لا أقبلُ بنصف تفاحة

لستُ متضايقًا ولا سعيدًا ولستُ ضدّ ولا معَ لا داخلَ ولا خارج أنا في المنطقة الوسطى محايدًا بشكلٍ ما ومتواطئًا بطريقة ما إنني النّص الموازي حين أحجز مكاني يمينًا أو يسارًا وحين أتراجع إلى الخلف، وأنتظر من يقرؤني أرمي الصنّارة في الأعماق وأنتظر سمكة على الحافة ولا أخاف العزلة، ولا أشكو منها أتعايش معها بمقاس […]

لا أقبلُ بنصف تفاحة

[wpcc-script type=”d16eb69cd865346627cce582-text/javascript”]

لستُ متضايقًا ولا سعيدًا
ولستُ ضدّ ولا معَ
لا داخلَ ولا خارج
أنا في المنطقة الوسطى محايدًا بشكلٍ ما
ومتواطئًا بطريقة ما
إنني النّص الموازي حين أحجز مكاني يمينًا أو يسارًا
وحين أتراجع إلى الخلف، وأنتظر من يقرؤني
أرمي الصنّارة في الأعماق
وأنتظر سمكة على الحافة
ولا أخاف العزلة، ولا أشكو منها
أتعايش معها بمقاس قابليتي للانتساب إلى سرب طيور،
والتحليق في سماوات بعيدة
دون أن أغادر منزلي في الحيّ العتيق
حيث أعيش محاطًا بموظفين متقاعدين
وجنود سابقين يعلقون حدوة حمار على أبواب بيوتهم
ومخبرين محترمين أيضًا
حتى صرتُ بسببهم متقدّمًا في السّن
أبدو مثل فزّاعة
دون أن أُخيفَ طيرًا أو أثير انتباهَ أحدٍ
أسعلُ فتتمزّق قمصان السعادة
وتهوي سقوفٌ على ذكرياتٍ كثيرة
وقد أصابني صَممُ رياض الصالح الحسين
وما عدتُ أسمع غير صفير القيامة
وصرير عظام الموتى
أنامُ فتخرج ثعابين من فمي، وتمتدُّ
إلى كبريائي القديم
ولكن أشعر بأنّي هاربٌ محترف من أمراض العصر
وحوادث السير
وأنّي محظوظ وشاهدُ عيانٍ على حروبٍ وصراع ديانات
وموت ملوك ومجيء آخرين،
وأصيص أزهار مكسورة وخيانات
وما زلتُ كعادتي بلا مشاغل حقيقية
تافهًا وأسبر أنف العالم بأصبعي فأضحك
وبلا هواية تقريبًا ما عدا أني أخرِج شياهَ أفكاري كلَّ صباح
كي ترعى جنب وديان مجاورة
قبل أن أستعيدها بسبابتي في المساء غضبانة
وأكتب الشّعر بغزارة وأشرب القهوة
فأشعر بأنيّ مَلِكٌ بجرار الذهب وخدم من الأشباح
ولا أقبل بنصف تفاحة.

٭ شاعر مغربي

اللوحة للتشكيلي المغربي  محمد حستي

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!