ديمة محبوبة

عمان – فقد الصغار مع ابتعادهم عن مدارسهم لأكثر من عام؛ الكثير من المهارات والأنشطة التفاعلية التي تعزز الجماعية وتلغي الفردية. ويأتي الدور الأكبر الآن على المدرسة والمعلمين، لإعادة التشاركية وروح الفريق الواحد بين صفوف الطلبة، ضمن الاجراءات الاحترازية والسلامة العامة.
يقول التربوي د. محمد أبو السعود “طرق التعلم التعاوني من أكثر الطرق التعليمية نجاحا في جميع مراحل الحياة، وعادة ما تقوم بها المدارس وتهتم بها الوزارة، وتطبق أكثر في المدارس الخاصة لتوفر المساحات وقلة عدد طلاب الصف الواحد”.
ويؤكد أنه في المراحل الأولى كالتمهيدي والصفوف الابتدائية الثلاثة الأولى يحتاج الطالب الخروج عن التعليم التقليدي والتلقيني، وتعلم طرق المشاركة ضمن المجموعة لترسيخ النظام التشاركي وتفاعل المجموعات والذي افتقدوه خلال العام الماضي جراء إبتعادهم عن مقاعد الدراسة الوجاهية بسبب جائحة كوفيد 19.
ويؤكد أبو السعود بأن التدريس عبر الأنشطة التعاونية تتم من خلال توزيع التلاميذ إلى مجموعات قليلة العدد، يعمل جميع الطلاب يدا بيد ويبذل كل فرد منهم جهده من أجل إنجاز الأهداف المشتركة للفريق، بروح واحدة.
والهدف من هذا التعلم الابتعاد عن الأنانية وزرع التنافس الشريف، فنجاح الفريق من نجاح جميع أفراده، والعمل بروح الفريق يزرع الكثير من الصفات الجميلة في شخصية الطالب، كحب الخير والمساعدة في حال احتاج أي فرد شيء من أفراد الفريق.
ويؤكد على فكرة أن المدارس، وخصوصا مربي الصفوف تقع على عاتقهم خلال الأيام المقبلة إرجاع هذا النظام وإنعاش ذاكرة الطالب لهذا الأسلوب الصحي في التعلم.
المرشدة النفسية في إحدى المدارس الخاصة رائدة الكيلاني تؤكد بأنه اليوم ومع تطور التكنولوجيا وإمكانية الطالب في الحصول على المعلومة بطرق كثيرة، يلزم المدارس باستخدام وسائل تعليمية أكثر تفاعلية لجذب الطالب بحيث يكون ضمن المجموعة ويقوم بعدة أدوار، ويستفيد في أكثر من جانب.
وتبين ” أن استراتيجية التعلم التعاوني هي تعلم مفيد، فهي استراتيجية تعمل على تحقق جميع مسـتويات الأهـداف التربوية وأنواعها. وتعمل على توافق وانسجام جميع أفراد المجموعة، بغض النظر عن الاختلافات المتعددة والمتنوعة في المستويات والقدرات، فجميع الطلاب يعملون يدا بيد معا، إذ يجمعهم هدف واحد يسعون إلى تحقيقة.”
وتعتمد استراتيجية التعلم التعاوني على مجموعة من الأنشطة الاجتماعية، التي تحتاج إلى إعداد وتجهيز قبل البدء بالنشاط، وفي هذه الحالة فإن التلاميذ لا يتعلمون ما يحتاجونه فقط، بل يتعلمون كيف يتعاونون خلال تعلمهم.
وتنصح الكيلاني بأن يتبع هذا النظام التعليمي منذ الصغر ومع طلاب رياض الأطفال، لتشجيع تفاعلهم مع بعضهم البعض وتعزيز روح الفريق من خلال التشارك في القيام بالمهمات الموكلة إليهم، وتحويل البيئة التدريسية إلى مكان حيوي نشيط.
وتبين الكيلاني أن على المعلمات تعزيز روح العمل الجماعي بين الطلبة، وعبر نشاطات لا منهجية والتعلم باللعب لأنه يؤثر ايجابيا في تنمية المهارات.
وتؤكد أنو وحتى يستطيع المعلم لفت انتباه الطفل يتوجب اللجوء للرياضة واللعب والموسيقا وقراءة القصص، لافتة الى ان رياض الأطفال هي مرحلة تعليمية لـعمر(3-4) سنوات والتي تعرف بمرحلة الطفولة المبكرة، ويجب عليهم إنشاء جيل تعلم العمل الجماعي والتشاركي والتعلم بشكله غير التقليدي.
وتذهب الكيلاني الى ضرورة أن يتم العمل على هذه الأنظمة في جميع المدارس وبمختلف المراحل لأنها تبني جيلا واعيا، مختلفا ملما بتجارب أُخذت بطرق تعليمية تحفز العقل والتفاعل وتطور المهارات.