كيف يؤثر المرض النفسي على عادة القراءة؟

يمكن للإصابة بالمرض النفسي أن تؤثر على الكثير من السلوكيات والعادات والأنشطة اليومية بطرق مختلفة. وتعد القراءة واحدة من تلك

Share your love

كيف يؤثر المرض النفسي على عادة القراءة؟

إن القراءة كأحد أنشطة التفكير العليا تتطلب الاندماج في عقلية أخرى هي عقلية الكاتب

يمكن للإصابة بالمرض النفسي أن تؤثر على الكثير من السلوكيات والعادات والأنشطة اليومية بطرق مختلفة. وتعد القراءة واحدة من تلك العادات التي قد يؤثر عليها المرض النفسي بشكل سلبي للغاية؛ حيث لوحظ أن الإصابة ببعض الأمراض النفسية تؤثر على قدرة الفرد على القراءة أو الاستمتاع بها، مما يتسبب في الابتعاد عن تلك العادة المحمودة. لذا، تتناول هذه المقالة الكيفية التي يؤثر بها المرض النفسي على عادة القراءة، بالإضافة إلى سبل مجابهة ذلك الأمر.

 كيف تؤثر الإصابة بالأمراض النفسية على القراءة؟

يوضح المتخصصون في الطب النفسي أن تأثير المرض النفسي بطريقة سلبية على عادة القراءة أمر شائع للغاية، إذ إنه يحدث لدى المصابين بالعديد من الأمراض النفسية مثل القلق أو الاكتئاب أو اضطراب الكرب التالي للصدمة أو اضطرابات نقص الانتباه أو غيرها. الأمر الذي يرجع إلى تأثير تلك الأمراض على القدرات المعرفية والتركيز والقدرة على التعلم والرغبة في القيام بالأنشطة، الأمور التي ترتبط بشكل أو بآخر بالقراءة.

– تأثير الأمراض النفسية المرتبطة بالصدمة على القراءة

لدى الإصابة باضطراب الكرب التالي للصدمة، يشعر المريض بأنه غير آمن طوال الوقت، حيث يستحضر الصدمة التي تعرض لها في كثير من الصور، الأمر الذي يدفع بجسم الإنسان للتصرف كما لو أنه يتعرض لخطر محدق عبر إفراز هرمونات تضع الجسم في وضع التأهب لحمايته. وفي الوقت ذاته، يتسبب هذا الوضع في إيقاف عمل القشرة الجبهية الأمامية بالمخ والمسؤولة عن القراءة والرياضيات ومهام التفكير العميق الأخرى.

بالإضافة إلى هذا، فإن القراءة كأحد أنشطة التفكير العليا تتطلب الاندماج في عقلية أخرى هي عقلية الكاتب، من أجل التلاقي والتواصل مع الأفكار التي يطرحها الكتاب؛ الأمر الذي يتطلب قدرا من التخيل والتعاطف، والذي لا يمكن لمن تعرض للصدمة القيام به بطريقة صحيحة أو كما ينبغي.

هذا الأمر يجعل المصابين بأمراض نفسية مرتبطة بالصدمة غير قادرين على فهم واستيعاب ما يقرؤونه، بسبب معاناتهم في التفكير والتحليل والتعاطف وعدم قدرتهم على استخدام وظائف المخ العليا، وذلك رغم قدرتهم على قراءة الكلمات على الصفحات بطريقة آلية.

– تأثير الأمراض النفسية المرتبطة بالتركيز على القراءة

لا يتوقف الأمر على التعرض للصدمات النفسية فحسب، حيث يمكن للأمراض النفسية المتعلقة بالتركيز التأثير على القراءة أيضا. فأمراض مثل اضطراب نقص الانتباه أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط قد تؤثر على قدرة الفرد على التركيز أثناء القيام بالأنشطة المختلفة ومن بينها القراءة بالطبع؛ الأمر الذي يجعل من القراءة نشاطاً يواجه العديد من الصعوبات لدى المصابين بتلك الاضطرابات.

