‘);
}

المعلم والتعليم

تُعدّ رسالة التعليم من أشرف وأطهر الرسالات على وجه الأرض، وهي مهنة شريفة وأمانة تتطلّب من صاحبها أن يشعر بالمسؤولية الكبيرة التي يحملها على عاتقه لأنّه سوف يُسأل أمام الله عز وجل عنها، وهي مهنة الأنبياء والرسل، فمن يمتهن هذه المهنة هو من ورثة الأنبياء، فالمُعلّم هو الذي يُخرِج الناس من بؤرة الجهل لينقلهم إلى نور العلم والمعرفة، وإنّ المعلم الذي يؤدي رسالته بصدق وإخلاص هو الذي يسير في طريقه الصحيح نحو النجاح والتميز في سبيل تحقيق المنفعة له وللأمة، وفي سبيل أداء الأمانة التي يحملها على أكمل وجه.[١]

وبما أنّ المُعلّم هو أساس العملية التعليمية والتربوية، فمهما كانت المناهج المُقرّرة والكتب المدرسية، ومهما تم تجهيز المباني الدراسية بمعدّات وأدوات متطورة، فإن لم يكن المعلم مُعدّ بالطريقة السليمة وأدّى دوره على أكمل وجه، فلن تكون هناك ثمارٌ جيدة للجهود المبذولة،[٢] والجدير بالذكر أنّ المُعلِّم والمُتعلِّم هم أساس العملية التعليمية والتربوية، وإنّ الاهتمام بهم من الأولويات لإنشاء جيل قوي يتسلّح بالعلم والأخلاق الحميدة والتي تؤهّله ليحيا حياة كريمة، فإنْ أهمل المُعلّم طلابه قادهم نحو الانحراف، فيشقى هو ويشقون هم، ويهلك المجتمع.[٣]

والمعلم هو القائد التربوي الذي يتولّى عملية إيصال الخبرات والمعلومات التربوية لطلابه، وهو الذي يوجّه سلوك المتعلمين، ويتجلّى دوره في بناء الحضارة وقيامها، وهو دور لا يمكن لأحد إنكاره، فنجاح العملية التعليمية هو نجاح الحضارة بحد ذاتها، فالمُعلِّم يترك آثاراً تعود على المجتمع كاملاً وليس على فرد بعينه، فالمُعلِّم مرشد وموجّه ومُربٍّ، وهو جسر يصل بين الأجيال المتلاحقة، وهو قدوة لتلاميذه، وهو ناصح وباحث يطلب العلم باستمرار وينقله لطلابه، وهو إنسان خبير واسع المعرفة، ويجدر القول أنّ المعلم إنسان يجب أن يكون حازماً في التوجيه، وهادئاً في الإرشاد، لذلك وجب إعداد المعلم وتدريبه لتحقيق جميع الأمور الهادفة إلى بناء مجتمع سليم وقوي ومتماسك يتسلّح بالعلم.[٣]