قصص عظماء الإسلام

قصص عظماء الإسلام

بواسطة:
بهاء الدين الخطيب
– آخر تحديث:
١١:٤٥ ، ١٦ سبتمبر ٢٠١٩
قصص عظماء الإسلام

‘);
}

التاريخ الإسلامي

يَمتدّ التاريخ الإسلامي من بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الخلافة الراشدية، إلى الدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب، الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر، الفاطميين والأيوبيين والمماليك حتى الدولة العثمانية المجيدة، التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وعلى فترة زمنية طويلة تغطت معظم العصور الوسيطة على مساحة جغرافية واسعة تمتد من حدود الصين في آسيا إلى غرب آسيا و شمال إفريقيا وصولًا إلى الأندلس، وستذكر في بقية المقال قصص عظماء الإسلام.[١]

قصص عظماء الإسلام

على مدّ التاريخ الإسلامي، ظهرت شخصيات عظيمة غيرت من مجراه، فمثلًا: حمى الله الدين الإسلامي من الاندثار، وجعل أبا بكر -رضي الله عنه- سببًا في نصر الإسلام على المرتدين، والذين قد هددوا الإسلام، وذلك بعدما ظهر عدة رجال يدّعون النبوة، وما زاد الأمر سوءًا، هو استشهاد عدد كبير من الصحابة حفظة القرآن، فاستعان أبو بكر -رضي الله عنه- بكتبة الوحي، الذين جمعوا القرآن بمصحف واحد، وذلك لحمايته من النسيان أو الخلل، وكل ذلك بتقدير الله تعالى.[٢]

‘);
}

ومن الشخصيات الإسلامية العظيمة التي قدمت للدين الشيء الكبير، عبد الرحمن الناصر لدين الله الذي كان لا يمل الغزو في سبيل الله مدة ولايته التي استمرت خمسين سنة، لم يعرف خلالها طعمًا للراحة، فقد وجد بخطه تأريخ قال فيه: “أيام السرور التي صفت لي دون تكدير في مدة سلطاني يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا” فعدت تلك الأيام، فوجد فيها أربعة عشر يوما! وقد كان عبد الرحمن بن محمد الأموي الذي لقب فيما بعد بالناصر لدين الله أوَّل من لقب بأمير المؤمنين من أمراء الأندلس، وقد قام بالكثير من الفتوحات في الأندلس.[٢]

وأيضًا من الأعلام الذين لا ينساهم الإسلام، السلطان سليمان القانوني، أحد أشهر السلاطين العثمانيين، حكم مدَّة 48 عامًا، منذ عام 926هـ، وبذلك يكون صاحب أطول فترة حُكْم بين السلاطين العثمانيين، وقد قضى السلطان سليمان القانوني ستة وأربعين عامًا على قمَّة السلطة في دولة الخلافة العثمانية، وبلغت في أثنائها الدولة قمَّة درجات القوَّة والسلطان، حيث اتسعت أرجاؤها على نحوٍ لم تشهده من قبلُ، وبسطت سلطانها على كثير من دول العالم في قاراته الثلاث القديمة، وامتدَّت هيبتُها فشملت العالم كلَّه، وصارت سيدة العالم، تخطبُ ودَّهَا الدول والممالك، وارتقت فيها النظم والقوانين التي تُسَيِّرُ الحياة في دقَّة ونظام، دون أن تُخالف الشريعة الإسلامية التي حرص آل عثمان على احترامها والالتزام بها في كل أرجاء دولتهم، وارتقت فيها أشكال الحضارة المختلفة، كالفنون والآداب، والعمارة والبناء.[٣]

عمر بن عبد العزيز

عمر بن عبد العزيز، يعدّه أهل السنة خامسَ الخلفاء الراشدين لشدة عدله وتقواه وزهده، هو سابع الخلفاء الأمويين، تميزت خلافة عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- بعدد من المميزات، منها: العدلُ والمساواة، وردُّ المظالم التي كان أسلافه من خلفاء بني أمية قد ارتكبوها، وعزلُ جميع الولاة الظالمين ومعاقبتُهم، كما أعاد العمل بالشورى، ولذلك عدّه كثير من العلماء خامس الخلفاء الراشدين، كما اهتمّ بالعلوم الشرعية، وأمر بتدوين الحديث النبوي الشريف، ومما يذكر من مناقبه وحسن سيرته، أنه في ربيع الأول من عام 87هـ، ولّى الخليفة الوليد بن عبد الملك عمرَ بن عبد العزيز إمارة المدينة المنورة، ثم ضم إليه ولاية الطائف سنة 91هـ، وبذلك صار واليًا على الحجاز كلها، واشترط عمر لتوليه الإمارة ثلاثة شروط:[٤]

  • الشرط الأول: أن يعمل في الناس بالحق والعدل ولا يظلم أحدًا، ولا يجور على أحد في أخذ ما على الناس من حقوق لبيت المال، ويترتب على ذلك أن يقل ما يرفع للخليفة من الأموال من المدينة.
  • الشرط الثاني: أن يسمح له بالحج في أول سنة، لأن عمر كان في ذلك الوقت لم يحج.
  • الشرط الثالث: أن يسمح له بالعطاء أن يُخرجه للناس في المدينة.

