‘);
}

كيف أكون عبداً ربانيّاً

يتميّز العبد الربانيّ بعدّة علاماتٍ وأماراتٍ، تظهر على أفعاله وأخلاقه، وفيما يأتي بيانٌ لبعض تلك العلامات والأمارات:[١][٢]

  • الحرص على طاعة الله، وعلى إقامة حُكم الله، وشريعته، وعلى إقامة دِين الإسلام، فقد قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّـهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ)،[٣] وقال ابن عبّاس -رضي الله عنهما-: “كونوا ربانيين: حلماء فقهاء”، وفسّر ابن كثير استحفاظ كتاب الله بقَوْله: “أي: بما استُودعوا من كتاب الله الذي أُمروا أن يظهروه ويعملوا به”، وقال ابن جرير: “معناه: يحكم النبيّون الذين أسلموا بحُكم التوراة، والربانيّون والأحبار، يعني العلماء بما استودعوا علّمه من كتاب الله، الذي هو التوراة”.
  • الأمانة في العلم، وفي حفظ القرآن، وحمايته من الزيادة، والنقصان، وتعليمه للآخرين، وتوضيحه.
  • القيام بواجب الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنُّهي عن المنكر، قال الله -تعالى-: (لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).[٤]
  • التصرّف بحكمةٍ، وعلمٍ، ودرايةٍ، والتدرّج في دعوة وتعليم الآخرين، قال -تعالى-: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ).[٥]
  • التعليم، والعلم، وهما صفتان لازمتان للعبد الربانيّ، مع التمسّك بشريعة ودِين الله -تعالى-، والتزام أوامره، واجتناب نواهيه.[٦]
  • تحقيق الغاية التي خُلق الإنسان لها، المتمثّلة بعبادة الله وحده، وعدم الإشراك به، مع الإخلاص له، لينال العبد بذلك الأجر العظيم منه -سُبحانه-، قال -تعالى-: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ)،[٧] وأوّل العبادات والأُسس؛ إقامة الصلاة، إذ إنّها ثمرةٌ من ثمرات الإيمان بالله، وفيها تحقيقاً للربانيّة؛ بإقامة العبادة لله وحده.[٨][٩]
  • التقرّب من الله -سُبحانه- بكثرة النَّوافل من العبادات، بعد إتمام الفرائض، إذ أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال فيما يرويه عن ربّه -عزّ وجلّ-: (ما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ)،[١٠] فيصبح العبد ربانيّاً بالتزامه بأداء الفرائض، ثمّ الحرص على النوافل، فلا يقع بصره إلّا على ما يُرضي الله، ولا يسمع إلّا ما يُحبّه الله، ولا تطول يده إلّا ما يحقّق رضا ربّه.[١١]
  • التجديد؛ أي تجديد النيّة في كلّ لحظةٍ في حياة العبد الربانيّ، فيكون مُتنقلاً بين عبادةٍ وأخرى، مجدّداً نيّته في كلّ لحظةٍ، لا يركن لأهواء الحياة الدُّنيا، وشهواتها.[١٢]
  • الخوف والخشية من الله -تعالى-، فالعبد الربانيّ يعلم بأنّ ربّه يسمعه، ويراه، ويطلّع على كلّ أفعاله وأقواله، وسيُحاسب عباده على كلّ ما كان منهم في حياتهم الأولى، وبذلك تزداد الخشية من الله.[١٣]
  • الاتصال بالله -تعالى-، والتوجّه إليه بالدُّعاء في كلّ وقتٍ، والتوكّل عليه دائماً، فهو صاحب القوة، وعدم النَّظر إلى الأعمال وأسبابها، إذ إنّها تكليفٌ من الله -سُبحانه-، كما أنّ الربانيّة تستدعي تنزيه الله -سُبحانه- عن كلّ ما لا يليق به.[١٤]
  • التفكّر في ملكوت الله -سُبحانه-، وفي آياته الكونيّة، وتدبّرها، والتفكّر في مآل ومصير الحياة الدُّنيا، فذلك ممّا يزيد الإيمان في القلب، ويرسخ اليقين في النُّفوس، ويصبح أكثر تعظيماً لله -سُبحانه-، وخشيةً منه -عزّ وجلّ-، قال -تعالى-: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ).[١٥][١٦]