‘);
}

قصة وتاريخ وفاة السيدة فاطمة الزهراء

كانت وفاة فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- بعد وفاة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بستّة أشهرٍ، وبالتحديد في عهد أبي بكر الصدِّيق -رضي الله عنه-، فقد صحّ في الحديث عن أبي بكر -رضي الله عنه-: (…وعَاشَتْ بَعْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ…)،[١][٢] وقد جاءت روايات أخرى بهذا الشأن، بعضها أقلّ من ستّة أشهر، وبعضها أكثر، لكنّ جميع الأخبار تتفقُ على أنّ السيدة فاطمة كانت أولّ أهل بيته -عليه السلام- لحوقاً به إلى الدار الآخرة، وممّا يدل على ذلك ما ثبت في الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها-، أنّ فاطمة حدّثتها أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أسَرَّ إلَيها، فقال: (إنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُنِي القُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وإنَّه عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، ولَا أُرَاهُ إلَّا حَضَرَ أجَلِي، وإنَّكِ أوَّلُ أهْلِ بَيْتي لَحَاقًا بي. فَبَكَيْتُ، فَقالَ: أما تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أهْلِ الجَنَّةِ، أوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ فَضَحِكْتُ لذلكَ).[٣][٤]

وقد تعدّدت آراء المحققين والمؤرخين في تحديد عُمر فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- عند وفاتها؛ إذ ذهب الإمام الذهبيّ -رحمه الله- إلى أنّ عمرها كان أربعاً أو خمساً وعشرين عاماً، وبيَّنَ المدائنيّ أنّها تُوفِّيت ليلة الثلاثاء في الثالث من شهر رمضان من العام الحادي عشر للهجرة، وكان عمرها حينئذٍ تسعاً وعشرين سنةً، ووافقه الرأي الواقديّ، وابن الأثير، وذهب سعيد بن غُفير -رحمه الله- إلى أنّها تُوفِّيت وهي بنت سبعٍ وعشرين سنة، إذ ورد أنّه قال: “ماتت ليلة الثلاثاء، لثلاث خلَون من شهر رمضان، سنة إحدى عشرةَ، وهي بنت سبع وعشرين سنةً، أو نحوها”.[٥]