‘);
}

الاستغفار

أمر الله -تعالى- عباده بالاستغفار والتوبة من الذنوب والإنابة الصادقة إليه، ومن كرم الله -عزّ وجلّ- أن سمّى نفسه الغفور؛ فالله -تعالى- راغبٌ في التوبة والمغفرة لهم إن هم أقبلوا عليه يستغفرونه، وأورد الله -سبحانه- الكثير من الآيات القرآنية التي تحثّ العباد على الاستغفار، وتذكّرهم بفضله عليهم، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا)،[١] وأوّل فضلٍ للاستغفار على صاحبه أنّه سببٌ لتكفير الذنوب والسيئات، وسببٌ في دفع العقوبة والبلاء، وجلب الخير والسعادة والرزق الحسن في الدنيا لصاحبه، ومن ثمرات الاستغفار النجاة من النار يوم القيامة، وعلوّ الدرجات في الجنّات كذلك، فقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (طوبَى لمن وُجِد في صحيفتِه استغفارٌ كثيرٌ).[٢][٣]

ومن فضائل الاستغفار أيضاً أنّ المستغفرين تشملهم رحمة الله سبحانه، وكذلك فإنّها تهلك الشيطان الذي ورد أنّ يشتكي المستغفرين إذ أهلكوه باستغفارهم، والاستغفار ييسّر لصاحبه الحلول والخروج من المشاكل العظيمة إذا أحاطت به، فشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كما يقول عنه تلميذه ابن القيّم: (أنّه كان إذا داهمته مسألة، أو مشكلة، واستعصت عليه، ولم يجد لها حلّاً، فإنّه يلجأ إلى الاستغفار، ويلوذ به حتّى يفتح الله -تعالى- له)، والاستغفار يزيل عن صاحبه الهموم والغموم والضيق والكرب، فإنّها تجمتع على القلب بسبب المعاصي والذنوب، فإن عالجها الإنسان بالاستغفار زالت همومه وغمومه بإذن الله تعالى.[٤]