‘);
}

كيفية الاستعداد ليوم القيامة

المبادرة إلى أداء الحقوق

يستعد الإنسان ليوم القيامة، ومن ذلك إعادة كلّ حقّ إلى صاحبه، سواءً كانت مظلمة أو وديعة أو عاريّة، وينهي كل ارتباط فيما بينه وبين الآخرين، وينبغي عليه أن يؤمّن أبناءه إن لم يكن لهم أحدٌ يتولّاهم بعد وفاة والدهم، ويوصي بكل ما لم يتسطيع أن يقوم به حال حياته، كمن لم يستطع أن يسدد دينه قبل وفاته فيوصي به، كما ويحسن المسلم الظنّ برحمة الله -تعالى-،[١]ومن الحقوق الواجب أدائها أيضاً، ما يأتي:[٢]

  • تأدية الأمانة والحكم بالعدل، وردتا في قوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّـهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا)،[٣] والأمانة هي كل ما يكلّف به الإنسان ليقوم به، وقد أمر الله -تعالى- بتأديتها كما هي، والحرص على حفظها بمكان يليق بقيمتها، وتأدّيتها لصاحبها أو من وكّله باستلامها، أمّا أمانة الحكم بالعدل فهي القضاء بين الناس في كل ما يختلفون فيه، وفق شرع الله -تعالى- الذي أنزله على رسوله -صلّى الله عليه وسلم- استناداً إلى الحدود والأحكام التي جاءت في رسالته، والتي تحقّق مصالح العباد في دنياهم وآخرتهم.
  • القول الحسن، ورد في قوله -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)،[٤] والمقصود هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع مراعاة ما يكون فيهما من الصبر والعفو والمسامحة، ويدخل في ذلك كلّ خُلُق من الأخلاق التي أمر الله -تعالى- بها ورضيها لعباده.
  • النهي عن الاعتداء، سواء كان في حال الحرب ومقاتلة الأعداء، أو في حال السلم، ومن ذلك النهي عن الاعتداء على غير المقاتلين من النساء والشيوخ والأطفال وغيرهم في الحرب، قال -عزّ وجلّ-: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).[٥]
  • النهي عن اتّهام الناس بالباطل، قال -تعالى-: (وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)،[٦] فاتّهام الناس بما لم يفعلوه يوجب الإثم.
  • الابتعاد عن النميمة والسعي بين الناس بالإفساد؛ تجنّباً للوقوع في العذاب الشديد؛ فقد ورد عن النبي -عليه السلام- أنّه: (خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن بَعْضِ حِيطَانِ المَدِينَةِ، فَسَمِعَ صَوْتَ إنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ في قُبُورِهِمَا، فَقالَ: يُعَذَّبَانِ، وما يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ، وإنَّه لَكَبِيرٌ، كانَ أحَدُهُما لا يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وكانَ الآخَرُ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ).[٧]
  • أداء الدين المادّي؛ وهو من أعظم الحقوق التي ينبغي على المسلم أدائها قبل وفاته، وإن تعسّر أداؤها قبل الوفاة فإنه يوصي بها، فقد روى عبد الله بن عمرو عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-، أنّه قال: (يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إلَّا الدَّيْنَ).[٨]
  • الوفاء بحقّ الجار، وللجار حقوق كثيرة، وقد ورد بيانها في القرآن الكريم والسنّة النبويّة؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما زالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بالجارِ، حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ)،[٩] والجار هو القريب في المسكن، سواء أكان مسلماً من الأقارب، أو مسلماً من غير الأقارب، أو غير مسلم، ويحسن إليه.