كثير من الأباء و الأمهات لا يعرف التصرف السليم تربويا عند إرتكاب الطفل خطأ ما و نجد الوالدين قد يعاقبوا بشدة و يصرخوا و بعد ذلك يشعروا بتأنيب الضمير و في مرات أخرى يرتكب الطفل خطأ كبير و يعاقبوه بشكل بسيط و لا يتعلم الطفل من هذا أو ذاك و لمعرفة الطريقة السليمة عند إرتكاب الطفل خطأ ما لابد من معرفة عدة أشياء هامة.
أولا : ما حدث حدث و انتهى:
نعم هذه حقيقة و إدراكها سيغير من ردة فعل الوالدين تجاه المشكلة فما قام به الطفل حدث بالفعل و الغضب و العقاب المبالغ فيه لن يفيد فلابد من التصرف بحكمة و سؤال الطفل لماذا فعل ذلك و توجيهه و نصحه بهدوء و إن إحتاج الأمر للحزم على الوالدين إلتزام الهدوء مع الحزم , فالحزم مطلوب أحيانا في التربية لكن العنف غير مطلوب , فما حدث حدث بالفعل و التصرف بعصبية لن يفيد و لن يغير فيما حدث بل المطلوب عدم تكرار ذلك و تعليم الطفل من الموقف الأشياء الخطأ و لماذا هي خطأ.
ثانيا : تأكدوا أن الطفل لم يقصد أبدا إغضابكم:
بل بالعكس , أحيانا يندفع الأب و الأم في عقاب الطفل لأن ما قام به – من وجهة نظرهم – كارثة و ستضرهم أو تضره و لكن إن سألوه في البداية لماذا فعل هذا سيكون الرد مفاجئ , مثل الأم التي عاقبت إبنتها لأنها بعثرت الدقيق و الأشياء بالمطبخ و الأم كانت مريضة و التنظيف سيزيد مرضها فعاقبت الطفلة بشدة لدرجة أن الطفلة فقدت النطق بسبب العنف الذي تعرضت له و بعد علاجات كثيرة و الذهاب للأطباء النفسيين و تغيير معاملة الأم تماما مع الطفلة نطقت الطفلة و قالت للأم لقد كنت أود أن أصنع لكي طعاما لأنكي كنتي مريضة يا أمي فانسكب مني الدقيق دون أن أقصد و كنت سأنظفه لكي بعد أن أطعمك , تخيلوا ما هو شعور هذه الأم الآن بعد أن فعلت كل ذلك للطفلة المسكينة و هي قبل عقابها للطفلة لم تسألها بل نظرت للأشياء التي تحتاج لتنظيف و المجهود الذي ستبذله هي في التنظيف و عاقبة الطفلة قبل سؤالها عن السبب . فيجب أن نسأل الطفل عن السبب و لا نعتقد أبدا أنه فعل ذلك ليضايقنا أو يتعبنا بل بالعكس.
ثالثا: التوجيه:
بعد أن عرف الوالدين سبب ما فعله الطفل يوجهوه بحسب سبب قيامه للشئ فمثلا: الطفل الذي أراد أن يملء بعض الماء في المصفاة و تسبب في فوضى و بلل الأشياء بالمطبخ على الأم أن تسأله لماذا فعل هذا سيخبرها بسبب إحتياجه للماء فلو مثلا قال أنه يريد أن يسقي الزرع تنصحه بملء دورق أو وعاء خاص لذلك , أما إن قال لها أنه يريد أن يحمم لعبته المفضلة ستنصحه أن يملء و عاء أكبر و يأخذ اللعبة للحمام و يحممها وهكذا يجب سؤال الطفل لمعرفة السبب ثم توجيهه للطريقة الصحيحة لفعل الشئ نفسه و تعليمه أن المصفاة لا يمكن أن نملئها بالماء لأن بها فتحات كثيرة لها وظيفة أخرى لنصفي بها الأطعمة و لمزيد من الإثراء لمعلومات الطفل نريه مثال لإستخدام المصفاة ففي المرة القادمة لن يملاء الطفل المصفاه و يبلل المطبخ لأنه تعلم أن المصفاة غير مخصصة لذلك لكن سيملء الدورق أو الوعاء الذي نصحته الأم به.
رابعا : عقاب الطفل إن أصر على إرتكاب الخطأ:
فلو تعامل الوالدين بالهدوء المطلوب و وجهوا الطفل و نصحوه و مازال الطفل يصر على فعل الخطأ فلابد من عقابه , فمثلا: الطفل يلقي بملابسه كلها على الأرض و الأم سألته لماذا فعل ذلك و أخبرته أن هذا خطأ وأن الملابس مكانها الدولاب و لا يصح إلقائها على الأرض لكن الطفل أصر على فعل ذلك فعليها إنظاره ثم معاقبته ليعرف أن الإصرار على الخطأ سيؤدي للعقاب , فالعقاب طريقة لتقويم السلوك السئ , و لكن يوجد شئ هام جدا فلابد أن يكون العقاب مناسب للفعل بدون مبالغة فلا نستغل فرصة العقاب في تفريغ شحنات الغضب , بل العقاب هدفه تعليم الطفل أن إصراره على الخطأ سيؤدي لحرمانه من شئ فبالتالي لا يكرر الخطأ و يعرف أن كل فعل سئ له عاقبة.
وفي النهاية علي الوالدين إدراك دورهم الهام جدا في عملية التربية و أن أطفالهم هم أمانة عليهم صونها و الحفاظ عليها و عليهم تعليم أطفالهم و توجيههم و تجهيزهم للخروج للعالم الخارجي بعد عدة سنوات فعليهم تنشأتهم تنشأة ملائمة حتى يفيدوا أنفسهم و يفيدوا المجتمع و ليس العكس .
فإن ارتكب الطفل شئ خطأ عليكم أن تتبعوا الخطوات السابقة و ستلاحظوا النتيجة الإيجابية التي ستعود على سلوك أطفالكم , و تابعونا دائما للحصول على نصائح تربوية مفيدة و نسعد بمشاركتكم و نعليقاتكم و أسئلتكم.