‘);
}

الحاجة للرّسالات الإلهية

شاءت حكمة الله -تعالى- وإرادته أنْ يُرسل إلى البشريّة رسلاً من أنفسهم، يُبلّغونهم رسالات الله تعالى، ويُصلحون ما فسد من حال النّاس بسبب وساوس الشيطان ونفوسهم الأمّارة بالسوء، وتتابعت هذه السُّنة الإلهيّة في الأمم، قال الله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ)،[١] إلى أنْ اقتضت مشيئة الله -عزّ وجلّ- بأنْ يختم الرّسالات بدين الإسلام؛ فكان محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- آخر الأنبياء والرّسل، وكان القرآن الكريم آخر ما نزل من الكتب والصّحُف الإلهية؛ فلم يُرسل نبي بعد محمّد عليه السّلام، ولم تأت شريعة بعد الإسلام، قال الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ)،[٢] ولقد كانت رسالة الإسلام على حين فترةٍ من الرّسل، وانقطاعٍ من الأنبياء، وكانت البشريّة بحاجة إلى تصحيح المسار، وتصويب أحوال القلوب وقناعات العقول في مسألة المعتقدات، كما كانت بحاجة إلى تقويم المناهج والمسالك في جميع جوانب الحياة، فكيف كان العالم قبل مجيء الإسلام، وكيف كانت بعثة النبيّ عليه السّلام، وما هي خصائص دين الإسلام الذي ضمن لأتباعه سعادة الدنيا والآخرة؟

مجيء الإسلام ببعثة محمّد

إنّ مجيء الإسلام كان على عدّة مراحل، وبيان ذلك على النحو الآتي: