‘);
}

التفكير الناقد في العمل

مهارات التّفكير النّاقد المتطوّرة تقطع شوطًا كبيرًا في إقناع صاحب العمل المحتمل؛ لأنّ وجودها يُعدّ حاسمًا لنجاح المؤسسّات في المستقبل، باختصار يريد أصحاب العمل أشخاصًا تزيد مهاراتهم عن المتوسّط؛ لأنّ الموظّف يحتاج يوميًّا إلى إتقان التّفكير النّقديّ، وحلّ المشكلات، والابتكار، والتّعاون، والتّواصل بفعاليّة، ويعلم الجميع أنّ مهارات الاتّصال ضروريّة، بالإضافة إلى روح الفريق، والعمل بجدّيّة مع الآخرين، لهذه الأسباب يعدّ جميع أصحاب العمل مهارات التّفكير النّاقد أساسيّةً للتّوظيف[١].

التّفكير النّاقد ليس خطأً أو ازدراءً أو تحقيرًا أو حكمًا، لكنّه في كثير من الأحيان يهدف إلى إظهار أنّ شخصًا ما وجد ضعفًا في شيء ما، ونتيجةً لذلك فإنّه يستحقّ الزّيادة أو التّرقية أو أيّ شكل آخر من أشكال المكاسب الشّخصيّة، ويرغب أصحاب العمل في التّرويج للأشخاص الذين تضيف مساهماتهم قيمةً للمؤسّسة؛ لأنّ الأشخاص المتعاونين يعملون جيّدًا مع الآخرين ويمكنهم بناء أفكار النّاس، وتشجيع مستوى أعلى من الابتكار، وهذا يعني أنَّ التّفكير النّقديّ أعلى بكثير من مجرَّد الإشارة إلى الأخطاء في عمل الآخرين، أي إنّه ليس تحليليًّا فقط، بل هو نهج حكيم وتشخيصيّ وحاسم، والتّفكير النّاقد لا يعني الهيمنة، بل يعني التّأكّد من أنّ الأفكار تتدفّق بحرُّيّة، وأن صوت الجميع مسموع، ويشمل التّفكير النّاقد القدرة على جمع المعلومات ذات الصّلة بالعمل، وتفسير أهمّيّة المعلومات، وتوضيح معناها وفحصها من وجهات نظر مختلفة، وهذا يعني طرح الأسئلة، والنّظر إلى الصّورة الكبيرة، وليس فقط الوضع المباشر[١].