كيف تستفيد من تجربة وشغف ستيف جوبز بفن الخط؟

وفي دراسة أُجريت على 42 شخص بالغ يتعلمون اللغة العربية، ساعدت الكتابة اليدوية المشاركين على تعلُّم اللغة تعلُّماً أسرع وأفضل بكثير من تعلُّمها عبر الطباعة أو مشاهدة مقاطع الفيديو، وثبت أنَّ تدوين الأفكار أو اليوميات يدوياً، يعزز الإبداع في أذهاننا وعملنا.

Share your love

اليوم، يستخدم المصممون والمسوقون على حد سواء أنواع خطوط كثيرة وواجهات مستخدم إبداعية للأجهزة الرقمية، في عالم تهيمن عليه التكنولوجيا، ونحن جميعاً ندين لجوبز بالامتنان لجلب الإبداع إلى العالم هذا.

كان جوبز بالتأكيد مولعاً بالإبداع في فن الخط، ولكن كانت هناك عناصر أساسية إبداعية إضافية غرستها الدورة في ذهنه، والتي يمكن للعديد من أرباب الأعمال استخدامها لتطوير علامتهم التجارية والمنافسة على مستوى أعلى.

الإبداع كعَضَلة يمكن تدريبها:

يُولَد جميع البشر مبدعين ولديهم القدرة على تدريب عضلاتهم الإبداعية وتطويرها، فنحن نشجع أطفالنا على التجربة والتعبير والاستكشاف بطريقة إبداعية، كما لا يُعدُّ الرسم خارج السطور أمراً مستهجَناً حتى تدرس الهندسة المعمارية.

لكن عندما نبدأ رحلتنا في القراءة والكتابة والحساب، تتضاءل منافذ الإبداع، فمن دون التعبير عن أنفسنا باستمرار، تفقد عضلاتنا الإبداعية قوتها أيضاً كما تضمر العضلات بدون ممارسة الرياضة.

عرف جوبز بديهياً أنَّه كان يوسِّع عضلاته الإبداعية عندما استثمر وقته في دورة فن الخط في جامعة ريد (Reed)؛ ففي خطابه الافتتاحي عام 2005 في جامعة ستانفورد (Stanford)، تحدَّث عن هذه الدورة بالتحديد، قائلاً: “لقد تعلَّمت عن خطوط سيريف وسان سيريف، وحول تغيير مقدار المسافة بين مجموعات الحروف المختلفة، وما الذي يجعل الطباعة رائعة، لقد كانت هذه الخطوط جميلة ودقيقة من الناحية الفنية بطريقة لا يستطيع العلم وصفها، ووجدتها رائعة”.

يمكن لأخذ دورة تدريب تركز على الإبداع، أن يعزز إبداعك تلقائياً في مجال عملك.

شاهد بالفيديو: أسرار الإبداع والنجاح في العمل والحياة

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/OLHJKUmG7Tc?rel=0&hd=0″]

التعلُّم من الصناعات البديلة:

نحن نتعلَّم من خلال حاسة البصر قبل أي شيء آخر، فأذهاننا مرتبطة بصرياً بعشرات الملايين من الصور التي تتنافس على جذب انتباهنا، ولكن لا يمكننا معالجة سوى نسبة صغيرة جداً منها.

لعلَّك مررت بتجربة؛ حيث تنوي شراء سيارة وتختار طرازاً معيناً لم تلحظه من قبل، ثم تتفاجأ برؤيته في كل مكان في اليوم التالي، فهذه هي عملية الترشيح التي يجريها الدماغ من خلال نظام التنشيط الشبكي.

لسوء الحظ، ليس بوسعنا إلا أنَّ نتعلَّم من القادة في مجال عملنا فقط، أنا متأكد من أنَّ جوبز لم يكن لديه نية للعمل كخطاط يُعِدُّ دعوات الزفاف، ولكن عندما انغمس في فن الخط، عزز ذلك إبداعه في مجالات أخرى.

في كتاب “أنا ستيف” (I, Steve)، قال ستيف جوبز كلماته الشهيرة: “لم يكن لدى الكثير من الناس في مجالنا تجارب متنوعة للغاية؛ لذلك ليس لديهم ما يكفي من الخبرة للعمل، فانتهى بهم الأمر بتطبيق حلول سطحية للغاية دون منظور أوسع للمشكلة، فكلَّما اتسع فهمنا للتجربة الإنسانية، كانت تصميماتنا أفضل”.

إذا كنت تعمل في مجال الخدمات، فادرس أفضل الممارسات في المجال هذا؛ حيث يمكن حتى تطبيقها على قطاعات داخل صناعتك، وإذا كان عملك في مجال التسويق، فادرس الاقتصاد أو التاريخ.

التوقف عن الكتابة باستخدام الحواسيب:

في حين أنَّ فن خط اليد بعيد كل البعد عن عالم الحواسيب، إلا أنَّ هناك عنصر خفي من الإبداع والذاكرة العضلية غالباً ما يُتجاهَل، وهو الكتابة باليد.

أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة جون هوبكنز (John Hopkins University) قوة التعلم التجريبي، لا سيما باستخدام الكتابة باليد، في حين أنَّ الكتابة باليد قد استُبدلت تقريباً بالطباعة على لوحة مفاتيح الكمبيوتر، ولكن وجدت هذه الدراسة أنَّه لا ينبغي أن نتسرع في التخلص من الكتابة اليدوية.

وفي دراسة أُجريت على 42 شخص بالغ يتعلمون اللغة العربية، ساعدت الكتابة اليدوية المشاركين على تعلُّم اللغة تعلُّماً أسرع وأفضل بكثير من تعلُّمها عبر الطباعة أو مشاهدة مقاطع الفيديو، وثبت أنَّ تدوين الأفكار أو اليوميات يدوياً، يعزز الإبداع في أذهاننا وعملنا.

التخلص من الأمور التي تشتت ذهنك عن الإبداع:

لا يمكن صقل الإبداع في جلسة تدريب واحدة، تماماً كما لا يمكن إنقاص الوزن بعد ممارسة ساعة من الرياضة، علاوة على ذلك، فإنَّ أي شخص تخطر في باله أفكار رائعة في أثناء الاستحمام، يعلم أنَّ إزالة المشتتات يعزز إبداعك.

هناك قيمة كبيرة في إفراغ ذهنك أو التأمل أو الذهاب في نزهة على الأقدام في الطبيعة؛ إذ يمكننا بالتأكيد استلهام الأفكار من أعمال فنية أو نماذج أعمال أخرى، لكنَّ تعديل فكرة لا يماثل إنشاءها، فهناك فارق واضح بين التطوير وإحداث ثورة؛ حيث لا تأتي أهم الإنجازات في مجال الأعمال والمجتمع من تطوير فكرة؛ بل من خلال إحداث ثورة وإيجاد طريقة جديدة تماماً للنظر إلى العالم.

يوفر التخلص من المشتتات والعمل في بيئة جديدة مساحة لتدريب عضلاتك الإبداعية؛ حيث يمكن للإبداع واليقظة والفضول أن يُظهروا لك القِيَم الخفية في علامتك التجارية، فلم تكن مهارة خط اليد التي اختارها ستيف جوبز هي ما جعلته ناجحاً؛ بل كان التفكير الإبداعي الذي تمتع به وقدرته على إضفاء لمسة فريدة إلى ما حوله.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!