‘);
}

سوء الظنّ

يُطلق سوء الظنّ على اعتقاد الشر بشكلٍ أكبر من الخير، دون أيّ دليلٍ أو برهانٍ على رجّحان الشرّ المُعتقَد به، وذلك في الأمور التي تحتمل الخير والشر، وسوء الظنّ لا يكون إلا بالقلب، ويفرّع سوء الظن إلى عدّة أنواعٍ، فقد يكون بالله تعالى؛ أي أن يعتقد العبد أنّ نصيبه ناقصٌ، وأنّ المفروض أن يكون أكثر رزقاً أو نصيباً، مع عدم الرضا بأقدار الله تعالى التي تخصّه، ويرجع السبب في ذلك إلى عدم الإيمان بالله تعالى كما يجب أن يكون، والجهل بمعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العُلا، والاستجابة لوساوس الشيطان وكيده ومكره، إلّا أنّ الواجب على المسلم التسليم لقضاء الله، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يحسنُ باللهِ الظنَّ)،[١] وقد يكون سوء الظنّ بالرسول صلّى الله عليه وسلّم؛ وذلك بمخالفة السنّة النبويّة التي وردت عنه، وإحداث البدع في دين الإسلام، وقد يكون سوء الظنّ أيضاً بالصحابة رضي الله عنهم، حيث إنّهم أفضل القرون بعد قرن النبيّ عليه الصّلاة والسّلام؛ فهم الذين صدقوا معه، وثبتوا على دين الإسلام، وتميّزوا بالصدق والإخلاص في الأقوال والأفعال، وبناءً على ذلك لا يجوز شتمهم، أو الإساءة إليهم، أو تحقيرهم وإهانتهم، كما أنّ سوء الظنّ يمكن أن يكون بعلماء الشريعة الإسلاميّة، والعلماء هم ورثة الأنبياء والمرسلين عليهم السّلام، فلهم مكانةٌ عظيمةٌ ومنزلةٌ رفيعةٌ، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (يحمِلُ هذا العِلمَ من كلِّ خلَفٍ عدولُه ينفونَ عنهُ تحريفَ الجاهِلينَ وانتحالَ المبطلينَ وتأويلَ الغالينَ)،[٢] وسوء الظنّ أيضاً قد يكون بظنّ الشر بالعباد.[٣]

التخلّص من سوء الظنّ

يجب على المسلم تحرّي الخير في نواياه وفي أقواله وأفعاله، وإن وقع المسلم باعتقاد الشرّ فلا بدّ له من عدم العودة إليه، إلا أنّ ذلك يتطلّب القيام بعدّة أمورٍ، منها:[٤]