– تأثير الأمراض النفسية المرتبطة بالحالة المزاجية على القراءة

قد يشعر المصابون ببعض الأمراض النفسية بتغيّرات حادة في حالتهم المزاجية، تمنعهم من القيام بالعديد من الأنشطة التي اعتادوا على القيام بها والاستمتاع بها من قبل؛ حيث إن أمراضا مثل الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب أو اضطرابات القلق بأنواعها المختلفة تؤثر على الحالة المزاجية للفرد بطريقة سلبية. الأمر الذي قد يمنع المصابين من القراءة بسبب عدم رغبتهم في القيام بها أو عدم شعورهم بالاستمتاع أثناء ممارستها.

نصائح لمجابهة التأثيرات السلبية للمرض النفسي على القراءة

لحسن الحظ، فإن العديد من الأمراض النفسية سابقة الذكر يمكن علاجها، عبر اللجوء إلى طبيب نفسي أو معالج نفسي. الأمر الذي يعني أن الشفاء من تلك الأمراض سيؤدي بالتبعية إلى تحسين علاقة المريض بالقراءة مرة أخرى. وأثناء رحلة العلاج تلك،

يمكن أيضًا للنصائح التالية المساعدة في مجابهة الأمر:

1- عدم الضغط على الذات بسبب عدم القراءة

يشعر العديد ممن يحبون القراءة ويجدون فيها شغفهم بضغط شديد، لدى توقفهم عن القراءة كما اعتادوا. لذا يجب أولاً عدم الضغط على الذات عند التوقف عن ممارسة القراءة تحت تأثير الإصابة بمرض نفسي، وإدراك أن هذا الأمر عارض وسيزول لدى معالجة الحالة النفسية الكامنة. كما تجب معرفة أن القراءة ليست هي المحدد الأساسي لشخصيتهم، وأن هناك جوانب أخرى تعرف من هم. بجانب هذا، ينبغي إدراك أن هناك أنشطة أخرى يمكن القيام بها والاستمتاع بها بخلاف القراءة، والتي يجب البحث عنها ومحاولة ممارستها.

2- قراءة الكتب الممتعة من وجهة نظر القارئ

يشعر الكثير من محبي القراءة بالضغوط لقراءة الأعمال التي توصف بأنها عظيمة أو كلاسيكية أو تجب قراءتها، حتى وإن كانت غير ممتعة من وجهة نظرهم، الأمر الذي قد يمثل عائقا إضافيا أمام القراءة أثناء الإصابة بالمرض النفسي؛ لذا، ينصح بتجنب قراءة الكتب المعقدة أو غير الممتعة خلال رحلة الشفاء، والبحث عن الكتب الممتعة لقراءتها حتى وإن كانت بسيطة للغاية.

3- قراءة القصص القصيرة والمقالات الشائقة

قد يجد البعض صعوبة في قراءة كتاب بأكمله، في تلك الحالة ينصح بالقراءات القصيرة التي لا تتطلب وقتا طويلا أو مجهودا كبيرا، حيث يمكن قراءة القصص القصيرة أو القصائد الشعرية غير الطويلة أو مقالات الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت؛ إذ تعد تلك القراءات القصيرة وسيلة لاستعادة شغف قراءة الكتب مرة أخرى.

4- الاستماع إلى الكتب الصوتية

يمكن للكتب الصوتية أن تمثل بديلا لنشاط القراءة لدى البعض، حيث إن بعض الأشخاص يجدون سهولة في الاستماع إلى المحتوى المقدم بدلا من قراءته. كما أن الكتب الصوتية من شأنها إعادة الشغف والاهتمام بالقراءة مرة أخرى أثناء تخطي المرض النفسي. بجانب هذا، فإنه يمكن القيام بها أثناء القيام بنشاط آخر، كالقيادة أو ممارسة التمارين الرياضية أو القيام بالأعمال المنزلية وغيرها.

Source: Tamol.om
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!