‘);
}

بداية الخلق

إنّ كل ما في الكون من مخلوقاتٍ خلقها الله عز وجل لها بدايةٌ كما أنّ لها نهاية، وبداية الكون كلّه هي قصة بداية الخلق، فقبل أن يخلق الله تعالى المخلوقات على وجه الأرض كان وحده ولم يكن معه شيء، فقد خلق الله تعالى الكون والسماوات والجنة والنار وكلّ ما نعرف عنه وما لا نعرف، ولم يُخلق تعالى فهو موجودُ منذ الأزل.

وبعد ذلك خلق الله تعالى الماء وجعل عرشه على الماء؛ فالماء هو أصل المخلوقات كلّها فكان خلقه قبل النور والظلام والفضاء والسماء والجنة والنار واللوح المحفوظ والعرش، وخلق الماء في البداية وجميع المخلوقات هو من العدم؛ فالخلق هو إيجاد الشيء من العدم بعكس ما يقوم به البشر والذي بإمكاننا تسميته اختراع أو اكتشاف، فنحن نوجد الأشياء من أمور موجودة أصلاً وخلقها الله تعالى.

خلق الله تعالى العرش من الماء، ثم القلم الأعلى واللوح المحفوظ؛ فجعل الله تعالى القلم يتكلم فقال له اكتب ما كان وما سيكون إلى قيام الساعة، فكلّ ما هو كائن وما كان وما سيكون مكتوب عند الله تعالى من قبل الخلق، وأمّا بعد ذلك خَلق الله تعالى السماوات والأرض وما فيها في ستة أيامٍ، وهو القادر على أن يخلقها بكلمةٍ منه، ولكنه فعل ذلك تعالى حتى يعلم الإنسان التأني في فعل الأمور، وبعدها خلق الله تعالى الجن والذين كانوا يفسدون في الأرض، وأمّا آخر ما خلق الله تعالى فكان آدم عليه السلام والذي خلقه الله تعالى في عصر يوم الجمعة، والذي تساءلت الجن عن خلقه فقال الله تعالى في كتابه عن تساؤل الجن عن خلق الإنسان: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ)