كيف تتعلم الإسبانية, أو الألمانية, أو أيَّ لغةٍ أخرى بمفردك

يحتاج المرء إلى بعض الوقت لتعلم القواعد والمفردات وفهمها قبل أن يستخدمها ضمن حالاتٍ واقعية. إذاً كيف يكون في إمكانك الدراسة بمفردك وتحقيق أكبر قدرٍ ممكن من الفعالية؟ الإجابة هي في إعادة ترتيب وقت الفراغ الذي لديك.

Share your love

بالنسبة إلى العديدين منا، لم يعد وقت الفراغ يعني مجرد التعافي من الجهد البدني المبذول في خلال الأسبوع. فقضاء 40 ساعةً أسبوعياً في المكتب يعني أنَّنا في حاجةٍ إلى الخروج وممارسة بعض الأنشطة كالأنشطة الرياضية، وتلك التي نحافظ من خلالها على لياقتنا، أو المشاركة في أنواعٍ أخرى من أنشطة التنمية الذاتية. ومع تقدم التكنولوجيا أصبح المزيد من الشركات والمنتجات يعمل على تلبية رغبتنا في الحفاظ على صحتنا على الصعيدين الذهني والجسدي. وفي ظل هذا المشهد الذي تسوده المتطلبات وأساليب العرض المتغيرة باستمرار كيف يمكن للمرء ضمان الحصول على المكاسب الأكثر فعاليةً واستدامة؟ إليك نصائحي السبع التي تحدثت عنها في ورشة عمل أقمتها في سان فرانسيسكو للإجابة عن هذا السؤال:

النصيحة الأولى: ضع خطة

خصص بشكلٍ يومي وقتاً للتعلم، حتى ولو كان عبارةً عن عشر دقائق في الصباح، وعشراً بعض الظهر، وعشراً قبل النوم. قد يكون ذلك مملاً نوعاً ما في البداية وذلك لأنَّ ثمة دائماً تلك الرغبة الملحة في الانتقال بشكلٍ مباشر إلى اللغة والبدء بتعلمها. ولكنَّك عندما تخطط مسبقاً للعملية وتراقب أبرز محطاتها ومكاسبها المحتملة فإنَّك ستوفر على نفسك الكثير من الوقت.

النصيحة الثانية: نظّم وقتك

لا ندرك غالباً أنَ لدينا في الواقع وقت فراغٍ أكبر بكثيرٍ ممَّا نعتقد. حيث إنَّ أحدنا غالباً ما يقول: “أنا مشغولٌ بالفعل. كيف من الممكن أن أجد وقتاً للتعلم؟”. ولكن حتى أكثر الجداول اكتظاظاً فيها فسحة من الوقت الضائع الذي يمكنك استغلاله في التعرف على اللغة التي ستتعلمها. فأنت لست مضطراً إلى قضاء ست ساعات يوميَّاً تحت الضوء الساطع للمصباح المكتبي من أجل التبحُّر في كتب القواعد. فاكتظاظ المهام ضمن برنامج التعلم الخاص بك يمكن أن يزيد وينقص حسب الحاجة أو الرغبة. كن مرناً، وانتبه إلى وقتك، ونظمه بما يتناسب مع رحلتك نحو تعلم اللغة.

النصيحة الثالثة: داوم على التعلم

تأكّد من أن تخصّص بعضاً من الوقت كل يومٍ لتعلم اللغة فهذا مهمٌّ للغاية. حيث لن يعينك ذلك على إحراز التقدم بشكلٍ يوميٍّ والاستمتاع بشعور الإنجاز المرافق لذلك فحسب، بل سيعينك في الواقع على الحفاظ على ما تعلمته أيضاً. فإذا تعلمت عشر كلماتٍ جديدة في يوم الاثنين فخصص بضع دقائق في يوم الثلاثاء لمراجعة تلك الكلمات وتعلم عشر كلمات جديدة، وفي يوم الأربعاء راجع جميع تلك الكلمات التي تعلمتها. ببطءٍ ولكن بثبات فستترسخ هذه المعلومات في عقلك وستشعر بارتياحٍ أكبر في أثناء استخدامها. لا تضيع فرصة القيام بذلك من بين يديك حتى ولو عن طريق الدروس المُقدَّمة عبر الإنترنت، أو تلك التي يمكنك الاستماع إليها وأنت في طريقك إلى العمل، فإنَّ البقاء على تواصلٍ مع اللغة أمرٌ أساسي.

النصيحة الرابعة: فلتكن عملية التعلم عمليةً مسلية

التنوّع هو ملح الحياة، وبما أنَّ استخدامك للغتك الأم لا يَحُدُّ من المعلومات التي تتلقاها، فلِمَ يَحُدُّ استخدامك للغةٍ أخرى من تلك المعلومات؟ أبحر عميقاً في بحر اللغة التي ترغب في تعلمها، شاهد مباريات فريقك الرياضي المفضل واستمع للتعليق المرافق للمباراة باللغة المستهدفة (اللغة التي ترغب في تعلمها)، واستمع إلى الموسيقى، وإلى المقاطع والكتب الصوتية، وشاهد أفلاماً أجنبية مرفقةً بالترجمة، وتصفح الإنترنت. فكلُّ ما يمكنك القيام به باستخدام لغتك الأم يمكنك القيام به باستخدام لغةٍ أخرى أيضاً. لا مشكلة إن لم تفهم ما تسمعه منذ البداية، فبعد أسبوعين من تدعيم دراستك بالأنشطة آنفة الذكر ستتناغم أذناك مع سماع اللغة الجديدة بشكلٍ أفضل، وستصبح بعض الأشياء التي تسمعها ذات معنى بالنسبة إليك.

 

اقرأ أيضاً: 10 طرق يمكن للمعلمين اتّباعها لجعل التعليم أكثر متعة

 

النصيحة الخامسة: مارس اللغة، فبالممارسة تترسّخ الأفكار

لا فائدة من تعلم لغةٍ ما إذا لم تكن تنوي استخدامها. فابحث عن طريقة لممارسة هذه اللغة لأنَّك إذا لم تستخدمها فإنَّك بذلك تناقض الهدف الذي تعلّمت هذه اللغة من أجله. حتى وإن تحدّثت إلى نفسك فإنَّ ذلك أفضل من عدم التحدث نهائيَّاً. فانطلق، وارتكب الأخطاء فليس ذلك مهماً طالما أنَّ الغاية هي استخدام ما تتعلمه. هذه هي الطريقة الأفضل للاحتفاظ بالمعلومات والشعور بالراحة في أثناء التكلم، فلا فائدة من الاحتفاظ بالمعلومات في عقلك. عندما تمارس ما تتعلمه فأنت تستخدم عدة تقنيات في آنٍ واحد: التكلم، والاستماع، والحصول على تغذية راجعة حية ومباشرة (والتي غالباً ما ستكون إيجابية)، والاندماج في اللغة والثقافة. ادفع نفسك خارج منطقة الراحة لكي تحصد النتائج المثمرة.

النصيحة السادسة: حافِظ على تركيزك

ارجع بشكلٍ دائم إلى خطتك الأولية وإلى الأهداف الأولية التي وضعتها لنفسك. لماذا تتعلم اللغة؟ طبعاً لأنَّك عبقري، ولكن ما زال يتوجب عليك أن تتمرن عليها كما تتمرن على أيِّ شيءٍ آخر سواءٌ كان رياضةً، أم موسيقى، أم هواية، أم مهنةً جديدة. إذا بذلت الوقت فستكون قادراً على القيام بذلك. فكلما زاد إيمانك بنفسك زاد حفاظك على تركيزك. يا له من أمرٍ رائع: عندما تحقق هدفك فإنَّك ستكون قادراً على التكلم بلغةٍ أخرى. وسيكون كل شيءٍ جاهزاً. ولن يكون ذلك بالأمر السهل في أغلب الأحيان، ولكن ثمة صورةٌ أكبر، لذلك حول رؤية هذه الصورة.

النصيحة السابعة: كافئ نفسك

قد يبدو أنَّ في ذلك نوعاً من التساهل، ولكنَّك تستحق ذلك. عندما تلتزم بخططك وتعمل على تحقيق الهدف النهائي فلا ضير في أن تشجع نفسك بين الفينة والأخرى. إنَّ ما تقوم به يتطلب عملاً جاداً والتزاماً، لذلك ولكي تحافظ على تركيزك، قم بربط أهدافك قصيرة المدى بالمكافآت المرتبطة باللغة. لقد اكتسبت مهارات هذه اللغة فلماذا لا تستمتع بها؟

 

المصدر: هنا

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!