فوافق الوليد على هذه الشروط، وباشر عمر بن عبد العزيز عمله بالمدينة، وفرح الناس به فرحًا شديدًا!
وقد كوّن في إمارته مجلس فقهاء المدينة، وقام بتوسعة الحرم النبوي بتوجيه من الوليد بن عبد الملك.

هارون الرشيد

أحد عظماء الأمة الإسلامية، الذين طأطأ الروم رؤوسهم له، وأحنوا هاماتهم رهبة منه، ذلكم هو الخليفة المجاهد هارون الرشيد، أبو جعفر بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس، المولود حوالي 763م، وهو الخليفة العباسي الخامس، ويعد أشهر الخلفاء العباسيين، حكم بين 786 و 809م، قال عنه ابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان: “كان هارون الرشيد من أنبل الخلفاء، وأحشم الملوك، ذا حج وجهاد وغزو وشجاعة ورأي”، فأما عن عبادته، فقد ذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: “وحكى بعض أصحابه أنه كان يصلي في كل يوم مئة ركعة إلى أن فارق الدنيا، إلا أن يعرض له علة، وكان يتصدق في كل يوم من صلب ماله بألف درهم، وكان إذا حج أحج معه مئة من الفقهاء وأبنائهم، وإذا لم يحج أحج في كل سنة ثلاثمائة رجل بالنفقة السابغة والكسوة الظاهرة”.[٥]

وقد كان هارون الرشيد كثير الغزو، مع أن العصر العباسي الأول لم يتميز بكثرة الفتوحات لانشغال خلفائه بإخماد الثورات، والإصلاحات، لكنه كان حريصًا على الغزو والجهاد، وأما عند وفاته فلما سار يريد خراسان مَرّ بـ “طوس” فمرض بها، فقال لخادمه: ائتني بشيء من تربة هذه الأرض، فجاءه بتربة حمراء في يده، فلما رآها قال: “والله هذه الكف التي رأيت، والتربة التي كانت فيها!” فأمر بحفر قبره في حياته، وأن تُقرأ فيه ختمة للقرآن تامة، وحُمِل حتى نظر إلى قبره فجعل يقول: إلى هنا تصير يا ابن آدم! وبكى، ثم قبض بعد ثلاث ليال.[٥]

أرطغرل بن سليمان شاه

أحد الشخصيات الإسلامية العظيمة، والذي قد كان السبب الأول بعد مشيئة الله بقيام الدولة العثمانية، التي دام ظلها مدة ست قرون، لم يذكر في التاريخ بشكل كافٍ ليُعرف عنه كثيرًا، بدأ مسيرته بقبيلته، “قبيلة الكايي”، وكان مساندًا لدولة سلاجقة الروم، وقائدًا فذًا، حتى أنه أنقذ الدولة من السقوط في بعض المعارك، حتى أن السلطان علاء الدين كيكوباد كافأه بإعطائه مدينة “سوغوت” المتاخمة لحدود الدولة البيزنطية، وتعد هدية السلطان علاء الدين كيكوباد للقائد الكبير أرطغرل بمثابة تأمين لحدود دولته من أخطار البيزنطيين، وما ذلك إلا لثقته بقوة أرطغرل وقدرته على حماية دولته.[٦]

وليس ذلك فحسب، فقد كافأه الأمير علاء الدين كيكوباد على مساعدته له بإقطاعه عدة أقاليم ومدن، وصار لا يعتمد في حروبه مع مجاوريه إلا على قائده الأول أرطغرل ورجاله، وكان عقب كل انتصار يُقطعه أراضٍ جديدة ويمنحه أموالًا جزيلة، ثم لقَّبَ قبيلته “بمقدمة السلطان” نظرًا لوجودها دائمًا في مقدمة الجيوش وتمام النصر على يديه، ولمّا توفّي أرطغرل سنة 687 هـ / 1288م، عَيّنَ الأميرُ علاء الدين أكبرَ أولاده مكانه وهو عثمان بن أرطغرل مؤسس الدولة العلية العثمانية.[٦]

