‘);
}

أرأيت يوماً سهماً ينطلق بلمح البصر يشق طريقه في الهواء وبأقل من لحظة يصل إلى مبتغاه ؟ إن استطعت تخيل هذه الصورة فقد يسهل عليك أن تفهم الكلام في الصميم ، ومن الصميم ، بعبارة أخرى إن الكلام في الصميم هو القول المؤثر الذي يدخل إلى النفس بدون أي مقدمات، فتشعر أنه يدخل لقلبك أو لنفسك بطريقة مباشرة تأسرك وتجذب كل انتباهك وحواسك معه ،

فما أجمل أن يسمع المرء ذلك الكلام الذي يصطاد قلبه كما تصطاد السهام طريدتها.

بعد مدة من الزمن ومع تكرار خيبات الأمل ستعرف أن الفرق شاسع جداً بين من يمسك يدك بإحكام ومن يقيدها، فالأول يعطيك الحب كأنه مخرج كل أحزانك ، وستدرك أيضاً أن الصداقة وما عنت لك من معان الأمان ليست إلا ذئبٌ التهمك بلا رحمة وسط شقيع خراف، والكلمات والوعود ليست إلا بلسم مؤقت شافٍ يطيب لك إحساسك بالخيبة من أقرب من عرفت روحك ، وفي هذه المرحلة تبدأ باستقبال الهزائم برأس شامخ على أنها خبرات حياتك التي زادت من بصيرتك ، وبتلك الخيبات المتكررة ستجعل منك جلموداً بشرياً ،