‘);
}

كيف أقوي إيماني وصلاتي

كيف أقوّي إيماني

وجبَ على المُسلمِ الاعتناء بإيمانه، والحرص على تقويته دائماً، وسنذكر فيما يأتي بعض الوسائل التي تُعين على قوة الإيمان وزيادته:[١]

  • الصبر: لا بدّ من الصّبر لتقوية الإيمان، فمنزلته من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد كما شبّهه الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، حيث إن الصبر وسيلةٌ تعين على إتمامِ الأعمال الصالحة التي من شأنها أن تُقوّي إيمان العبد؛ كالصلاةِ، والدّعاءِ، وطلب العلمِ، والدعوةِ إلى الله، والأمرِ بالمعروفِ، والنهيِ عن المنكر، وغيرها، فلربما بدأ الإنسان بتلك الأعمال لكنّه سرعان ما يتركها إن لم يتحلّى بالصبر.
  • العلم: وأجلُّ العلم وأعظمه هو العلم بالله -تعالى- وأسمائه وصفاته، وما يجب على الإنسان وما يجتنبه، وهو من أكبرِ أسبابِ تقوية الإيمان؛ لأنّه يؤدّي بصاحبه إلى حُبِّ الله، ورجائهِ، والخوف منه، وأساس ذلك العلم هو الاعتماد على كتاب الله، وسنّة رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، وبعد ذلك كتب العقيدة السليمة التي صنّفها أهل السنّة والجماعة، ثمّ العلم بتفاصيل الأمور الشرعيّة كالحرام والحلال، لأنّ العلم بذلك يُصحّح أفعال العبد.
  • الاجتماع على فعل الخيرات: إنّ الإنسان بطبعه يتشجّع وتعلو همّته مع الجماعة، فيُقبل على الطاعة، ممّا يزيد من إيمانه، ولهذا شرع الله -عزّ وجلّ- العديد من العبادات الجماعية؛ كصيام رمضان، والوقوف بعرفة، والحج، وصلاة العيدين، وصلاة الجماعة، وغيرها، ولهذا كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يقول بعضهم لبعض: (اجلسْ بِنَا نُؤْمِنُ ساعةً).[٢]
  • الدعوة إلى الإيمان: فالذي يبذل الجهد في تحصيل شيءٍ ما لا يتخلّى عنه بسهولة، وينطبق ذلك على الذي تعب واجتهد في سبيل هذه الدعوة وما يتعلّق بها، فيقوى ارتباطه فيها ولا يمكن أن يدعها بتلك السهولة، ثمّ إن الداعي إلى الله ينفع نفسه بالدّرجة الأولى قبل أن ينفع غيره.
  • التفكّر في خلق الله: فإنّ الله خلق الإنسان ومنحه العقل، وجعل وجود العقل سبباً للتكليف، فَمَن لا عقل له فلا تكليف عليه، والتفكُّر فيما خلق الله -تعالى- في السماواتِ والأرضِ، واختلافِ الليلِ والنهارِ، وتقلّب الفصول الأربعة، يُوصل صاحبه إلى الإيمان الرّاسخ، وفهم أوامر الله -تعالى- وعظيم قدرته.
  • العمل الصالح: ويشمل الأعمال بالجوارح وأعمال اللسان، فكل ما هو عملٌ صالح يؤدي إلى تقوية الإيمان، وعلى الخلاف من ذلك فإن المعاصي تُضعِف الإيمان، ولهذا روى أبو هريرة عن رسول الله فقال: (إذا زنَى العَبدُ خرجَ منه الإيمانُ، فكان فوقَ رأسِه كالظُّلَّةِ، فإذا خرجَ مِن ذلك العَمَلِ، رجع إليهِ الإيمانُ).[٣]
  • ذكر الله -تعالى-: وهو ناتجٌ عن التفكُّر في خلقه -عزّ وجلّ-، فالناظر في ملكوتِ السماوات والأرض ينطقُ لسانه من عجيب ما رآه، ويشمل الذكر الصلاة، والتسبيح، والدعاء، وقراءة القرآن، والتهليل، والتحميد، لكن أعظمها وأفضلها القرآن الكريم، ولذلك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَفْضَلُ الصَّلاةِ طُولُ القُنُوتِ)،[٤] وذلك لما يتضمنّه الوقوف في الصلاة من تلاوة الآيات،[١] ومما يزيد الإيمان أيضاً؛ تكرار الآياتِ التي يشعر القارئ أنّها أثّرت به، فينسجم الفكر مع القلب فتؤثّر الآيات بقارئها عملاً وفهماً مما يزيد من إيمانه،[٥] وكذلك الحرص على فهم الآيات وتطبيقها،[٦] وفهم القصص وتدبّرها والاتعاظ منها.[٧]
  • توحيد الله -تعالى-؛ ويشمل ذلك توحيده في ربوبيّته وألوهيّته وأسمائه وصفاته.[٨]
  • الحرص على أداء ما فرضه الله -تعالى-: من أركان الإسلام وغيرها، والالتزام بالعبادة والطاعة والفرائض والاستمرار عليها، والحرص على أداء النوافل؛ لأنّ من تَرَكها فقد يتجاوزها إلى ترك الفرائض أيضاً،[٦] وفعل ما أمر الله به والابتعاد عمّا نهى عنه، والإقبال على الدار الآخرة والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها.[٨]
  • تعاهُد السُّنة النبويّة الشريفة؛ من خلال قراءتها وفهمها والعمل بها.[٨][٦]
  • دعاء الله -تعالى-: المتضمّن الثبات على دينه، والتوفيق لطاعته، والوفاة على رضاه، وتحرّي الدُّعاء في أوقات الإجابة،[٨] وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُكثر من قوله: (يا مُقَلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبي على دينِكَ).[٩][١٠]
  • الصُّحبة الصالحة: والتي تُعين على الخير، وتُذكّر بالله، وتأمر بما فيه رضاه، وتنهى عن معصيته، وتقوّم الاعوجاج، فالإنسان بطبعه يتأثّر بمن يسير معه، إن كان صالحاً أم طالحاً، فيحرص المسلم على الابتعادِ عن رُفقاء السّوءِ ومجالستهم،[٦] قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ من الناسِ ناسًا مفاتيحَ للخيرِ، مغاليقَ للشرِّ).[١١][١٢]
  • السير على عقيدةِ أهل السنّة والجماعة: وهي العقيدة السليمة التي لا اعوجاج فيها، فيضمن بذلك عدم الخروج عن الطريقِ المستقيمِ ولا يرتكب ما نهى عنه الله -تعالى-، ولا يقع ضمن دائرة الشبهات.[١٣]
  • طاعة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: النابعة من طاعة الله -تعالى-، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ثَلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ بهِنَّ حَلاوَةَ الإيمانِ: مَن كانَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِواهُما، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ بَعْدَ أنْ أنْقَذَهُ اللَّهُ منه، كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ).[١٤][١٥]