السلطان عبد الحميد الثاني

آخر السلاطين العثمانيين الفعليين، وأحد أكثر الشخصيات الإسلامية التي قوبلت بالتشويه، فقد صُوِّر من قِبل أعدائه اليهود والأرمن والاتحاديين بصورة السفاح، فالأرمن أطلقوا عليه في كتاباتهم لقب السلطان الأحمر، وأطلق عليه غلادستون “لقب المجرم الكبير”، وحملات التشويه بحقِّه لم تسلم منها كتب بعض المؤلفين العرب التي صوّرت السلطان في صورة الطاغية، ولكن الحق يقال بأن هذا الرجل صمد في وجه اليهود والقوى الدولية الغاشمة صمود الأبطال، وهو صابر محتسب حتى خُلع عن عرشه، ولد السلطان عبد الحميد الثاني يوم الأربعاء في 22 سبتمبر/ أيلول عام 1842م، قضى السلطان شبابه يطلب العلم على عكس ما صوّره أعداؤه بأنه كان شخصًا جاهلًا لا يعرف القراءة والكتابة إلا بصعوبة، فهو قد درس اللغة التركية والفارسية والعربية والفرنسية، وكان يقول الشعر كما كان شغوفًا بقراءة كتب التاريخ، ومنها تاريخ الدولة العثمانية، إضافةً إلى حبِّه الشديد للمطالعة، وقد عرف عنه بالبساطة والحِلم وجمع الصفات الحميدة، وحفاظه على أداء الفرائض والسنن، وقد سلك المسلك الشاذلي.[٧]

أمّا عن أبرز المواقف التي واجهت السلطان هي عرض الحركة الصهيونية ممثلة برئيسها هيرتزل على عبد الحميد بسداد كل الديون التي على عاتق الدولة العثمانية العليّة، والتي كانت في عهد من سبقه من الخلفاء، ولكنه رفض ذلك الامر بشدة، حتى أن هيرتزل أعاد عليه الكرّة لكنه كان مصرًا على ذلك، وقد ذكر هيرتزل في مذكراته: “ونصحني السلطان عبد الحميد بأن لا أتخذَ أية خطوة أخرى في هذا السبيل؛ لأنَّه لا يستطيع أن يتخلى عن شبرٍ واحد من أرض فلسطين، إذ هي ليست ملكًا له، بل لأمته الإسلامية التي قاتلت من أجلها، وروت التربة بدماء أبنائها، كما نصحني بأن يحتفظ اليهود بملايينهم وقال: إذا تجزّأت إمبراطوريتي يومًا ما فإنكم قد تأخذونها بلا ثمن، أمَّا وأنا حيٌّ فإنَّ عمل المِبْضَعِ في بدني لأهون عليَّ من أن أرى فلسطين قد بترت من إمبراطوريتي، وهذا أمر لا يكون”.[٨]

وعلى إثر ذلك الحوار، بدأت الخطط الماسونية تسير لإسقاط الدولة فعندما لم يستطع اليهود أن يأخذوا فلسطين بالرشوة، بدؤوا بتنفيذ مخططاتهم، فقد دُفعت تلك الأموال التي رفضها عبد الحميد للمتآمرين والخائنين من أعضاء جمعية الاتحاد والترقي الذي كان معظمهم من الماسونيين، فنفذوا مؤامراتهم بالقضاء على الخلافة الإسلامية، وخلع السلطان عبد الحميد، حتى خُيّر السلطان بين البقاء على العرش مقابل إعطاء اليهود حقًا في اللجوء لفلسطين، أو التنازل عن العرش، فاختار -رضي الله عنه- بأن يتنازل عن العرش، على ألا يضيع شبرًا من الأرض المقدسة، توفي عن عمر الـ76 عامًا في 10 فبراير/ شباط 1918م، وكفى بالمسلمين فخرًا بمثل هذا الرجل! وهكذا يختم مقال: قصص عظماء الإسلام.[٧]

المراجع[+]

  1. “التاريخ الإسلامي”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-08-2019. بتصرّف.
  2. ^أب“عبد الرحمن الناصر لدين الله”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-08-2019. بتصرّف.
  3. “السلطان سليمان القانوني”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-08-2019. بتصرّف.
  4. “عمر بن عبد العزيز”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 21-08-2019. بتصرّف.
  5. ^أب“خلافة هارون الرشيد”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-08-2019. بتصرّف.
  6. ^أب“أرطغرل”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 22-08-2019. بتصرّف.
  7. ^أب“السلطان عبد الحميد الثاني في الميزان “، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-08-2019. بتصرّف.
  8. محمد فريد بك المحامي، تاريخ الدولة العلية العثمانية، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 19. بتصرّف.
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!