‘);
}

الدعوة الإسلامية

يُراد بالدعوة الإسلامية الدعوة إلى الإسلام، وهو دين الله الحقّ، المُنزل من عند الله سبحانه، وقد بعث الله أنبياءه جميعاً به، وعلى رأسهم محمّداً صلّى الله عليه وسلّم، وهو الذي اصطفاه ليكون خاتم هذه الرسالات والدعوات، ثمّ إنّ الدعوة الإسلامية تعني إقامة شريعة الله سبحانه في الأرض، بما فيها من مبادئٍ وشرائعٍ وأخلاقٍ، كما تعني صياغة الحياة كلّها بصبغة العبودية لله وحده لا شريك له، وتلك العبودية لا تقوم إلّا على الحق والإيمان، ولا تتجه إلّا على أصول العقيدة والتوحيد، كما تعدّ الدعوة الإسلامية دعوةٌ لإنقاذ البشرية كلّها من الهلاك والضياع والتيه في ظلمات الدنيا، وهي سببٌ في تحقيق سيادة ملك الله سبحانه في الأرض وفي حياة الناس، وهي كذلك دعوةٌ لقيادة الناس جميعاً بمنهج الله الخالد إلى يوم الدين، وإفراده في بالتشريع دون غيره من المخلوقات، وتتضمن الدعوة الإسلامية الحثّ على بناء النفس، وبناء الإنسان الصالح القادر على عمارة الأرض وخلافة الله -عزّ وجلّ- فيها.[١]

وممّا تضمنته الدعوة الإسلامية من معانٍ أيضاً الحرص على تحرير النفس البشرية من رقّ العبودية والذلّ لكلّ ما سوى الله عزّ وجلّ، فمن ذلك تحريرها من سلطان الشيطان الرجيم عليها بمكره وخداعه، ومن الخوف من أصحاب السلطة والطغيان، الذين لا يملكون نفعاً ولا ضرّاً، وتحريرها أيضاً من تقديس الذات والجري وراء الكسب والمال وسائر أعراض الدنيا الزائلة الفانية، ومن الطمع إلّا بالله عزّ وجلّ، كما جاءت الدعوة الإسلامية حريصةً على تحرير الإنسان من الخوف على الحياة، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم للدلالة على تحرير النفس من الخوف على الحياة: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا)،[٢] وكذلك تحريره من الخوف على الرزق وعلى مكانته الاجتماعية بين الناس، وتحريره من سلطان الشهوات وسيطرتها عليه، ففي ذلك قال الله عزّ وجلّ: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ).[٣][١]