضحية التي لم يتوقف عنها منذ نحو 19 عامًا.

ويعاني موظفو القطاع الحكومي في غزة -سواء التابعين للسلطة الفلسطينية في رام الله أو المحسوبين على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)- من أزمة رواتب مستمرة منذ سنوات، حيث يتقاضون في الوقت الحالي نسبة لا تزيد على 40% من قيمة رواتبهم الشهرية.

هذه الأزمة تسببت في رواج عروض بيع الأضاحي بنظام التقسيط في محاولة من تجار المواشي في غزة لمواجهة التراجع الحاد في الأقبال على الأضاحي.

وواجه أبو حجر صعوبة كبيرة في إيجاد شركاء في شراء أضحية العيد، بسبب مخاوف الكثيرين من عدم القدرة على السداد، بفعل أزمة الرواتب والضائقة الاقتصادية التي تعاني منها غالبية شرائح المجتمع.

عفانة: الأضاحي متوفرة في غزة ولكن بدون إقبال

عجل أو بقرة

ويشترك سبعة أشخاص أو أقل في العجل أو البقرة، وهما الأكثر جذبًا في قطاع غزة رغبة في كمية لحم كبيرة من أجل توزيعها على الأهل والأصدقاء والجيران، والاحتفاظ بكمية غالبًا ما تكون الثلث من أجل الأكل والاستهلاك الشخصي.

أبو حجر وستة من أصدقائه اتفقوا على شراء عجل بالتقسيط في مقابل 1800 شيكل لحصة الفرد الواحد (حوالي 515 دولارًا أميركيا) تقسم إلى تسعة أقساط شهرية.

ويقول عبد العزيز عفانة -الذي تمتلك أسرته واحدة من أكبر مزارع المواشي في غزة- إن موسم الأضاحي الحالي هو “الأسوأ” على الإطلاق منذ سنوات، والسوق تعاني من شلل تام وركود غير مسبوق.

“مثل هذا الوقت من الموسم في سنوات ماضية لم يكن لدي الوقت الكافي كي أجري معك هذه المقابلة الصحفية، أما الآن فكما ترى المزرعة فارغة”.

ضعف الإقبال

غالبية المقبلين على شراء الأضاحي لهذا العام أصدقاء ومعارف عفانة، وفق نظام التقسيط المالي، في حين أن من يأتون للشراء النقدي دفعة واحدة قلة من التجار وأصحاب الوظائف المرموقة.

وأكد عفانة أن ضعف الإقبال على شراء الأضاحي يأتي رغم الانخفاض الواضح في أسعارها مقارنة بالأعوام السابقة، وذلك بسبب التدهور الكبير والمستمر في الأوضاع الاقتصادية لغالبية سكان القطاع.

وقال إن التجار وأصحاب مزارع الماشية لم يكونوا يوافقون في السابق كما هذه الأيام على البيع بالتقسيط، وذلك أملًا في زيادة مبيعاتهم، وتخفيف ما يتكبدونه من خسائر مالية في حال انقضاء الموسم وتوقف عجلة البيع والشراء كليًا.

العبء الاقتصادي يجعل الناس تفضل العجول للأضحية لوفرة اللحم مقارنة بالأغنام

الضائقة تحاصر الفرح

وتراجع إقبال الغزيين على شراء الأضاحي بشكل تدريجي منذ فرضت إسرائيل حصارًا خانقًا على قطاع غزة منتصف العام 2007 الذي تسبب في تردي كبير على صعيد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لنحو مليوني مواطن، بات غالبيتهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تقدمها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) ومؤسسات محلية ودولية أخرى.

ووفق بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2018، يعاني نحو 53% من سكان قطاع غزة من الفقر.

ويتفق المتحدث باسم وزارة الزراعة في غزة أدهم البسيوني مع عفانة على أن الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها كثير من السكان انعكست على حجم الإقبال على الأضاحي.

وقال البسيوني للجزيرة نت إن الذوق العام في غزة -إضافة إلى العبء الاقتصادي- يجعل الناس تفضل العجول للأضحية لوفرة اللحم مقارنة مع الأغنام.

وأكد أن وزارة الزراعة تقوم بدورها الرقابي، وتجري فحوص مخبرية على عينات من المواشي التي تدخل القطاع من خلال المعبر التجاري مع إسرائيل، للتأكد من سلامة وصحة الأضاحي واللحوم من الناحيتين الشرعية والبيطرية، لافتًا إلى أن مزارع غزة يتوفر فيها في الوقت الحالي 12 ألف عجل وحوالي من 25 إلى 30 ألف رأس من الأغنام، بما يفي بحاجة القطاع.

المصدر: الجزيرة

Source: Tamol.om
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!