‘);
}

الأرض قديماً

عند النظر بشكل شامل إلى مجسّم الكرة الأرضية ككل يمكن وبكل سهولة ملاحظة التشابه الكبير في أشكال الحواف والمناطق الساحليّة للقارات السبع المكونة للأرض، وإمكانية تطابقها مع بعضها البعض وتحويلها إلى كتلة قاريّة واحدة وضخمة إذا ما تم جمعها مع بعضها البعض، وتعويض الثغرات الناقصة منها، كما يحدث تماماً عند جمع قطع البزل، ومن هذا المبدأ فإنّ العلماء البيولوجيين المختصين والمهتمين بشؤون الكرة الأرضيّة قديماً وحديثاً رجّحوا جميعاً الفرضية التي تقول إنّ الكرة الأرضية قديماً كانت تتكوّن من مسطح قاريّ واحد ضخم، بالإضافة إلى المياه المحيطة به من كل جانب، كما وضعوا عدة فرضيّات لتفسير سبب الانفصال الذي قسم هذا المسطح القاري الضخم إلى عدة قارات، وبحثوا عن الدلائل والإثباتات التي تأكّد صحة كلامهم.

فرضيّة الانفصال القاريّ

وضع العلماء أكثر من فرضيّة لتفسير انقسام القارات وابتعادها عن بعضها البعض وفصل المسطحات المائية المختلفة من بحار ومحيطان بينها، ولعل أكثر هذه الفرضيّات قبولاً وشيوعاً هو ارتطام الأرض قديماً بأحد الأجرام السماويّة ضخمة الحجم والتي كانت متوجّهة نحو الأرض بسرعة عالية، الأمر الذي تسبّب في تشقق الطبقات الداخليّة لليابسة وانفصالها عن بعضها البعض في عدة مناطق، وهي ما تُعرف بالخط الساحليّ لكل قارة، بالإضافة إلى تقتّت اليابسة في بعض المناطق مما ساهم في تشكيل الجزر الصغيرة الحجم والجزر القاريّة، كما هو الحال مع أستراليا، كما يرجّح العلماء أن انقراض الديناصورات عن كوكب الأرض كان بسبب هذا الارتطام، أما الدلائل التي تؤكّد صحة هذه النظرية وتجعلها الأكثر قبولاً فهي كالتالي.