‘);
}

الأخلاق الإسلاميّة

جاءت الشريعة الإسلاميّة حاثّةً على الأخلاق الكريمة، وبانيةً للشخصيّة المسلمة القويمة، ومُعزِّزة لحميد الصّفات وطيّب الخِصال فيه، وقد شملت الأخلاق وغطّت جميع مجالات الحياة ومناحيها المختلفة؛ لتكون الأخلاق بذلك ناظمةً لعلاقات المسلم كلّها، بدءاً من علاقته بالله سبحانه وتعالى، ثمّ علاقته بنفسه، ثمّ علاقته بغيره من النّاس من حوله، ولعلّ الشواهد على اهتمام الشريعة الإسلاميّة بالأخلاق كثيرة، فأهمّ غايات بعثة النبي محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- إتمام الأخلاق الحسنة ومواصلة غرسها في النّفوس، فقد رُوِي عنه قول: (إنَّما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ).[١]

والعبادات على اختلافها قد شرعها الله -تعالى- لتهذيب الأخلاق وتربية النّفس عليها، ومن ذلك ما جاء في قوله -تعالى- عن الصّلاة: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)،[٢] وكذلك ما جاء في قوله تعالى عن الزّكاة: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)،[٣] وعلاوةً على ذلك كلّه فإنّ كثيراً من النّصوص الشرعيّة من القرآن الكريم والسنّة النبويّة، يتجلّى فيها حُسن الخُلق، مبيّنةً فضله وعاقبته الحسنة، وموضِّحةً لنماذج الأخلاق الحسنة، ومُستشهدةً بأمثلة من حياة الأنبياء عليهم السّلام، والصّحابة الكرام رضي الله عنهم.