‘);
}

تزكية النفس

اهتمّ العلماء والعارفون بالله بمسألة تزكية النفس، وطرائق تحصيلها، ذلك أنّ النّفس البشرية متقلّبة في مقاماتٍ عدّةٍ، وهي بحاجة إلى ما يزكّيها ويطهّرها، ويحميها من دنس السّقوط في مراتبٍ سفليةٍ لا تليق بالمسلم، ولا تؤهّله للنجاة يوم لقاء الله تعالى، وقد كانت مهمّة العناية النّفس وتزكيتها محطّ اهتمام النبي صلّى الله عليه وسلّم، إذ كان على جليل قدْره وقربه من الله- يدعو ربّه -جلّ وعلا- بالثبات؛ فكان ممّا يقوله ويستعيذ بالله منه: (اللَّهمَّ مُصرِّفَ القلوبِ صرِّف قلوبَنا على طاعتِكَ)،[١] وكان يدعو ربّه بزكاة نفسه؛ فيقول: (اللهمَّ آتِ نفسي تقواها، وزكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها)،[٢] ولمّا كان المسلم مطالبٌ بتحرّي وسائل الثبات، ومعنيٌّ بتحصيل طرائق التّزكية؛ فقد أسهب العلماء ببيان هذه الوسائل والطرائق أملاً في عون المسلم على تحقيق هذه المرتبة العليّة بالنّفس.

كيفية تزكية النفس

لمّا كانت تزكية النفس والتّرقي فيها نحو إشراقات الرّوح مطلبٌ للعارفين بالله؛ كان لا بدّ من الوقوف على أهمّ الوسائل لتزكية النفس، وقد استطرد العلماء في هذا الباب لتشعّبه وتعدّد طرقه، ولعلّ أهمّ هذه الوسائل:[٣]