قصة عن الكرم قصيرة وجميلة، تُعبّر عن أخلاقيات المسلم، فإنّ الكرم من أجمل الصفات الحميدة الدي يتمتع بها عامة المسلمين، وهو أيضًا من الصفات التي حثنا عليها خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، ويُعدّ الكرم من أكثر العادات انتشارًا عند العرب قبل الإسلام وبعده أيضًا.

وحين نتحدّث عن الكرم يجب أن نتطرّق أولًا للمُصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، فهُو أكرم الخلق أجمعين، وهناك الكثير من القصص المُعبّرة عن كرم رسول الله وبعض من الصحابه والتابعين له، وذلك لأنّ الكرم من أجمل وأسمى صفات المسلمين التي حثنا عليها الله سبحانه ورسوله.

قصة حاتم الطائي واليتيم عن الكرم

إنّ الكرم من الصفات الحميدة التي يتمتّع بها عامة المسلمين، وفي جُعبتنا العديد من القصص والروايات التي تعبر عن الكرم والجود ومنها قصة حاتم الطائي والطفل اليتيم، حيث سَأل رجل حاتم الطائي، وهو مَضرب أمثال العرب في الكرم، فقال: يا حاتم هل غلبك أحد في الكرم؟ قال: نعم غلام يتيم من طي نزلت بفنَائه وكان له عشرة أرؤس من الغنم، فعمد إلى رأس منها فذبحه، وأصلح من لحمه، وقدم إلي وكان فيما قدم إلي الدماغ فتناولت منه فاستطبته.

فقلت: طيب والله، فخرج من بين يدي وجعل يذبح رأساً رأساً ويقدم لي الدماغ وأنا لا أعلم، فلما خرجت لأرحل نظرت حول بيته دماً عظيماً وإذا هو قد ذبح الغنم بأسره

فقلت له : لم فعلت ذلك؟
فقال: يا سبحان الله تستطيب شيئاً أملكه فأبخل عليك به ، إن ذلك لسُبة على العرب قبيحة!
قيل يا حاتم : فما الذي عوضته؟
قال: ثلاثمائة ناقة حمراء وخمسمائة رأس من الغنم
فقيل: إذاً أنت أكرم منه
فقال: بل هو أكرم، لأنه جاء بكل ما يملك وإنما جدت بقليل من كثير.

قصة الاخوين عن الكرم

إنّ قصة الاأوين التي تتحدّث عن الكرم هي من أروع القصص المُعبّرة عن الصفات الجميلة، ومِن أهمّ هَذه الصفات هي صفة الكرم، حيثُ يُحكى أنّه كَان هُناك أخوين يعيشان في مزرعة وكان أحدهُما متزوجًا ولديه عائلة كبيرة، أما الثانى فكان أعزباً وكانا يتقاسمان الإنتاج والربح بالتساوي، وفى يوم من الأيام قال الأخ الأعزب لنفسه إن تقاسمنا أنا وأخي الإنتاج والأرباح ليس عدلاً، فأنا بمفردي وأحتياجاتى بسيطة فـكان يأخذ كل ليلة من، مخزنه كيساً من الحبوب ويزحف به عبر الحقل من بين منازلهم ويفرغ الكيس في مخزن أخيه.

وفي نفس الوقت قال الأخ المتزوج لنفسه أنّه ليس عدلاً أن نتقاسم، الإنتاج والأرباح سوياً أنا متزوج ولي زوجة وأطفال يرعوننى في المستقبل وأخي وحيد لا أحد يهتم بمستقبله، وعلى هذا اتخذ قراراً بأن يأخذ كيساً من الحبوب كل ليلة ويفرغه
في مخزن أخيه. و ظل الأخوان على هذه الحال لسنين طويلة لأن ما عندهم من حبوبلم يكن ينفذ أو يتناقص أبداً، و في ليلة مظلمة قام كل منهما بـتفقد مخزنه وفجأة ظهر لهما ما كان يحدث فأسقطا أكياسهما وعانق كل منهما الآخر.

قصة سيدنا محمد عن الكرم

خلال حياة المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم تعلمنا الكثِير من أخلاقياته الحسنة التي كان يتبعها الكثير من الصحابة والتابعين وعامة المسلمين من بعدهم، ومن قصص النبي عن الكَرم أنّه كان صلى الله عليه وسلم يُحبّ أن يخرج إلى صلاة الجمعة متزين ومُتطيب، وفى يوم من أيام الجمعة لبِس رسول الله صلى الله عليه وسلم مِعطف لزينة صلاة الجمعة وفى طريقة إلى المسجد قابله صحابيان فقام أحدهما بطلب المعطف من رسول الله صلى الله علية وسلم، وكان رسول الكريم لا يرد السائل قط، فلما فعل الصحابى ذلك رجع الرسول وخلع المعطف ليلبسه المعطف القديم.

وفى خلال ذلك قال الصحابى الآخر معاتباً الذى سأل الرسول ألا تعلم بأن رسول الله لا يملك سوي معطفين وهو يحب أن يخرج إلى صلاة الجمعة متزين، وتعلم أنه لا يردك قط فهو لا يرد السائل فلماذا طلبت منه ذلك ؟ شعر الصحابى بالإحراج الشديد وقرر الإعتذار من رسول الله صلى الله علية وسلم حين يرجع، وفعلاً عاد الرسول وهو يرتدي المعطف القديم وجاء بالمعطف الآخر وقدمه إلى الرجل، فإعتذر الصحابي من نبينا الكريم علية الصلاة والسلام ولكن حسن خلق الرسول وكرمة وطيب أخلاقة جعلته يعطى هذا الصحابى المعطف كما أمر الصحابة أن يلبسونه هذا المعطف عندما يموت ويدفنونه به، وفعلاً فعلو هذا حين توفى الصحابي رضى الله عنه وأرضاة، إنظروا إلى حب نبينا الكريم علية أفضل الصلاة والسلام إلى أصحابة وإخلاصه لهم وطيب كرمة وأخلاقة، فأين نحن من أخلاق رسول الله ؟